الرئيسية / الأخبار / فلسطين
خضوري..قلبت معايير الصورة الكلاسيكية للجامعة
تاريخ النشر: الثلاثاء 12/12/2017 11:11
خضوري..قلبت معايير الصورة الكلاسيكية للجامعة
خضوري..قلبت معايير الصورة الكلاسيكية للجامعة


بثينة بدر صالح

كيف تكون الصورة الكلاسيكية للجامعة؟ طلاب، مبان ضخمة، مكتبة، حديقة  عامة ومقاهٍ.. هذه الصورة النمطية للجامعات حتى هنا في فلسطين فالصورة هي نفسها، ولكن ماذا عن جامعة خضوري الواقعة في مدينة طولكرم، للوهلة الأولى ترى جامعة بصورتها الطبيعية ولكن حين تدخل إلى تفاصيل الصورة، تشاهد جدار الفصل العنصري الذي اغتصب أراضي الجامعة وترى مبنى للرماية العسكرية الإسرائيلية جاثما على أراضيها، حتى أن مكتبة الجامعة رشقت بمياه الصرف الصحي. وعدد من المباني هدمت، والنساء الحوامل أجهضن بسبب الغاز المسيل للدموع، ومواجهات بين طلبة الجامعة وقوات الجيش الإسرائيلي سقط خلالها جرحى من أبنائها. ترافق ذلك مع أجواء الهبة الجماهيرية الفلسطينية في عام 2015، ومع الأحداث التي تزامنت مع قرار الرئيس الأمريكي بجعل مدينتنا القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

نص البرتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الملحق باتفاقيات جنيف عام 1949، على مبدأ الحماية الخاصة وعرض في المادتين 77و78 أهمية حماية أماكن التعليم ودور العبادة. ولكن كما عهدنا إسرائيل في مخالفة قرارات الشرعية الدولية،فهي  تنتهك حرمة الجامعة وتجعل صورتها مستهجنة في نظر الوفود الأجنبية.

وحتى في نظر طلبة الجامعة أنفسهم، فحين تقابلهم تشاهد أن الصورة المتخيلة عن الجامعة في أذهانهم قد  تحولت حين ترجمت على أرض الواقع، صالح عواد طالب في السنة الرابعة عاش أحداث الجامعة سنة 2015، فقال" كنا نذهب للجامعة من أجل الدراسة، ولكننا حين نصل نرى جنود الاحتلال الإسرائيلي داخل الجامعة". أما عدي حج علي طالب في السنة الثالثة، فقال" تعيش أجواء الجامعة في مخيلتك وتتبدل بأجواء الغاز المسيل للدموع ودخول الجيش".

وأضاف الحج علي، "في بداية دراستي أخذت محاضرات في مكتبة الجامعة، ولكن نتيجة دخول الغاز المسيل للدموع للمكتبة توقفت العملية الدراسية لمدة شهر".

وتقول ساجدة سلامة، "لم يكن هناك دوام في أحداث 2015، التعليق مستمر، وتعرضنا للغاز المسيل للدموع، وكنت أحد الأشخاص الذين أصابوا بحالة اختناق".

 أما محمد أبو سعدة طالب الهندسة في السنة الرابعة، "جيش الاحتلال اعتبر الجامعة مسرحا لتدريباتهم، و هناك طلاب ما زالوا يعانون من أصابتهم في عام 2015، و منهم من احتاج لإجراء عمليات لا يمكن تنفيذها في المستشفيات الفلسطينية".

تقع جامعة خضوري  في الجهة الغربية لمدنية طولكرم، بدأت مسيرتها التعليمية كمدرسة زراعية في عام 1930، وهي الآن الجامعة الحكومية الوحيدة في الضفة الغربية.

وجاء موقعها على خط تماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أغتصب 200دونم من أراضيها عام النكبة 1948 وأقام عليها جدار الفصل العنصري، بالإضافة إلى 50دونم  من زاويتها الغربية الجنوبية عام  1996لبناء  مكتب الارتباط الإسرائيلي (DCO)- مكاتب التنسيق اللوائية في جيش الاحتلال في الضفة الغربية-.

