الرئيسية / منوعات / غرائب وعجائب
يفضلون صور النجوم الأتراك.. هويَّات مزيفة من أجل البحث عن الحب عبر فيسبوك في أفغانستان
تاريخ النشر: الخميس 09/08/2018 05:31
يفضلون صور النجوم الأتراك.. هويَّات مزيفة من أجل البحث عن الحب عبر فيسبوك في أفغانستان
يفضلون صور النجوم الأتراك.. هويَّات مزيفة من أجل البحث عن الحب عبر فيسبوك في أفغانستان

عربي بوست، ترجمة

لم تتردد ماكيز نصير أحمد، وهي أميركية من أصول أفغانية تبلغ من العمر 24 عاماً، وانتقلت مؤخراً للعيش في أفغانستان، في قبول طلب صداقة تَلقته على فيسبوك من سيدة لا تعرف اسمها. صورة حساب السيدة منقولة بوضوح من على شبكة الإنترنت، وليست صورةً شخصية لها؛ غير أن ماكيز تصورَّت أنَّ السيدة يُمكن أن تكون إحدى قريباتها، تحاول إخفاء هويتها. فالعديد من العائلات في أفغانستان ترفض مشاركة السيدات صورهن على شبكة الإنترنت. لذا تلجأ النساء أحياناً إلى التخفي خلف صورٍ وأسماء مستعارة.
البداية رسالة: «مرحباً» مع قلوب حمراء
وسرعان ما بدأت السيدة ترسل رسائل خاصة إلى ماكيز. في البدء كتبت لها «مرحباً». ثم بعد يومين تكتب لها «مرحباً» أخرى، متبوعة بقلوب.

لاتزال العادات الصارمة تحكم المجتمع الأفغاني
تبين لاحقاً أن صديقة ماكيز الجديدة لم تكن خالة أو ابنة عم، وإنما رجلاً غريباً عنها. عرفت ماكيز بعد ذلك أن العديد من الشباب والشابات في أفغانستان من المدن والقرى على حدٍ سواء، بدأوا يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للالتفاف على القواعد الاجتماعية الصارمة التي تحكم التواصل بين الجنسين في أفغانستان.
ثم تبين أنه رجل يريد مصادقتها
في الواقع، بدأت عادة الظهور على شبكات التواصل الاجتماعي بجنسٍ مغاير عادة شائعة لقضاء الوقت في البلاد. تلقت ماكيز، في الأشهر التي أعقبت قبولها طلب الصداقة الأول، عدة طلبات أخرى من صديقات مزيفات الهوية (ومن دواع التعجب أنَّ نسبة غير بسيطة من هذه الحسابات تستخدم صوراً لممثلات من مسلسلات الدراما التركية). وحتى وقتٍ قريبٍ كانت المواعدة بين الشباب والفتيات أمراً شبه معدومٍ في أفغانستان. كان التواصل بين الجنسين صعباً أيضاً: فإبان حكم حركة طالبان، كان على الأشخاص الوصول إلى الحدود مع باكستان لإجراء مكالمة دولية (ولم تكن المكالمات المحليِّة سهلة كذلك).
فالإنترنت بات متاحاً للجميع.. حتى أشد الناس فقراً
اليوم ومع وصول الهواتف الذكية زهيدة الثمن وإمكانية تشغيل الإنترنت عبر الهاتف، يملك حوالي 90 % من سكان أفغانستان إمكانية الوصول إلى هاتف خلوي، حتى أشد الناس فقراً بات بإمكانهم الحصول على حساب على فيسبوك. ورغم أنَّ العلاقات العاطفية قبل الزواج لا تزال ضمن المحظورات المجتمعية، فقد قدمت شبكات التواصل الاجتماعي للجيل الأصغر وسائل مستترة للمواعدة على شبكة الإنترنت.
المواعدة بين الشباب والفتيات في أفغانستان لاتزال غير مقبولة
يقول نويد، طالب في الثامنة عشرة من عمره من كابل إنه امتلك حساباً بهوية زائفة على موقع فيسبوك لأكثر من عام: «عادةً ما يستخدم الصبية هذا الأسلوب للتقرب من الفتيات اللاتي يعجبون بهن».

