الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"مدى": 24 انتهاكا للحريات الاعلامية خلال الشهر الماضي
تاريخ النشر: الأربعاء 03/12/2014 19:32
"مدى":  24 انتهاكا للحريات الاعلامية خلال الشهر الماضي
"مدى": 24 انتهاكا للحريات الاعلامية خلال الشهر الماضي

 

تواصلت الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين  بمعدلات ووتائر مرتفعة خلال شهر تشرين ثاني 2014 ،حيث رصد  المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" ما مجموعه 24 اعتداء وانتهاكا ضد الحريات الاعلامية.

ويلاحظ ان الاعتداءات الجسدية شكلت القسم الاكبر من مجموع هذه الانتهاكات فضلا عن مؤشرات تؤكد ملامح توجهات او سياسات جديدة لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي في ملاحقة الصحافيين والنشطاء على خلفية كتاباتهم وآرائهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث سجلت خلال الشهر الماضي ثاني عملية اعتقال ينفذها جيش الاحتلال على هذه الخلفية.

وبجانب هذا فقد لوحظ خلال الشهر الماضي ان جنود الاحتلال لجأوا اكثر من مرة لاستخدام صحافيين كدروع بشرية في اكثر من موقع الامر الذي يعرض حياتهم للخطر فضلا عما يمثله ذلك من انتهاك صارخ للقوانين والتشريعات الدولية التي تُجرم مثل هذه الممارسات.

واعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم 18/11 محمود عبد الرازق عسيلي (31 عاما) وهو من القدس على خلفية كتاباته على موقع "فيسبوك" بعد ان تم استدعاؤه من قبل الشرطة الاسرائيلية بدعوى التحريض ضد الاحتلال والجيش والاسرائيليين وما يزال معتقلا منذ 15 يوما.

وتعتبر حادثة اعتقال عسيلي الثانية من نوعها حيث كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت يوم 28/8/2014 الفلسطيني صهيب زاهدة وهو من مدينة الخليل على خلفية تعليق كتبه على "فيسبوك" متهمة اياه بأنه "يحرض ضد الاسرائيليين" حيث بقي معتقلا لمدة اسبوع تمكن بعدها محاميه الاسرائيلي نيري رماني الذي تولى الدفاع عنه من إخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 4000 شيكل علما ان المحكمة الاسرائيلية كانت طالبت بداية بكفالة قدرها 10 آلاف شيكل وبمنع زاهدة من العودة لاستخدام "الفيسبوك" كما قال المحامي رماني لمركز مدى في حينها.

ويمثل اعتقال عسيلي الذي جاء بعد نحو شهرين من اعتقال زاهدة مؤشرا اضافيا على توجهات لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي فيما يتعلق بملاحقة الصحافيين وعموم المواطنين الفلسطينيين على خلفية ما يكتبونه من أراء وتعليقات على موقع التواصل الاجتماعي الامر الذي يشكل ضربة قاسية لحرية التعبير في حال تكرست هذه التوجهات التي تترافق مع مجموعة واسعة من الاعتداءات الاخرى وشبه اليومية التي تنفذها اسرائيل وجيشها ضد الحريات الاعلامية وحرية التعبير في فلسطين.

الانتهاكات الاسرائيلية:
وبجوار توسعة نطاق اعتداءاتها ضد حرية التعبير التي باتت تشمل كما يبدو الملاحقة والاعتقال للصحافيين والنشطاء وعموم الفلسطينينين على خلفية تعليقاتهم وآرائهم التي ينشرونها على "فيسبوك"،  فقد واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها شبه اليومية ضد الصحافيين ووسائل الاعلام في فلسطين، وفي المقدمة منها الاعتداءات الجسدية التي شكلت (كما العادة) النسبة الاكبر من مجمل الانتهاكات المسجلة ضد الحريات الاعلامية.

وارتكبت قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر تشرين ثاني الماضي ما مجموعه 13 اعتداء ضد الحريات الاعلامية تسعة منها تندرج ضمن الاعتداءات الجسدية العنيفة والخطيرة، هذا مع الاخذ بالاعتبار ان معظمها تمت بصورة مباشرة  ومقصودة كما افاد العديد من الصحافيين.

