الرئيسية / تجوال أصداء
بيت دجن منارة تهتدي إليها بجهود مجلسها
تاريخ النشر: الأثنين 11/02/2019 18:49
بيت دجن منارة تهتدي إليها بجهود مجلسها
بيت دجن منارة تهتدي إليها بجهود مجلسها

كتبت: شيماء عطا

تحرير: تسنيم ياسين

حين تدخلها يلفك الجمال من حولك، يكسوها الخضار من جميع الجهات، سهولها خلابة وجمالها بديع وجبالها منيعة، حين تتسلقها وترى روعة الأغوار من أعلى الجبال تتمنى بأن يكون لك كوخ تعيش فيه كلما أردت أن تنعش روحك من جديد.
أصالة أهلها ووقوفهم بجانب بعضهم البعض تعيدك إلى الوراء أكثر من مئة عام حيث الأمان والناس البسيطة، فهم أهل الشهداء والأسرى والجرحى كلهم كالجسم الواحد، تدخل أحد بيوتها ترى الجمال السوري الحلبي الأصيل بزخارفه وجمال عيون أهلها، إنها قرية بيت دجن.
تقع القرية شرق مدينة نابلس وتبعد عنها 12 كيلومتر طول, عدد سكانها 4450 نسمة, ومساحتها 48 دونماً, تعتبر من البلدات ذات المساحة الكبيرة جداً.
ولأنها كانت تحتضن زراعة القمح بشكل كبير فقد استمدت اسمها، ولكن بعد اعتداءات الناس على الأرض من أجل البناء قللت من تلك الزراعة، وشهدت الزراعة تراجعاً بسبب اهتمامات الناس المتغيرة إلا أن ما يقارب 1000 نسمة من أهل القرية انتقلوا إلى الفروش للعمل هناك وزراعة الأراضي التي تعود ملكيتها للقرية.
منذ تولي المجلس الحالي عام 2017 بالتوافق مع الفصائل المختلفة واعتمد بشكل أساسي على مناقشة البرامج الانتخابية.
رئيس المجلس منجد أبو جيش يقول لفريق تجوال اصداء: تشكل المجلس من القوى السياسة بكافة أطيافها وكان توافقياً بالدرجة الأولى, وهذا ما أثر وعمل على نجاح عملنا, وكان الهم الأول هو التركيز على برنامج المجلس وليسَ الأعضاء.
أول أهداف المجلس كان تنظيم عملية تسجيل الأراضي في الطابو وذلك لمواجهة الواقع الذي أخضع أراضي القرية لتصنيف بي وسي، يوضح أبو جيش: كانت جميع أرضينا مالية وهو ما يسبب إشكالية كبيرة للسكان ومع الاحتلال, فكان الهدف الأسمى هو الذهاب إلى الطابو وتسجيل الأرض.
ورغم كل ما كان يحيط بالخطة من معيقات وأسباب تعطيل إلا أن المجلس استمر بالعمل حتى سجل نسبة كبيرة من الأراضي، وخُصًّص للتسجيل مكتب في المجلس البلدي.
أما من ناحية الخدمات فقد وضع المجلس نصب عينيه تجاوز أزمة المياه التي تعاني منها القرية منذ أعوام، وتنظيم توزيع الكهرباء على الناس.
يبين أبو جيش: عملنا على تطوير شركة الكهرباء بشكل عادل ومنصف من خلال بناء محولين جديدين بقيمة نصف مليون شيكل, وكان هذا التمويل من أهل القرية بشكل مباشر والتواصل مع سلطة الطاقة لتزويدهم ببعض المواد, بالتالي تجاوزنا المشكلة.
أما المياه فيقول أبو جيش: تعرضنا في عامي 2016 و 2017 لأزمة مياه خانقة, حتى أننا اضطررنا لشراء صهاريج المياه من قرية روجيب بتكلفة عالية للصهريج الواحد حيث كان يباع بسعر 180 شيكلاً, قمنا بتسوية في المجلس بأن يصل المواطن ب 130 شيكل وعلى المجلس ب 50 شيكل.
ويكمل أبو جيش: وضعنا خطة لحل أزمة المياه لكنها كانت مركبة بسبب الشراكة بيننا وبين بلدة بيت فوريك في بئر ارتوازي مشترك, وعملنا على مد خط مياه يصل بئر روجيب ببئر بيت دجن بتكلفة 400 ألف يورو, وهذا العطاء سوف يتم من بداية شهر 3 القادم, وبذلك نكون قد عملنا على حل 80% من مشكلة المياه
ويتابع أبو جيش: وأيضاً حاولنا إقامة خط مياه من منطقة النصارية لكن بسبب مروره بمنطقة سي رفض الاحتلال ذلك, فلو تم ذلك الخطان لأنهينا بذلك مشكلة المياه من جذورها.
أما عن المدارس فمدرسة الذكور كانت تعاني من مشكلة بسيطة وهي نقص بعدد الصفوفو وتحتاج الى أربعة منها, فأستطعنا من خلال التمويل مع اليابانيين بناء 8 غرف صفية جديدة, وبذبك تسد حاجة المدرسة الى 10 سنوات قادمة, لكن الهدف المحكم هو مدرسة الاناث وتم التعمل مع الوزارة في نابلس ورام الله والاتراك واليابانيين من أجل الدعم لنهوض بمدرسة جديدة.
ويروي أبو جيش: نحن نملك شبكة صرف صحي ومحطة تنقية, وهناك قرابة الـ 85% من البيوت تم ربطها بشبكة الصرف الصحي, لكن الأماكن البعيدة هي التي لم نتمكن من الوصول إليها, ونحن الآن في مشروع لتطوير المحطة بقيمة 300 ألف دولار وتمت الموافقة عليه, وله علاقة بمختبر والطاقة الشمسية للمحطة, وهذا من المعايير المهمة التي عملت على تصنيف القرية أنها من القرى المتطورة جداً.
في القرية 3 مدارس منها واحدة للإناث واثنتان للذكور، وبحسب رئيس المجلس فإن القرية تتميز بوجود الفرعين العلمي والأدبي وهو ما يكفي حاجة البلدة، لكن هناك حاجة لمدرسة للإناث تم تجهيز الأرض لها لكن إلى الآن يتم البحث عن تمويل لها.
أما عن الإدارة
ومن جهة التنظيم الإداري للمجلس يشير أبو جيش إلى أنه تم تشكيل مجلس استشاري من 75 شخصاً من البلد من جميع الكفاءات المختلفة, وتم تحويل الدفتر إلى برنامج الشامل للمحاسبة فلاقى معارضة من الموظفين لكن تم تدريبهم وحصل على نجاح كبير, وهو نظام البلديات.
وبالإضافة لعمليات تعبيد الطرق وتنظيم المواصلات فإن الجمعيات النسوية والشبابية تحظى باهتمام المجلس لتنظيم عملهم وجعلهم أكثر فائدة للمجتمع المحلي.
وما يدلل على نجاح المجلس إلى الآن بحسب أبو جيش أن موازنة البلدية ارتفعت خلال الـ3 أعوام بنسبة 100%، مؤكداً أن العمل لن يتوقف وسيظل جارياً حتى النهوض بالقرية وتجاوز كل الصعوبات التي يسببها الاحتلال والاستيطان.
 

المزيد من الصور
بيت دجن منارة تهتدي إليها بجهود مجلسها
بيت دجن منارة تهتدي إليها بجهود مجلسها
بيت دجن منارة تهتدي إليها بجهود مجلسها
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017