يعد الكنيس اليهودي الجاثم على أرض مدينة القدس المحتلة والذي تمت مهاجمته صباح يوم الثلاثاء الموافق 18/11/14 بمثابة وكر الدبابير الذي تنطلق من أروقته ودهاليزه سلسلة العمليات الارهابية والإجرامية المنظمة بحق أطفال وشيوخ فلسطين ,وعمليات التنكيل والتمثيل الفظيعة بجثث الضحايا الأبرياء من أبناء شعبنا,وكذلك جملة الاعتداءات اليومية والمتكررة على المسجد الأقصى المبارك والتي تنطلق من الكنيس (الوكر) مستهدفة قدسية المسجد والنيل من مكانته الروحية لدى العرب والمسلمين ,تمهيداً لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه..تلك المخططات التي أعدت أيضاً في ذات الكنيس (الوكر) المخططات الهيكلية والهندسية الخاصة ببناء هيكلهم المزعوم..إضافة لجملة البيانات التي حررت باللغة العربية وصاغها كبار الحاخامية الصهيونية وتدعوا العرب للرحيل عن القدس والتوجه للبلاد العربية الواسعة على حد زعمهم.

كل ذلك وأكثر كان يجري داخل غرف وأقبية الكنيس (وكر الدبابير)والذي استهدفته العملية البطولية الفلسطينية ,ونفذها كل من الشهيدين البطلين عدي وغسان ابو الجمل وهم من أبناء القدس التي انتفضت للكرامة العربية والإسلامية المهدورة في باحات الأقصى المبارك..البطلين الذين لقنا غلاة المستوطنين ورعاع الجيش الصهيوني درساً لن ينسوه ومهما بلغت قسوة جرائمهم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني, وأثبتت بالدليل القاطع أن لدى شعبنا العربي الفلسطيني مخزون هائل من أشكال وألوان المقاومة والتضحية والفداء, وعزيمة لن تلين..وإصرار غير طبيعي على المضي قدماً في استخدام كل وسائل الكفاح الشعبي والمسلح والتي كفلتها قوانين الشرعية الدولية وتجيز فيها مقاومة المحتل بكل الوسائل على طريق دحره وكنسه وتحرير كافة الأراضي المحتلة ,وتحقيق كامل أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

نعم لقد جاءت تلك العملية البطولية كرد فلسطيني طبيعي عن سلسلة الجرائم الصهيونية وجملة الاستهدافات الخبيثة للمسجد الأقصى المبارك,وكذلك عملاً فدائياً موصولاً بكفاح شعبنا المستمر ضد الاحتلال ونحو انتفاضة شعبية ثالثة تعيد للقضية الفلسطينية مكانتها الأصيلة في صدارة القضايا القومية وتغليبها على القضايا الثانوية التي تشغل الساحتين العربية والإسلامية.