واصيب اربعة صحافيين برصاص الجيش المطاطي والمعدني وقنابل الغاز بصورة مباشرة اثناء تغطيتهم احداثا في الضفة والقدس المحتلة حيث اعتدت شرطية اسرائيلية على مراسلة "وكالة بيت المقدس" ومؤسسة "همة نيوز" الصحافية لواء وائل ابو رميلة (23 عاما) بينما كانت تغطي احداثا في مدينة القدس وذلك يوم 3/11 ، برصاصتين مطاطيتنين اطلقهما جنود الاحتلال الاسرائيلي خلال تغطيتها احداثا وقعت في مدينة القدس يوم 5/11، كماأصيب الصحفي الحر هيثم الخطيب (38 عاما) بأربع قنابل غاز اطلقها نحوه جنود الاحتلال بينما كان يغطي مسيرة سلمية في قرية بلعين يوم 14/11، فيما اصيبت كاميرا المصور في وكالة الانباء الصينية مأمون اسماعيل وزوز (38 عاما) برصاصة معدنية اطلقها نحوه احد الجنود الاسرائيليين اثناء تغطيته أحداثا في مدينة الخليل وذلك يوم 21/11، واصيب المصور في الوكالة الاوروبية (EPA) الصحفي عبد الحفيظ دياب الهشلمون (47 عاما) برصاصة مطاطية اطلقها احد الجنود الاسرائيليين اثناء تغطيته احداثا في مدينة الخليل يوم 23/11.

ولجأ جنود الاحتلال الاسرائيلي في حادثتين على الاقل لاستخدام صحافيين كدروع بشرية اثناء تغطيتهم تظاهرات ومواجهات في قريتي عوريف وكفر قدوم يومي (يومي 18/11 و28/11) حيث تم استخدام الصحافيين عبد الرحيم قوصيني وعلاء بدارنة كدروع بشرية في هذين اليومين ما ادى لاصابة القوصيني بصورة بالغة نتيجة حجر القاه احد المتظاهرين الفلسطينينين نحو الجنود.

واعتقلت سلطات الاحتلال محمود عبد الرزاق عسيلي على خلفية كتاباته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك (18/11)، واعتدى جنديان اسرائيليان على الصحفي المتطوع في شبكة "هنا القدس" حازم زياد صندوقة (22 عاما) يوم 2/11 بينما كان يغطي اغلاق قوات الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الاقصى، واعتدى احد الجنود في (3/11) على المصور التلفزيوني في وكالة رويترز عادل ابراهيم ابو نعمة بينما كان يغطي عمليات تجريف في اريحا وقد وجهت له مخابرات الاحتلال استدعاء عقب ذلك، واصيبت سيارة مدير التصوير والطواقم في شركة "بال ميديا" فادي عبد الكريم ماضي (33 عاما) بحجر القاه مستوطنون وذلك اثناء عودته الى منزله في سلفيت يوم 11/11.

واحتجزت قوات الاحتلال يوم 3/11 طاقم تلفزيون فلسطين (المصور محمد محمود عناية، والمراسل الصحفي للتلفزيون أحمد عبد المالك شاور والسائق أيمن تحسين نزال) حين توجهوا لتغطية عمليات هدم منشآت في منطقة الرماضين قرب قلقيلية ومنعوهم من التصوير والتغطية، كما احتجز جنود الاحتلال رئيس تحرير شبكة "هنا القدس"  الصحفي مازن يوسف عواد (35 عاما) نحو ساعتين اثناء مروره عبر حاجز حوارة العسكري(جنوب مدينة نابلس) واخضعوه وسيارته لعملية تفتيش دقيقة تخللتها عمليات تخريب لسيارته ومحتوياتها وذلك يوم 13/11.
وهدد احد ضباط شرطة الاحتلال الاسرائيلي المصور لموقع "بانيت" ومصور برنامج "صباح الخير ياقدس" الذي يبثه تلفزيون فلسطين الصحفي أمير عبد ربه ومنعه من تغطية اعتصام في القدس وطرده من المكان يوم 17/11.

وتلقت مراسلة موقع "قدس نت" الصحافية ديالا جويحان تهديدا من شخص مجهول عبر موقع "فيسبوك" طالبها من خلاله بإغلاق حسابها الخاص على "فيسبوك" وذلك يوم 18/11 علما ان مصدر التهديد غير معروف ان كان اسرائيليا ام فلسطينيا.
 
الانتهاكات الفلسطينية:
 لوحظ خلال شهر تشرين ثاني تصعيدا في عمليات الملاحقة والانتهاكات التي نفذتها اجهزة الامن الفلسطينية ضد حرية الصحافة والتعبير حيث سجلت أربع حالات اعتقال، وأربع حالات استدعاء وتحقيق تخلل بعضها دهم لمنازل وتفتيش ومصادرة بعض المقتنيات الخاصة بالمستهدفين.

