الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
استعادة علاقات الحامي والزبون
تاريخ النشر: منذ 4 ساعات
استعادة علاقات الحامي والزبون
استعادة علاقات الحامي والزبون

يستمر في إسرائيل تواتر التحليلات التي تحاول قراءة كل ما هو جديد أو مستجد في سياق العلاقات مع الولايات المتحدة، وبالأساس على خلفية الاتفاق في شرم الشيخ الذي كان للرئيس الأميركي دونالد ترامب الدور الأبرز في التوصل إليه.


وتوصف هذه العلاقات بأنها خاصة، وقد بدأت منذ ولاية إدارة الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور في نهاية خمسينيات القرن العشرين، وتعزّزت بعد حرب يونيو (1967) وحرب أكتوبر (1973) ومعاهدة السلام مع مصر عام 1979، حيث أصبحت إسرائيل الدولة التي تتلقى المساعدات الخارجية الأكبر من الولايات المتحدة. ويُشار في هذا الشأن، على نحو خاص، إلى ما يلي:

أولاً، تفتقر هذا العلاقات إلى التناسبية، وهي غير متساوية. وعملياً، تدرك إسرائيل، في الغالب، أن عليها التزام السياسة الأميركية، وإلا ستتحوّل بالنسبة لواشنطن إلى عبء إستراتيجي، وتكفّ عن كونها رصيداً.

ويجدر هنا أن نستعيد ما كتبه أحد قناصل إسرائيل في الولايات المتحدة قبل أعوام عديدة أن حيّز أي مناورة إسرائيلية، سياسية كانت أو عسكرية، يبقى ضمن دائرة مصالح الولايات المتحدة. أي أنه عندما يكون هناك احتكاك مع دائرة هذه المصالح تنشأ أزمة، يكون حجمها وقوتها متناسبين مع حجم الاحتكاك والموضوع المُختلف عليه. وحرفياً كتب هذا القنصل أن العلاقات بين الدولتين هي في الجوهر "علاقات حامٍ لإسرائيل من جانب الولايات المتحدة، وعلاقات زبون للولايات المتحدة من جانب إسرائيل".

ثانياً، أثبتت الوقائع المتراكمة نتيجة عامين من حروبٍ خاضتها إسرائيل في أكثر من جبهة في الشرق الأوسط، أن أكثر سمات العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة هي التبعية، والتي يشدّد بعضهم على أنها مطلقة.

وثمة جزئية جديدة انضافت أخيراً، فإذا كانت هذه التبعية في السابق هي للولايات المتحدة بغض النظر عن هوية إدارتها فإنها ترتسم، في الآونة الأخيرة، بأنها تبعيّة لجهة واحدة من الخريطة السياسية الأميركية هي الحزب الجمهوري.

وفيها ما يفسّر مسلك الرئيس ترامب ومنحى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ووفقاً لما يؤكد محللون عديدون في إسرائيل، لهذه الجزئية مترتبات شديدة الإشكالية على المدى البعيد، إذ سوف تزيد الانقسام الأميركي الداخلي في كل ما يتعلق بإسرائيل والذي يلقي بظلاله على الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأيضاً على بعض الخلافات داخل الحزب الجمهوري وبين صفوف القاعدة الانتخابية لترامب.

ثالثاً، توقفت تعليقات إسرائيلية عند إقرار كل من المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، خلال المقابلة مع ليزلي ستال من شبكة التلفزة الأميركية "سي بي إس نيوز"، بإجراء لقاء مباشر مع حركة حماس خلال مفاوضات غزّة. وبموجب ما كتب أحد المختصين في شؤون الأمن القومي، انهارت المقاربة الأميركية التي تنص على عدم إجراء مفاوضات مع "منظمات إرهابية" على مرأى الجميع ولم تعد قائمة، منوّهاً بأن وزارة الخارجية الأميركية سبق أن اعتبرت حماس "منظمة إرهابية"!

رابعاً، تطرّقت معظم التعليقات إلى تأكيد ويتكوف في المقابلة نفسها أنه شعر وكوشنر "ببعض الخيانة" بعد العدوان الذي شنته إسرائيل على دولة قطر لاغتيال الوفد المفاوض لحركة حماس يوم 9 الشهر الماضي (أيلول/ سبتمبر).

كذلك جرى التطرّق إلى تشديد ويتكوف على أن العدوان على قطر كان له تأثير متفاقم، لأن القطريين كانوا طرفاً حاسماً في المفاوضات، كما المصريين والأتراك. ومن ثمّ إلى كشف كوشنر بعض تفاصيل ردة فعل ترامب على العدوان على قطر، قائلاً: "أعتقد أنه شعر بأن الإسرائيليين أصبحوا خارجين بعض الشيء عن السيطرة في ما يقومون به، وبأن الوقت قد حان لكي نكون صارمين أكثر ونمنعهم من القيام بأمور شعر (ترامب) بأنها لا تخدم مصلحتهم على المدى الطويل". وفي مجرّد هذه التطرّقات ما يؤكد ماهية علاقة الزبون بالحامي، وضرورة ألا تتجاوز أي مناورة إسرائيلية دائرة المصالح الأميركية.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017