الرئيسية / الأخبار / فلسطين
آخر كروم الرمان في كفر كنا: ذاكرة يُحاصرها الزحف العمراني
تاريخ النشر: منذ 3 ساعات
آخر كروم الرمان في كفر كنا: ذاكرة يُحاصرها الزحف العمراني
آخر كروم الرمان في كفر كنا: ذاكرة يُحاصرها الزحف العمراني

يواجه كرم الرمان الأخير في كفر كنا خطر الاندثار، بعدما كانت البلدة تحتضن عشرات الدونمات من كروم الرمان التي شكلت جزءًا من هويتها الثقافية والزراعية. ويعكس هذا الكرم المتبقي صمود الإرث الكنّاوي أمام التوسع العمراني وتقلص الأراضي الزراعية.
على أطراف كفر كنا، حيث يلتقي تاريخ الأرض بنكهة ثمارها، يقف كرم الرمان الأخير شاهدًا على ارتباط البلدة بزراعة أشجار الرمان، بعد عقود امتدت خلالها كروم الرمان على عشرات الدونمات في البلدة، غير أن زحف العمران وتقلّص الأراضي الزراعية بدّدا جزءًا كبيرًا من هذا الإرث الكنّاوي.
ويتجلّى ارتباط الرمان بأهالي البلدة وموروثهم الثقافي في الأمثال الشعبية، والحكايات القديمة، والغزل، وحتى أهازيج الأعراس، فتغنّت النسوة: "حنا حنا يا كوز الرمان... والحنا لايق على زين العرسان"، كما جاء مطلع أغنية لفرقة العاشقين الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي مشيرًا إلى شهرة رمان كفر كنا: "يا كفر كنا ساق الله زمانك... يوم اللي كنا نقطف رمانك".

ونظم الشاعر إبراهيم طوقان قصيدة بعنوان "رمان كفر كنا" بعد أن زار الناصرة والمنطقة، ومما جاء فيها: "وافقتْ نظرتي نداءَ غلامٍ: ناصريٌّ يا رمّانُ! من كَفْر كَنّا".

وفي قصيدة "حملتني بالهوى أشجاني" قال طوقان: "فسلامًا يا واديَ الرمّانِ، فزتُ بالرَّوح منك والرَّيحانِ".

أما اليوم، فلم يبقَ من تلك المساحات الواسعة سوى بقايا تُكابر على البقاء؛ كرمٌ واحد فقط يصمد أمام عوامل الزمن، يعتني به رجلٌ واحد، رفض أن تنقطع السلسلة بين الماضي والمستقبل.

يقول المزارع بهاء رجب مصطفى من بلدة كفر كنا في حديثه لـ"عرب 48"، إنّ "رمان كفر كنا اشتهر بجودته العالية، بل على مستوى البلاد بأكملها، فقد كانت البلدة تضم في الماضي أكثر من 61 دونمًا من كروم الرمان، إلا أن التوسع العمراني وغياب الأراضي المفتوحة أدّيا إلى اقتلاع معظم الكروم، حتى لم يتبقَ اليوم سوى دونمين ونصف فقط مزروعة بالرمان". 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017