الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قصور عرابة التاريخية .. إرث حضاري تتغنى به البلدة
تاريخ النشر: الأحد 01/04/2018 14:49
قصور عرابة التاريخية .. إرث حضاري تتغنى به البلدة
قصور عرابة التاريخية .. إرث حضاري تتغنى به البلدة


تقرير : شذى عابد
عند تجوالك في قصور عرابة التاريخية، يأخذك جمال أقواسها وزخرفاتها إلى ما قبل المئتي عام، يسافر بك الزمن لتكون شاهاداً على تاريخ الحاضارة العثمانية العريقة.

قصور أل عبد الهادي، يعود تاريخها إلى أكثر من 200 عام، تخلد فيها حكايات وقصص تاريخية كثيرة، من ضمنها قصة هيبة وقوة تحاكي حقبة ساهم فيها أبطالها في حكم العصر العثماني، بمن فيهم عبد القادر عبد الهادي وحسين عبد الهادي والشيخ يوسف الداودي.

يروي لنا المرشد السياحي لفريق تجوال اصداء خلال جولة ضمن مسار ابراهيم الخليل سعيد حجة تاريخ قصور آل عبد الهادي العريقة، قائلاً : "يعود بناؤها إلى أوائل القرن السابع عشر، حيث كانت فلسطين خلال فترة الحكم العثماني مقسمة إلى 24 كرسياً، إحدى هذه الكراسي كانت بلدة عرابة التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين.
ويتابع : برزت خلال تلك الفترة شخصية الشيخ حسين عبد الهادي، الذي عمل على عقد تحالفات مع العثمانيين لتوسيع نفوذه في البلاد، فبات يسيطر على مساحة شاسعة من فلسطين، إمتداداً من خليج عكا شمالاً إلى خليج العقبة جنوباً.
بدأ حسين باشا بناء هذه القصور في بلدة عرابة، والتي بلغ عددها 13 قصراً، بنيت على الطراز الدمشقي الإسلامي بنظام طابقين، العلوي يخصص لشيخ القصر وضيوفه ويسمى "السرملك" والسفلي لحريم القصر ويسمى "الحرملك".

"معلم سياحي"

عقب انهيار الدولة العثمانية انتقل آل عبد الهادي إلى مدينة نابلس لتبقى قصورهم فارغة.
يقول حجة : "مع بداية العام 2000، بدأنا ننظر إلى القصور على أنها معلم سياحي مهم يجب الحفاظ عليه، فانطلقت الدراسات والمشاريع من أجل تعميرها والنهوض بها".
ويتابع : البداية كانت بترميم قصر الشيخ حسين، فقد تم استغلاله بإنشاء مركز عام للمرأة، تبعه إنشاء مدرسة وروضة في قصر عبد القادر عبد الهادي عقب ترميمه.
ويضيف حجة : مع بداية العام 2017 كان هناك ترميم لقصرين آخرين؛ سعياً لتشجيع الحركة السياحية في البلدة، فقد تم إنشاء حمام تركي وبيت لإستضافة السواح.
مشيراً إلى استمرار المشاريع لترميم جدران بعض القصور وساحاتها الداخلية.
أما في ما يتعلق بواقع السياحة، يقول حجة : "مسار إبراهيم الخليل عمل على جذب السواح من أنحاء مختلفة من الضفة الغربية والداخل المحتل إضافة إلى طلاب المدارس والجامعات المختلفة، إذ تشكل عرابة مركزاً رئيسياً في المسار".
ويعبر حجة عن أمله في أن تشهد البلدة ازدياداً في حركة الوفود السياحية، لاسيما عقب مشاريع الترميم والتعمير التي شهدتها البلدة القديمة.

من جانبه يشير رئيس بلدية عرابة أحمد العارضة إلى دور البلدية ومسؤوليتها في الحفاظ على التراث والترويج للسياحة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، قائلاً : "تقع المسؤولية على البلدية في المحافظة على الأماكن الأثرية والتاريخية، والعمل على تدعيمها وإعادة ترميمها لحمايتها من الإنهيار.
وفي سبيل الترويج لإستقطاب السياحة الداخلية والخارجية، يؤكد العارضة أن لبلدة عرابة مقطع كبير في مسار إبراهيم الخليل، بدءاً من تل دوثان ومغارة سيدنا يوسف مروراً بقصور عرابة التاريخية وسرايا أبو عبيد، انتهاءً بمنتزه البلدية والأماكن الأثرية الأخرى عالخرب التي تعود للعهد البيزنطي.
ويتابع : توفر البلدية للمجتمع المحلي الفلسطيني وللسياحة الخارجية تعريفاً بالقصور وأهميتها والدور الذي لعبته في القرن السابع عشر، من خلال المواقع الإلكترونية ولوحات تعريف إرشادية توزع على السواح إلى جانب الدليل السياحي للبلدة.
ويشير العارضة إلى دور المنحة التي حصلت عليها البلدية من الدكتورين عمر وسعيد عبد الهادي في إحياء هذه القصور وتشجيع السياحة إليها، فقد خصصت 500 ألف دولار لترميم قصر رشدي عبد الهادي ليكون بيتاً للضيافة واستقبال السواح، إلى جانب الحمام التركي والمكتبة، مؤكداً على أهمية هذه المشاريع في دعم الإقتصاد.
ويضيف : "نعمل على مشروع لإعادة ترميم القصبات –الأزقة الضيقة- التي تصل بين مدخل البلدة الجديد والبلدة القديمة، بالتعاون مع الحكومة البلجيكية ووزارة الحكم المحلي ووزارة السياحة والآثار".
ويشيد العارضة بتعاون المجتمع المحلي في الحفاظ على الموروث التاريخي، مؤكداً على الوعي والثقافة العالية لدى سكان البلدة ودورها في الترويج للسياحة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017