الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
شهيد الفجر.. رحل حاملًا رسالة لأمه
تاريخ النشر: الأربعاء 25/08/2021 05:36
شهيد الفجر.. رحل حاملًا رسالة لأمه
شهيد الفجر.. رحل حاملًا رسالة لأمه

في مشهد مؤثر، عانق صالح جسد شقيقه المسجى على سرير المستشفى متمتما بكلمات خنقتها الدموع لم يفهمها من حوله: "سلّم على أمي يا عماد.. سلّم على أمي".

فعماد الذي توفيت والدته وتركته طفلا في الثانية من عمره، لحق بها شهيدا برصاص الاحتلال وهو في زهرة شبابه.

واستشهد عماد خالد حشاش (17 عامًا) فجر الثلاثاء برصاص قناص إسرائيلي خلال اشتباك مسلح بين مقاومين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم بلاطة شرقي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة لاعتقال أحد الشبان.

وعلى وقع أذان الفجر أصابت رصاصة وجه عماد وفجرت دماغه، فخرّ شهيدا مضرجا بدمائه على سطح منزله.

وقبل أن تبدأ مراسم التشييع، تجمع عشرات الشبان والفتية حول بركة دماء عند مدخل بيت عائلة الشهيد في حارة الحشاشين بالمخيم، كلٌ منهم يروي اللحظات التي عاشوها في ساعات الفجر.

وقال شقيقه عمر لوكالة "صفا" أن عماد صعد إلى سطح منزلهم لرؤية ما يجري خلال اقتحام الاحتلال للمخيم.

وأضاف "تبعت عماد إلى السطح وأقنعته بضرورة النزول خوفا عليه، واستجاب لطلبي، لكنه عاود اعتلاء السطح عندما ساد الهدوء وظن أن الاحتلال قد انسحب".

أما شقيقه صالح فقال لوكالة "صفا": "عماد كان يقف بين خزانات المياه على السطح، وعندما سمع صوت إطلاق نار أطلّ برأسه ليرى، فجاءته رصاصة قناص اخترقت أنفه وخرجت من رأسه".

وصعد إخوة عماد إلى السطح فوجدوه ملقى على الأرض، وحاولوا رفعه، فوقع دماغه على الأرض.

وفي وداعه، سالت دموع جميع الحاضرين بمن فيهم أشقاؤه الستة وشقيقاته الأربع، وغابت دموع أمه التي سبقته.

وكانت علامات الأسى بادية على وجه والد الشهيد وهو يتحدث عن آخر لحظات حياة ابنه.

وقال لوكالة "صفا": "عماد كان دائما يتمنى الشهادة، ودائما يقول لي أريد أن استشهد".

وأضاف "قبل نصف ساعة من استشهاده كنت اتحدث معه فقال لي: بدي أتزوج يابا.. أخطبلي يابا، ثم صعد إلى السطح واستشهد".

وبعد استشهاده، طافت حشود المواطنين شوارع المخيم وأزقته مرددين هتافات غاضبة مطالبين بالرد على جرائم الاحتلال.

أما أشقاء عماد فوزعوا الحلوى فور إعلان استشهاده، "فهو مفخرة لعائلته ولمخيمه ولشعبه"، كما قال شاكر حشاش أحد أفراد العائلة.

وأضاف لوكالة "صفا": "نحن لا نحزن على الشهيد، فنحن نوزع الحلوى تعبيرا عن الفخر والاعتزاز، وتأكيدا على أن شعبنا لديه القدرة على مواصلة المسير حتى النصر والتحرير".

وتابع: "هذا الشهيد أعاد لمخيم بلاطة كرامته وعزته، وأصبح مثار فخر أهالي المخيم كونه حلقة في مسلسل التضحية لهذا المخيم".

ورفض حشاش مزاعم الاحتلال الذي ادعى أن جنوده أطلقوا النار على عماد بينما كان يحاول إلقاء حجر كبير عليهم.

وقال حشاش "هذا الاحتلال يتلذذ بقتل أبنائنا، ويجب لجمه ووضع حد له".

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017