الرئيسية / مقالات
لمّا يصير على الكلام ضريبه !
تاريخ النشر: الأربعاء 07/07/2021 05:18
لمّا يصير على الكلام ضريبه !
لمّا يصير على الكلام ضريبه !

بقلم سامي عيساوي

كل سنة تقريباً وبنفس الموعد؛ وكل مرّه بروح أعمل تأمين السيارة بدخل على مكتب المدير حتى يجهز التأمين لأنه المدير هذا كنّا أنا وياه زملاء في المدرسة، هو بحلف طلاق إلا تشرب قهوه، وبنقعد نحكي عن أحوال الدنيا، بسألني عن الجامعه، ودايماً بسألني عن بنات الجامعه.
طبعا كل مرّه بسألني فش تحت إيدك بنات حلوات للجيزة، ودئماً بقوله البنات الحلوات موجودات دائماً بس.. وما أكمّل..
هو كان ينقهر من كلمة بس، لأنها في اعتقاده السبب في مشاكل الناس...
بتسأل واحد شو رأيك في هاي السياره بردّ عليك ممتازه بس..
بتسأل واحد ثاني شو رأيك في اليابان بقولك رائعه بس..
شور رأيك في اتفاقات اوسلو، بردّ مش بطاله بس..
شو رأيك في مطر السنه، ماشاء الله بس..
شو رأيك في ابليس، عاطل بس..
شو رأيك في الموت، بس..
طبعاً وحنا قاعدين بنشرب قهوه وبندخن، بنحكي عن أشياء كثيره بس أغلب حكينا عن النسوان، وكالعادة بكون مخزّن على جواله كلبات بايخه مثل وجهه وبصير يحلف إلا أشوفهاـ وأنا رغم أني بجد ما بحب هيك أشياءـ بقول لحالي يا ولد خلينا نتثقف.
وطبعاً بنحكي عن بنات الجامعه، وعن الجيزه مرّة ثانيه، وفوائدها ومضارها، ومحاسنها ومساوئها، وهذا الكلام صاحبي بحبه أكثر من أمه وأبوه، بس انّه يعملها ويتجوّز على مرته من سابع المستحيلات، إذا ما كان من أول المستحيلات، بس هوّ من النوع اللي بحاول ينفس رغباته الدفينه بالحكي، على اعتبار انّه الحكي ما عليه رسوم أو ضرائب إلا إذا كانت الحكومات العربية في خططها الخمسية القادمة، تفرض ضرائب على الحكي، وهيك رح تتغير خارطة العقل العربي وبتكون بهذه الحاله الأنظمه العربيه حفرت قبرها بإيدها، لأنه إذا الإنسان العربي وأنا أولهم، بطّل يحكي، رح يدوّر على آليه للتنفيس عن مشاعره وغضبه وقهره وحبه وبغضه وآماله وأحلامه وطموحاته ومش حيلاقي طريقه غير الفعل، وهيك إذا الإنسان العربي وأنا أولهم صار يعمل بدل ما يحكي لأنه الحكي عليه ضرائب ومكوس، أنا متأكد أنه صاحبي أول حاجه رح يعملها أنه يتجوز على مرته ويواجه مخاوفه وبعد هيك يتحمل مساوئ الزواج من مرة ثانيه وبنفس الوقت يتنعم بمحاسنه. وعلى شاكلة صاحبي؛ العالم العربي كله وبدون استثناء من المحيط للخليج رح تتغير معالمه وأفكاره، وأول إشي ممكن تعمله الشعوب أنها ما تعمل ربيع عربي لأنه تحول ربيعها تجول لخريف جاف وقاتم، العالم العربي رح تتغير استراتيجية الأفراد وليس المؤسسات، وهيك رح الجميع يصير يؤمن بالعمل والكده والنشاط ويتخلى إلى الأبد عن تبديد طاقته بالقال والقيل.
حتى هذا اليوم يكون موجود والحكومات تفرض ضرائب على الحكي، رح صاحبي كل ما أجدد تأمين السيارة يسألني نفس الأسئلة، ويحلم نفس الأحلام، وأنا مثلي مثل غيري من المواطنين العرب الموجودين على خارطة بلاد العرب أوطاني نكتفي بالكلام في التعبير عن آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا وقهرنا ألخ.. وتبقي الأفعال في انتظار اليوم اللي تفرض فيه حكوماتنا ضريبه على الكلام.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017