وفي بداية شهر 6 عام 2000، قامت جرافات الجيش الإسرائيلي بتوسيع منطقة DCO، وعمل  استحكامات عسكرية للقناصة، وبعدها أتى وفد من بيت إيل ممثل بمستشار وزير الاقتصاد الإسرائيلي والتقى مع خالد الزغل الذي كان حينها ممثل المحافظة في اللجنة العليا للمشروع الصناعي المنوي عمله في طولكرم، وقال لهم الزغل "هذه منطقة تكنولوجية وحضارية وأنه سيتم عمل مشروع صناعي بالقرب من الجامعة ولا يصح أن يكون هناك مبنى للرماية الإسرائيلية على أرضها"، فرد عليه المستشار بأن الرماية تم عملها لحماية المنطقة الصناعية ولحماية الشركات ورجال الأعمال الإسرائيليين الذين سوف يأتون للمنطقة الصناعية.

ويضيف الزغل في بداية عام 2000، علم الجانب الفلسطيني بأن الطريق الغربي لمدينة طولكرم - والذي يؤدي طريقه إلى نتانيا التي احتلت عام 1948 - سوف يغلق، ويقام مكانه  الخط العابر بين شمال فلسطين وجنوبها ضمن جدار الفصل العنصري.

وبعدها أصبح الوضع بوقف المشروع الصناعي الدولي ونقل DCO  إلى معبر الطيبة في عام 2004 وإبقاء مكانه الرماية العسكرية. 

في ظل الهبة الجماهيرية التي تزامت مع القرار الأمريكي حول القدس، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي برش المياه العادمة على طلبة ومباني الجامعة، إلى جانب قنابل الغاز المسيل للدموع.

المصدر: صفحة الفيس بوك-مدينة طولكرم. أحداث 2017

 

ورصدت الجامعة جميع الانتهاكات الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الجامعة في تشرين أول 2015، حيث وصل عدد مرات دخول الجيش الإسرائيلي للجامعة 80مرة. وأصبحت حركة الجامعة مشلولة على الصعيد البحثي والاقتصادي والتطويري.

وتمثلت الانتهاكات الإسرائيلية في الاعتداء على الأمن الجامعي، وتسببت بأضرار جسيمة لأبنية الجامعة ومنشأتها الزراعية، من خلال إتلاف عدد كبير من الأراضي  المستخدمة للبحوث الزراعية.

وبين تقرير الجامعة حول رصد الانتهاكات، تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني حول تعرض عدد كبير من العاملين والطلبة للاختناق نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع وإصابات بالرصاص الحي والمطاطي فضلا عن جرح 60 طالبا. 

وتسبب وجود المعسكر الإسرائيلي في خسارة الجامعة للعديد من الامتيازات، من ناحية استقطابها للطلاب الجدد وخروج عدد من العاملين فيها للعمل في مؤسسات أخرى، كما أثر الوضع بشكل سلبي في حرمان الجامعة من الممولين والمتعاملين معها، إلى جانب سجن 16طالبا من طلابها في المعتقلات الإسرائيلية.

أحداث 2015

ويشير مدير مكتب رئيس الجامعة أحمد عمار، إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تشكل خرقا للقوانين الدولية والإنسانية، بأنه لا يجوز الاعتداء على الممتلكات الاقتصادية والثقافية للأرض المحتلة. 

ويوضح أحمد عمار أنه قد تم التوصل إلى اتفاق كلامي مع الجانب الإسرائيلي لوقف العمليات العسكرية المتمثلة بالتدريب، مع استمرار تواجدهم داخل المعسكر وذلك بعد احتدام الأحداث في عام 2015.

و لا يزال الجانب الإسرائيلي يرفض إكمال مشروع بناء حرم للجامعة، فعندما شرعت الجرفات الفلسطينية ببناء سور للجامعة، جاء قرار إسرائيلي بوقف المشروع عندما وصل البناء إلى المنطقة (C ) القريبة من الجدار ومن مبنى الرماية العسكرية، على حد قول مدير مكتب رئيس الجامعة.

قمت بإعداد هذا التقرير قبل أيام من أحداث الهبة الجماهيرية الأخيرة الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، وحينها كانت الهدنة الكلامية الإسرائيلية بشأن وقف التدريبات قد بدأت في 2016وحتى نهاية تشرين ثاني 2017، وتجددت الانتهاكات الإسرائيلية للجامعة في الأيام الأولى لشهر كانون أول 2017. فلا أحد يضمن المستقبل مع الاحتلال.

 



صورة يظهر فيها مبنى الرماية العسكرية

 



صورة يظهر فيها جدار الفصل العنصري

 


ملعب الجامعة ملاصق لمبنى الرماية العسكرية

صورة لسور الجامعة

 

المصدر: صفحة الفيس بوك-مدينة طولكرم. أحداث 2017

 

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017