كتبت شوق منصور وايمان سويدان
التوتر و الارتباك كانا سيدا الموقف في البداية، كانت تتلعثمُ كلماتها وتتداخل أفكارها فهذه أول مقابلة مصورة لها و بقيت على هذا الحال لحينِ بدءِ اللقاء والاعتياد على جو الكاميرا والمقابلات، واكتشفنا أن وراء هذا التوتر فتاة طموحة وليس لها حد في الإبداع, دعاء علي الطالبة المميزة في عدة مجالات وقصة نجاحها في مشروع أتمتة المنازل باستخدام تقنية التعرف على الصوت باللغة العربية.

دعاء علي عودة14)) عاما هي إحدى طالبات مدرسة الشهيدة رهام دوابشة في قرية جوريش التابعة لمحافظة نابلس، وهي من الطالبات المتميزات دائما فهي الأولى على مدرستها و على صفها و معدلها 97.3, وشاركت في عدة مسابقات منها معرض العلوم والتكنولوجيا حيث حصلت على المركز العاشر بين 80 مشروع على مستوى الوزارة، من خلال تقديم مشروعها الخاص بها وهو التحكم في أجهزة المنزل و مراقبته عن طريق الصوت و الصورة باللغة العربية.

فكرة المشروع
تقول دعاء :" فكرة المشروع جاءت نظراً لافتقار المنازل العربية للأتمتة والحداثة، وافتقار أجهزة التحكم للغة العربية، و لتوفير المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن أيضا."
أمّا بخصوص مكونات الاختراع تقول عودة أن الجهاز يتكون من ثلاثة أقسام وهي قسم التحكم بأجهزة المنزل، وكاميرا التعرف على الوجه لتنفيذ الأوامر من خلال بصمة الوجه، إن لم تكن البصمة صحيحة يقوم الجهاز بتصوير وجه الشخص الذي حاول دخول المنزل و إرسال الصورة للبريد الإلكتروني لصاحب المنزل، وأيضا يحتوي على قسم المراقبة العامة ( درجة حرارة الغرفة والماء، طقس فلسطين بشكل عام )، وأخيرا قسم متابعة البريد الإلكتروني والمواعيد الشخصية حيث يقوم بقراءة صندوق البريد وتذكير صاحب المنزل بمواعيده.

تنفيذ الفكرة
عندما علمت دعاء بمسابقة معرض العلوم والتكنولوجيا قررت تنفيذ الفكرة على أرض الواقع بمساعد أهلها و مدرستها.
تقول عودة مع ابتسامة لطيفة:" بدأت بتنفيذ المشروع بالتسجيل بمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا كخطوة أولى، ثم بمساعدة أخي قمنا بتصميم الجهاز وبدأنا نبحث عن كيفية التحكم بالمنازل، وعن ماهية المواد اللازمة لتنفيذ الفكرة وبعدها بدأنا بالتنفيذ، استمر تصميم المشروع ما يقارب الشهرين وبلغت تكلفته حوالي 1000 شيقل ."