وتم خلال الشهر الماضي رصد وتوثيق ما مجموعه 10 انتهاكات واعتداءات ضد الحريات الاعلامية وحرية التعبير ارتكبتها جهات فلسطينية سجلت جميعها في الضفة الغربية وفقط انتهاك واحد منها سجل في قطاع غزة.

واعتقلت المخابرات الفلسطينية مراسل فضائية الاقصى في الخليل الصحفي علاء جبر الطيطي لمدة ستة ايام وذلك بعد ان تم استدعاؤه مساء يوم 4/11، كما اعتقل جهاز المباحث الفلسطينية الطالب في كلية الاعلام بجامعة القدس ايمن موسى المحاريق يوم 20/11 بتهمة اثارة الفتن من خلال كتاباته على "فيسبوك"، واعتقل جهاز الامن الوقائي الفلسطيني طالب الاعلام في جامعة القدس عبد القادر محمد ابو رحمة على خلفية كتاباته على "فيسبوك" وذلك يوم 24/11 فيما اعتقل الامن الداخلي في قطاع غزة المدون الصحفي حازم عبد الله سلامة (40 عاما) واخضعه للتحقيق بعد ان استدعاه لاستجوابه على خلفية كتاباته يوم 8/11.

ومنع رجال امن فلسطينيون يوم 11/11 مراسلة قناة القدس الفضائية الصحافية ليندا شكري شلش من تغطية فعاليات احياء ذكرى رحيل ياسر عرفات من على سطح مبنى شركة "بال ميديا" المقابلة لمقر الرئاسة، فيما  
دهمت قوة من جهاز الامن الوقائي منزل عائلة طالب الاعلام في جامعة القدس الصحفي الحر مصعب ابراهيم سعيد وفتشته وابلغتهم بضرورة ان يتوجه لمقر الجهاز ويسلم نفسه يوم 29/11، كما اقتحمت قوة من جهاز المخابرات الفلسطينية منزل الكاتبة في صحيفة فلسطين لمى عبد المطلب خاطر في الخليل وصادرت اجهزة حاسوب واوراق خاصة بالعائلة بعد ان اعتقلت زوجها وذلك يوم 19/11، واستدعت المخابرات الفلسطينية الصحفي والمحرر في تلفزيون الفجر الجديد بمدينة طولكرم سامي الساعي واستجوبته حول كتاباته على "فيسبوك" وطالبته بوقف تعليقاته وذلك يوم 22/11، فيما وجه جهاز الامن الوقائي الفلسطيني استدعاء للتحقيق مع طالب الاعلام في جامعة القدس معتصم روحي قرمش يوم 25/11.

هذا واصيب المصور في وكالة "رويترز" عبد الرحيم قوصيني يوم 18/11 بصورة بليغة جراء حجر رماه شاب فلسطيني، وذلك بعد ان استخدمه الجنود كدرع بشري خلال تغطيته مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين من جهة جنود الاحتلال والمستوطنين من جهة اخرى في قرية عوريف جنوب نابلس. 

التوصيات:
ان مركز "مدى" واذ يدين كافة الانتهاكات ضد حرية الصحافة في فلسطين، ويطالب بوقفها، فانه يحذر من مخاطر تصعيد جنود قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتهم ضد الصحافيين لا سيما لجوءهم اكثر من مرة لاستخدام صحافيين كدروع بشرية ما يعرض حياة الصحافيين لمخاطر حقيقية، ويطالب بملاحقة مرتكبي هذه الاعتداءات، كما يعبر عن قلقه من ملاحقة الصحفيين والنشطاء على خلفية كتاباتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدعو لوقفها فلا يوجد مبرر لاعتقال اي شخص على خلفية تعبيره عن رأيه، ما دام حق التقاضي مكفولا للجميع اذا كان الامر يستدعي ذلك، كما يطالب الصحفيين والنشطاء بعدم استعمال الالفاظ الجارحة والابتعاد عن لغة التخوين والتكفير، كما يعبر عن قلقه من وقف برنامج "عين على فلسطين" في تلفزيون فلسطين، حسب افادة معدة ومقدمة البرنامج  الصحفية ربى النجار، والذي " يعد برنامجا استقصائيا يهتم باظهار الحقائق والفساد في المجالات المختلفة"، حيث ان الاعلام والمجتمع الفلسطيني بأمس الحاجة لمثل هكذا برامج.



 


تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017