أقامت جمعية مدرسة الأمهات اليوم حفلا ختاميا ضمن مشروع "نساء قويات في كل مكان - تمكين النساء العاملات من المطالبة بحقوقهن العمالية 2021-2023"، الذي تنفذه بالشراكة مع صندوق تنمية المرأة الإفريقية.
واستهدف المشروع على مدار العامين الماضية العاملات خمسة قطاعات أساسية (الخياطة والنسيج، رياض الأطفال، عاملات المنازل، السكرتارية، عاملات المحلات التجارية). الذي تنفذه الجمعية في 9 محافظات بالضفة الغربية (جنين، نابلس، قلقليلة، طوباس، سلفيت، بيت لحم، اريحا، رام الله، طولكرم ) .
وبدأ الحفل الذي أقيم في مدينة نابلس بالسلام الوطني الفلسطيني ومن ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء.
وفي كلمتها شكرت رئيسة مجلس استشاري جمعية مدرسة الأمهات ماجدة المصري أعضاء المجلس الاستشاري الذي يتشكل من خبيرات وخبراء في المجال التعليمي والتربوي ومجالات التنمية وحقوق الانسان والمرأة, والذي حرص على مواكبة برامج عمل الجمعية وأدائها ولعب وما زال دوراً هاماً في تقديم الآراء والأفكار التي من شأنها تطوير العمل والدور والحفاظ على البوصلة الأساس لعمل الجمعية وفقاً لأهدافها ونظامها الداخلي.
وعبرت المصري عن اعتزازها بمجلس الإدارة الحالي والمجالس المتعاقبة وفريق عمل الجمعية ومديرتها الذين عملوا بإخلاص وانتماء لتمكين الجمعية من الاستمرارية وتطوير برامجها في ظل ظروف وتحديات كبرى سواء بسبب الاحتلال وعدوانه واجتياحاته المتواصلة او جائحة الكورونا او شح التمويل.
وأشادت المصري ببرنامج تمكين العاملات في القطاع غير المنظم الذي نحتفل اليوم باختتام أحد مشاريعه والذي تواصل منذ عام ٢٠١٦ كبرنامج وليس مجرد مشروع عبر وحدات الحماية الاجتماعية المنتشرة في عدد من المحافظات والتي تشكلت بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي والتي تعمل من اجل حماية كرامة وحقوق العاملات والحرص على بقائهن في سوق العمل.
وجهت المصري التحية لفريق المنسقات والمتطوعات من مختلف المواقع ومن الزميلات في اتحاد لجان العمل النسائي اللواتي لعبن دوراً هاماً على امتداد مسيرة الجمعية في وصول اهداف الجمعية وبرامجها الى أوسع الجماهير النسائية من الأمهات وربات البيوت والعاملات في المواقع المهمشة والأكثر احتياجاً.
من جانبه ثمن القائم بأعمال محافظ محافظة نابلس غسان دغلس دور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني الفلسطيني، وما تقدمه المرأة الفلسطينية غلى كافة الأصعدة، عند في كل القطاعات.
وشدد دغلس المرأة الفلسطينية ليست مجرد "كوتا" في حساب أي جدول انتخابي، وإنما لها حضورها الوطني، وناضلت وكافحت في كل الميادين جنبًا الى جنب مع الرجل.
بدورها عبرت مدير عام مديرية عمل نابلس د.أسما حنون عن فخر الوزارة بكل الجهود التي تبذل لضمان حقوق النساء العائلات في فلسطين، مشددة على ان الوزارة ستواصل العمل الجاد لضمان استمرارية هذه الجهود وتحقيق المزيد من التقدم.
وقالت حنون انه بالرغم من كل المعيقات سواء بسبب الاغلاقات والاجتياحات التي يفرضها الاحتلال البغيض، أو بشح الموارد التي الذي تمارسه حكومة الاحتلال على مقدرات السلطة، قام طاقم المفتشين في مديرية عمل نابلس بتنفيذ 1348 زيارة ميدانية لمؤسسات القطاع الخاص في مختلف القطاعات الاقتصادية.
من جانبها قالت منسقة وحدات الحماية في جنين غادة شديد، أن وحدات الحماية المجتمعية ومنذ بدء تأسيسها من قبل جمعية مدرسة الأمهات في العام، تعتبر خط الدفاع الأول عن حقوق النساء العاملات وتوفير وسائل الحماية لهذه الحقوق وبالتالي تمكين النساء اقتصاديا وقانونيا واجتماعيا.
وأضافت شديد، بالرجوع إلى جملة الأهداف والغايات التي وضعتها الجمعية نصب عينيها من أجل تأسيس هذه الوحدات والتي اعتقد ان الجمعية تفردت بها ولا يوجد مثيلا لها في اي مؤسسة اخرى تعنى بحقوق العمال والعاملات فكان الهدف الأسمى لهذه الوحدات هو مساعدة النساء على الحصول على عمل لائق يتوافق مع الشروط والمعايير المحلية والدولية و يضمن الكرامة الإنسانية لهن ولأسرهن، هذا بالإضافة الى رفع وعي النساء العاملات بحقوقهن التي كفلها قانون العمل الفلسطيني.
الى ذلك قالت بسمة شريم منسقة المشروع في كلمة لها أن مشروع نساء قويات يأتي في إطار برنامج التمكين الحقوقي الذي تنتهجه مدرسة الامهات منذ عام 2016 الذي يهدف الى تمكين النساء العاملات من المطالبة بحقوقهن العمالية.