(طلب نويد من مجلة
The Atlantic
، التي تطرقت للموضوع، ألا يُذكر سوى اسمه الأول، لأن عائلته لن توافق على أن يواعد فتاة.)

يستخدم الرجال حسابات مزيفة خوفاً من الرفض أو الملاحقة
يضيف: «كنت أتحدث إلى الفتيات بهدف المرح، واستمتعت كثيراً بالأمر». يحاول العديد من الرجال الوصول إلى الفتيات اللاتي يكنون لهن إعجاباً مستخدمين حساباتهم الحقيقية؛ وإذا أخفقوا، يلجأون إلى إنشاء حسابٍ وهمي. يقول نويد إنّ الرجال عادةً ما ينتظرون قبل أن يكشفوا عن هويتهم الحقيقية. فبعد أن تشعر الفتاة بالراحة والأمان، يضع أوراقه على الطاولة ويقول إنّه معجب بها منذ فترة، ولكن لأنها لم تقبل طلب الصداقة المرسل من حسابه الذي يحمل هويته الحقيقية، وجد نفسه مضطراً إلى استخدام حساب مزيف. ويضيف نويد أنّ هذا يساعد في بناء الثقة بين الاثنين.
وبعض النساء أيضاً يتخفين خلف حسابات ذكورية بحثاً عن الحب
وأحياناً تسعى النساء إلى الحصول على أصدقاءٍ من الرجال بهذه الطريقة أيضاً. ينشئن حسابات بهوية مزيفة، ويرسلن إلى من يعجبنهن طلب صداقة ليصبحوا أصدقاء، ومن ثم يحاولن اكتشاف ما إذا كان لديه صديقة أم لا. ولكن بدلاً من أن يعترفن بحيلتهن، يخبرن الشخص المستهدف بأنهن يعرفن امرأة معجبةً به بشدة، ويوجهن انتباهه إلى الحساب الحقيقي، ثم ينتظرن أن يأخذ خطوة.


صورة لشارع بمدينة كابل
أخبرتني مريم ميهتار، الصحفية الأفغانية أنَّها تلقت العديد من طلبات الصداقة من حسابات مزيفة على فيسبوك، لدرجة أنها توقفت عن إحصائها، وبعض طلبات الصداقة تلك تأتي من أشخاصٍ يكنون نوايا أبعد ما تكون عن الحب.

والحرص من ذئاب الإنترنت أمر واجب
ذات مرة قبلت طلب صداقة من مستخدمة بينهما العديد من الصديقات المشتركات، ومعظمهن أقارب مريم. تقول مريم: «ظننت أنني أعرفها. وكل ما سألتني عنه أجبت عنه بصدقٍ». وبعد ذلك اكتشفت من صديقاتها أن الحساب يخص رجلاً حاول جمع معلومات وصور خاصة من النساء لاستغلالها في ابتزازهن. وتعد هذه المشكلة واسعة الانتشار لدرجة أنَّ بعض النساء لجأن إلى إنشاء حسابات مزيفة بهوية رجال على فيسبوك، باستخدام أسماء إخوتهن أو أبناء عمومتهن، لمجرد تجنب هذا النوع من التحرش.رجلٌ عاشق يدعي أنه امرأة ليوقع امرأة في شباكه. وامرأة عاشقة تدعي أنَّها رجلٌ لتوقع رجلاً في شباكها. وامرأة أخرى تدعي أنها رجل لتتجنب لفت انتباه الرجال، العاشقين والجشعين وخلافه. في عرف الدراما والحب والعشق، تلك قصص تستحق أن تُكتب في مسرحية كوميدية لشكسبير. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017