الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عائلة في كفر الديك يعيش غالبية افرادها بكلية واحدة
تاريخ النشر: الخميس 06/03/2014 12:11
عائلة في كفر الديك يعيش غالبية افرادها بكلية واحدة
عائلة في كفر الديك يعيش غالبية افرادها بكلية واحدة

تقرير: آثار عبية- دائرة العلاقات العامة في محافظة سلفيت 

بصوت يعتصره الحزن والألم، وتطرق أبوابه الحاجة بصوت يبدو للسامعين يقول اخرج أيها الفرح لتجلس مكانك المعاناة من المرض، انها عائلة تيسير نصار من بلدة كفر الديك التي أرهقها الألم والحاجة بدءا بالأكبر سناً حتى الأصغر.

 

دائرتي الشؤون الاجتماعية والعلاقات العامة في محافظة سلفيت، وخلال زيارة لهما اتضحتا صورة الواقع الذي تعيشه الأسرة إثر فقدان الأب تيسير لإحدى كليتيه والتبرع بها للابن الأوسط مهاب، وعدم قدرته على مزاولة عمله فأصبح يقوم بالأعمال البسيطة التي لا تكفي لسداد ديونه.

 

بحرقة وألم شديدين استهلت زوجة تيسير حديثها: "بدأت مشكلتنا عندما لاحظنا أن الألم بدأ ينهش جسم زوجي في المفاصل والعضلات وارتفاع الحرارة، اضف الى ذلك العذاب النفسي المتمثل في مسؤوليتي كأم"، وتابعت: "مهاب كان يأكل الرمل والتراب منذ صغره وكان يحب الطعام المالح  ولكنني لم استطع ان امنعه".  لعل هوس ابنها لأكل الاتربة أفقده احدى كليتيه، ولكن تزداد الامور سوءا عند ظهور نفس الأعراض على الابن الأصغر نصار ابن الـ18 ربيعا. فلم تكن صاحبة الوجه الريفي مدركة لما سيحل بابنها.

أم مهاب تقص علينا تجربتها ومعاناتها عندما داهمهم المرض منذ أكثر من خمسة عشر عاما، حتى باتوا بحاجه لإجراء غسيل كلوي بشكل يومي، حيث ازدادت حالتهم الصحية سوءا، مما دفع والدهم للسفر الى الأردن، للتبرع بكليته لابنه الاكبر مهاب لاجراء عملية زراعة الكلية، وتضيف: "اضطررت للاشراف على تفاصيل علاج ابني الاصغر نصار اثناء غياب زوجي، وكذلك التنقل يوميا الى مستشفى "المطلع" بالرام لإجراء الغسيل الكلوي، ناهيك عن ارتفاع تكاليف السفر الى المشفى .

تتحدث بحسرة والم على ابنائها وتقول "عند عودة زوجي مع مهاب من الاردن تم تبادل الادوار لأبقى مع ابني مهاب، ويسافر زوجي بعدها بفترة وجيزة بصحبة ابننا نصار الى الباكستان لاتمام عملية زراعة الكلية. وتردف: "اجراءات السفر كانت متعبة ومرهقة ماديا وصحيا على زوجي وازدادت الامور سوءا بسبب تراكم الديون علينا لتأمين عملية سفرهم الى الخارج ".

 

احلام وطموحات نُسجت في خيال نصار حيث كان يأمل تحقيقها ولكن المرض والالم اختصر له طريق الحلم و التعليم ليبدع ويحقق ذاته في صيانة اجهزة الحاسوب، هذا ما كشفه لنا بكلمات خجلة متمنيا تحقيق حلمه وتأمين مصاريف علاجه بعد اجراء العملية له ولأخيه مهاب .

 

الاخوان مهاب ونصار ما زالا ينتظران لفتة حانية تكفل لهما توفير مصاريف الدواء الذي شكل عبئاً لا تطيقه العائلة إلا بتدخل أيادٍ بيضاء لتسهم في التخفيف من معاناتهم المستمرة، وتخرجهم من بوتقة الفقر والحاجة للعيش بكرامة.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017