الرئيسية / تجوال أصداء
زهرة التوليب وغيرها ..أصداء ترصد وجود ثروة نباتية كبيرة في فلسطين
تاريخ النشر: الأربعاء 14/03/2018 12:49
زهرة التوليب وغيرها ..أصداء ترصد وجود ثروة نباتية كبيرة في فلسطين
زهرة التوليب وغيرها ..أصداء ترصد وجود ثروة نباتية كبيرة في فلسطين

كتبت- شذى جعميصي- ما أن تحط أنظارك عما حولك حتى تجد نباتات وأزهارا عديدة وألوان زاهية مختلطة لتشكل لوحة فنية طبيعية خلابة تسر عين الناظر وتريح أعصابه ليدخل في عالم الهدوء النفسي مع هذه الأزهار، وترى أشجارا لم تكن تعرفها وأزهارا لم تتوقع أن تكتشفها في هذه المنطقة.
من الزاوية الشرقية من قرية كفر مالك وتحديدا في عين سامية بدأت محطة مسار عين سامية –العوجا ضمن مسارات إبراهيم الخليل وصولا لعين العوجا في أريحا حيث تشهد المنطقة تنوعا نباتيا هائلا حيث الألوان الزاهية والأشكال المختلفة لكل زهرة.
ويقول المهندس الزراعي والدليل السياحي للمسار إبراهيم مشاعلة لأصداء عن هذا التنوع :"تشهد هذه المنطقة وجود جميع الأقاليم المناخية كافة فيها وهي اقليم البحر الأبيض المتوسط وإقليم الطورا إيراني والإستوائي والصحراوي وشبه الصحراوي."
ونظرا لهذا التنوع الأقاليمي تزخر المنطقة بالعديد من النباتات والأزهار النادرة في فلسطين كالتوليب والسوسنة، فالتوليب بصلة شتوية تتنوع ألوانها وأطوالها حسب نوعيتها وتتصف بنضارتها وتعرف بزهرة الحب والأناقة والجمال وهي لا تنمو إلا في مناطق مرتفعة جدا لكن من الغريب أنها موجودة في منطقة إقليم الطورا إيراني المنخفض.


بينما كنا نمشي في المسار عم المنطقة صخب كبير احتفالا برصد وجود زهرة السوسنة وهي زهرة لا تنمو إلا في منطقة فقوعة قضاء جنين، وتتميز الزهرة بلونها البنفسجي القاتم بالإضافة إلى اللون الأصفر، وكبر حجم البتلات الزهرية وتنمو خلال فصل الربيع في شهر نيسان.
ويتحدث المهندس مشاعلة حديثه عن نبتة الغيصلان :" هي نبتة سامة وتسبب حساسية الجلد ولها أزهارا بيضاء وتنمو في المناطق المتدهور غطاؤها النباتي وهي معمرة ويصل ارتفاعها إلى 1.5 متر."
وبعد قطع 3 كيلو متر من المسار تظلل فريق أصداء تحت شجرة السدر ذات الجذور المتعمقة التي تتحمل الظروف البيئية القاسية، وتعد هذه الشجرة من من الأشجار ذات القيمة الغذائية العالية ويتابع مشاعلة :"ثمارها حلوة المذاق ويستخرج منها العسل وهو مفيد جدا لحالات أمراض الصدر ووالتنفس ومسهلة كما أنها منقية للدم"، أما بالنسبة لأوراق السدر فإنها تستخدم لعلاج الجرب والبثور. وتحتاج لشتاء دافئ حيث لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة وبصفة عامة تنمو أشجار السدر في المناطق الحارة والمعتدلة.


تزرع منطقة إقليم الطورا إيراني بالمزروعات البعلية نظرا لارتفاع نسبة الأمطار الساقطة عليها كاللوزيات والزيتون والعنب كما تصلح لزراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والعدس والكرسنة، وهي زراعات ناجحة فيها بحسب ما قال المهندس إبراهيم، وخلال المسار شاهدنا العديد من نبات النتش أو البلان وهو نبات شوكي قصير له أوراق صغيرة جدا وسيقان مليئة بالأشواك وينمو في منطقة إقليم حوض البحر الأبيض المتوسط ومتعلق بالضوء حيث ينمو بعيدا عن الأشجار.
ولا تخلو هذه المنطقة من النباتات والأزهار المعروفة كشقائق النعمان فهي منثورة بشكل كبير فيها، ونبتة اللوف أو مكحلة الغولة كما وصفها المهندس إبراهيم وإبرة العجوز ومن أسمائها البشلون أو الحمباز أو يا غزال دور، ولا بد من وجود العديد من أشجاز الزيتون المنتشرة في سفوح الجبال
وما أن أكمل الفريق مساره حتى قابل شجرة الخروب المتواضعة، ووصفت بالمتواضعة لأنها لا تحتاج الكثير من الاحتياجات للنمو والإثمار فهي تتحمل الجفاف والبرد الشديد والرياح القوية، وكانت إحدى تعليقات أعضاء الفريق "هون القعدة المزبوطة" فظلها حجب أشعة الشمس الربيعة كافة فما برحنا حتى تناولنا فطورنا تحت ظلها ثم أكملنا لاكتشاف المزيد من النباتات.


واختتم المهندس إبراهيم حديثه :"هذا التنوع النباتي هو ثروة لفلسطين لابد من المحافظة عليه والاهتمام به وتسليط الضوء على جميع النباتات والأزهار الموجودة في المنطقة وتعريف الكل الفلسطيني فيها".
فلسطيننا جميلة ومزدهرة ومليئة بأزهار الحب والأناقة وأشجار الصمود ونباتات التحمل والتواضع، وكأن بيئتها تفسر قيم شعبها وأخلاقه فكيف لنا ألا نحافظ على هذه الثروة النباتية العظيمة وهي في صفاتها تتحدث عنا.

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017