وأضافت شريم، كانت أبرز نتائج المشروع المنفذة عبر 9 وحدات حماية (جنين، نابلس، قلقيلية، طوباس، سلفيت، بيت لحم، اريحا ، رام الله، طولكرم ) على مدار عامين من عمر المشروع كانت ابرز الانجازات متمثلة، باستهداف 3745 عاملة من خلال 60 لقاء رفع وعي في قانون العمل الفلسطيني وأهمية التنظيم النقابي في المحافظات
وأشارت شريم ، تم رصد 635 انتهاك يمارس على العاملات في القطاعات الغير منظمة ،كما تم تشكيل شبكة من الإعلاميين والحقوقيين الداعمين لقضايا المرأة تحت عنوان "رجال يدعمون النساء"، كما تم تنسيب 104 عاملة في الأطر العمالية ، وانجاز 3 اوراق موقف و2 أوراق سياسات، كما تم تنفيذ 20 مبادرة مجتمعية تهدف الى الحد من الانتهاكات الواقعة على العاملات في القطاع الخاص، و3 حملات ضغط ومناصرة ، كما تم انجاز مؤشر قياس الالتزام بحقوق العاملات في القطاع الاقتصادي غير المنظم .
من جانبها قالت ميسون ريماوي من وحدة حماية اريحا، انها استطاعت وعدد من زميلاتها العاملات في قطاع الخدمات العامة من خلال هذا المشروع تشكيل لجنة تحضيرية لنقابة العاملين في قطاع الخدمات العامة، تهدف للدفاع على حقوق العاملين في هذا القطاع والذي تشكل العاملات الجزء الأكبر منه.
وأِشارت ريماوي الى ان فكرة تشكيل نقابة للعاملين في هذا القطاع بالمحافظة، جاءت من خلال لقاءات رفع الوعي التي تم تنفيذها مع العاملات حول أهمية التنظيم النقابي، وذلك ضمن مشروع نساء قويات الذي تنفذه جمعية مدرسة الأمهات.
مدير مركز يبوس سليمان بشارات قال إن مؤشر قياس الالتزام بحقوق العاملات في القطاع الاقتصادي غير الرسمي، يعتبر هو الأول من نوعه فلسطينيا، في محاولة قياس مدى التزام القطاعات الاقتصادية غير الرسمية بتقديم حقوق النساء العاملات وتوفير بيئة العمل والحماية لهن من أي انتهاكات يتعرضن لها. حيث ينطلق في القياس من خلال ثلاثة محددات؛ الأول يتعلق بالنساء العاملات في هذه القطاع بمشاركة عينة ممثلة تضم 300 امرأة عاملة من محافظات الضفة، إضافة لتمثيل العديد من القطاعات، والمحدد الثاني من خلال الاستماع لرأي ممثلات عن المؤسسات الأهلية ذات الاهتمام والمتابعة لهذه القطاعات، والثالث حول موائمة هذه القطاعات للعاملات من ذوي الإعاقة.
وأضاف بشارات، يتضح من خلال النتائج التي حصل لها المؤشر إلى وجود فجوة معلوماتية وغياب واضح للأرقام والإحصائيات والبيانات حول القطاعات الاقتصادية غير الرسمية في فلسطين وبالأخص عمل النساء في هذه القطاعات، إضافة لغياب المعلومات عن ظروف وشروط العمل في هذه القطاعات، والحاجة إلى وضع رؤية لتعزيز وتطوير انخراط النساء في القطاعات الاقتصادية غير الرسمية لما يشكله من دور في تعزيز التنمية المجتمعية.
بدورها قالت لارا يعيش المسؤولة من برنامج الارشاد النفسي والاجتماعي في جمعية مدرسة الامهات، أن الجمعية تهتم ببرنامج الارشاد النفسي والاجتماعي وتعتبره جزء لا يتجزأ من برامجها حيث ان برنامج الارشاد النفسي والاجتماعي يتماشى بالتوازي مع باقي برامج الجمعية برنامج التمكين الاقتصادي وبرنامج التعليم. ونحتفل اليوم بحدث مميز لإنهاء "مشروع نساء قويات في كل مكان" دام لمدة عامين وكان هذان العامان مثمران، وكبرنامج إرشاد في الجمعية اهتممنا بالصحة النفسية للنساء ومن عنوان المشروع استطعنا تمكين النساء نفسيا واجتماعيا وتم العمل مع النساء على مستويين نمائي ووقائي.
وأضافت يعيش، تم العمل في المناطق التالية: (جنين، طوباس، قلقيلية، طولكرم، نابلس، اريحا، بيت لحم) وكانت الفئة المستهدفة: (النساء العاملات في القطاع الخاص وصاحبات المشاريع الصغيرة وربات البيوت بالإضافة للنساء ذوات الإعاقة، النساء الفاقدات، أمهات الشهداء، أمهات الأسرى) وكان الهدف الوصول الى 300 امرأة مشاركة في لقاءات الإرشاد ولكن تم الوصول الى عدد مضاعف 667، وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على تعطش النساء وحاجتهن لمثل هذه اللقاءات للتخفيف من الضغوط النفسية لديهن، وبسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني منها صعوبة الوصول الى أماكن اللقاءات فكان هناك تركيز على اللقاءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقنية الزوم.
وفي ختام الحفل فتح باب النقاش للحضور، وكذلك تم تسجيل التوصيات المشاركين.