نجاحات أخرى
لقد كانت 2018سنة الإبداعات والإنجازات لدى دعاء فقد شاركت في عدة مسابقات ووصلت إلى مراحل متقدمة فيها، فهذا أمر طبيعي بالمقارنة مع قدراتها و إصرارها عال التفوق دائما.
وعن إنجازاتها تقول دعاء:" شاركت بمسابقة قصة قصيرة عن الرئيس الراحل أبو عمار، فقد حصلت على المركز الثالث على مديرية جنوب نابلس، وأيضا شاركت بمسابقة صبري صيدم حيث كانت مكونة من أربع مراحل وتخطيت أول ثلاثة مراحل ولم يحالفني الحظ بالمرحلة الأخيرة، ثم شاركت بمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا وحصلت على المركز الرابع على مستوى جنوب نابلس والعاشر على مستوى فلسطين، و فزت أيضا في مسابقة أولمبياد الرياضيات."
دعم المدرسة لدعاء
مديرة المدرسة فداء حمّامي تقول :" تأتينا كتب من المديرية وأحيانا تكون من الوزارة حول المسابقات و الأنشطة التي يمكن للمدرسة أن تشترك بها ، و نحن بدورنا نعمم هذه المسابقات على الطالبات، وفي الوقت نفسه تكون لدينا معرفة مسبقة بالطالبات المبدعات بالمجالات المختلفة منها الاهتمام بكتابة القصص و الشعر، أو الاهتمام بالنواحي التكنولوجية و الرياضية."
وتتابع حديثها قائلة من جديد قدمنا أسماء الطالبات الموهوبات وذكرنا المجالات التي تهتم الطالبات بها تحت عنوان الإبداع حاضنة التميز، فنحن هدفنا إظهار الطالبات الموهوبات في مدرستنا و ندعم الموهبة لتصبح إبداع، ونحن ندعم أي طالبة تريد الاشتراك بأيّ مجال و نتابعها خلال فترة المسابقة ونوفر لها ما تحتاجه.

وفي ما يتعلق بموهبة دعاء تصف لنا حمّامي دعاء بالطالبة المجتهدة، والمحبة للعلم وأنه لا يوجد حدود لإبداعها، و أنها بادرت فورا بالمشاركة في هذه المسابقة و المدرسة قدمت لها كل ما يلزمها.

دعاء محبة للعلم
"ابنتي محبة للنجاح و محبة للقيادة تحب أن تكون في المقدمة دائما ، دعاء دائما تحاول أن تطور من نفسها، وتشارك بجميع المسابقات لإثبات قدراتها و لتتميز عن باقي الطالبات." بهذه العبارات وصفت والدة دعاء ابنتها.
وتقول والدتها سمر عودة "نحن نحاول مساعدتها و دعمها ماديا و معنويا في كل مشاريعها و نتمنى لها مستقبل مشرق و أن تصبح ما تريد و نفتخر بها دائما".
متابعة المعلمة
ترى المعلمة ديما عوض الله أن الشخص الطموح طموح منذ الصغر ودعاء طالبة مجتهدة في جميع موادها و مميزة في كل شيء تحب أن تحصل على أدق التفاصيل وما يميز دعاء عن بقية الطالبات هو الإصرار الموجود لديها فهي تريد أن تحصل على كل ما تريده، لا تستسلم ابدا.
وتكمل عوض الله حديثها "كنت أتابع دعاء في جميع خطوات مشاريعها و كانت تأخذ رأيي بعدة أمور شاركنا بمشروع دعاء على مرحلتين و بمسابقتين مختلفتين مسابقة على مستوى المديرية وحصلنا على المركز الرابع، و الأخرى على مستوى الوزارة و حصلنا على المركز العاشر، بالمرحلة الأولى كنا نستطيع التحكم بالمنزل فقط وبعد ذلك تم تطوير الجهاز ليتمكن الشخص من مراقبة المنزل وحمايته إلى جانب التحكم به."

وتتوقع عوض الله لدعاء مستقبل مشرق ومليء بالإنجازات والإبداع، وترى أن من الممكن لدعاء أن تطور جهازها أكثر وتشارك به في مسابقات أخرى وعلى مستوى أكبر.
مكان دعاء من الممكن في مجال هندسة الحاسوب، وإذا اختارت هذه التخصص سوف تبدع وتنجز كل ما ترغب بتحقيقه و تحلم به .
"لا يجب أن يرى الإنسان حلمه و فكرته مجرد حلم لا يتحقق، كل شيء بالتعب و بالعمل عليه سيصبح حقيقة على أرض الواقع". تضيف عود الله

وفي النهاية تقول عودة :" لن أقف إلى هذا الحد لدي طموح عالي ورغبة في الوصول إلى مستويات عالية وأشكر عائلتي وبالأخص أخي الذي ساندني وساعدني منذ بداية مشروعي، و مدرستي على دعمهم لي."