memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia"> ناقلوا الاحداث اصبحوا الحدث... انتهاكات الاحتلال بحق محاربي الكلمة والصورة - أصداء memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ناقلوا الاحداث اصبحوا الحدث... انتهاكات الاحتلال بحق محاربي الكلمة والصورة
تاريخ النشر: الخميس 13/03/2014 21:21
ناقلوا الاحداث اصبحوا الحدث... انتهاكات الاحتلال بحق محاربي الكلمة والصورة
ناقلوا الاحداث اصبحوا الحدث... انتهاكات الاحتلال بحق محاربي الكلمة والصورة

 تقرير موسع لـِ : نتالي كسابري

ارتدوا الملابس المناسبة وحملوا معداتهم وتجهيزات الحماية، ولا أعرف اذا تذكروا بأنهم يحملون أيضا أرواحهم على راحة أيديهم أولا، قبل أن يقصدوا الميدان، ليلبوا نداء مهنتهم بضمائر مخلصة، تعهدت بايصال الحقيقة ومحاكاة ما يجري على أرض الواقع، لعلهم في ذلك أيضا يجيدون ما يقع على عاتقهم إزاء الوطن من مقاومة.

كفر قدوم ونعليين  سيناريو واحد يتكرر كل يوم جمعة، حيث يخرج المئات في مسيرات سلمية مناهضة لجدار الفصل العنصري، الا أن نادراً ما تستمر المسيرات بسلميتها، حيث ينقلب المشهد لاشتباكاتٍ ومواجهات مع جنود جيش الإحتلال، لذا تعتبر هاتين المنطقتين من أبرز المناطق التي يتم فيها الاعتداء على الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية .

يوضح المصور الصحفي علاء بدارنة، الذي يعمل مع الوكالة الأوروبية، "عند الحديث عن تغطية مظاهرة تشمل على مواجهات بمختلف اشكالها فعلى المصور الصحفي ان يدرك بان درجة الخطورة ستكون أعلى، وطريقة تعامل الجنود والمتظاهرين على حد سواء مع المصورين ستكون مختلفة كليا".

ويُشكل  الإحتلال الإسرائيلي العائق الأكبر أمام الصحفيين، ليضع العراقيل أمامهم كي يجعل مهمتهم شبه مستحيلة، فجنود الاحتلال يقومون بالكثير من الممارسات المتنوعة  ليحدوا من وصول الصحفيين الى المعلومات، وايصال الحقيقة، وكشف جرائمهم وتصويرها كما هي ليراها العالم، فأبسطها، كما صرح لنا بدارنة، هي منعهم من الوصول الى القرية (كفر قدوم ) لفترة ليست بالبسيطة، فقد كان هناك حاجز على المدخل الوحيد للقرية مخصص فقط لمنع الصحفيين من الدخول للقرية، وقد تم ايقافهم واعادتهم خارج القرية أكثر من مرة.

يعقب علاء "عدد الصحفيين والحالات الذين اصيبو بشكل مباشر بقنابل الغاز كبير جداً، ولا أتحدث عن استنشاق الغاز، وانما الإصابة المباشرة بالقنابل".

في سياق متصل يتحدث الصحفي بكر عبد الحق، بأن قوات الجيش الإسرائيلي أجبرتهم غير مرة على توقيع تعهد بعدم دخول القرية في ايام الجمعة، بعدما تم تكبيلهم وشبحهم لفترة من الزمن، ثم اقتيادهم لمعسكر الجيش.

في حالات كثيرة كان هناك تعمد بابعاد الصحفيين عن مكان المظاهرة بالقوة، مما أدى الى تعرض الكثير من الصحفيين للضرب المبرح بالعصي على يد الجنود، مثلما حدث مع بكر، الذي سرد لنا ملابسات احدى المرات قائلا" في البداية كانت الأجواء طبيعة في محيطنا، الى أن أتت آليتين للاحتلال، ترجل منها الجنود واندفعوا باتجاهي يطالبونني ببطاقتي الصحفية، فتدخل الصحفي جعفر اشتية ودخل في جدال مع احد الجنود، فراحوا يضربوننا ضرباً مبرحاً، اصيب الزميل جعفر اشتية بكسورٍ في يده اليسرى، أما انا فأصبت بشعرٍ في قدمي اليسرى ورضوضٍ في يداي، فيما اصيب الزميل نضال اشتية بجروحٍ طفيفة".
كما هنالك اعاقة أخرى متعلقة بمنع الحركة اثناء المسيرة، كمنعهم من الوصول الى نقاط معينة يحتاجونها في التغطية؛ لاخذ صورة افضل على سبيل المثال ..

لم تقف هذه الإعتداءات عند هذا الحد، فقد حدث أن تم الإستهزاء والإستخفاف بالصحفيين والسخرية منهم، كالحادثة التي تعرض لها مراسل تلفزيون فلسطين، أحمد شاور،حيث يُعقب، " كنا نقف في أماكننا بينما الجنود عائدون لمواقعهم بعدما ضربوا بعض المتظاهرين قنابل غاز مسيل للدموع، فاقترب مني أحد الجنود ووضع شيئا عند عنقي وفر مسرعا، لم أستطع تحديد ماهية الشيء الذي وضعه هذا الاخير؛ لأنني كنت أضع الكمامة الواقية من الغاز، فظننت بأنه قد وضع قنبلة، فرحت أخلع الكمامة بسرعة مذعوراً، الا أنني لم أجد شيئا، نظرت اليه فوجدته يضحك".

أحمد شاور وزميله بالقناة نفسها، المصور بشار نزال تم اعتقالهم، في كفر قدوم في 21 -6- 2013، لثلاثة أيام، بدأ الأمر حين رفضا عرض المشاهد المصورة لأحد الضابط الاسرائيلين، فغاب لعشر دقائق، ليعود مع جنوده بينما كان الصحفييون يستعدون للرحيل، فراحوا يتناوشون بخشونة لرؤية المشاهد المصورة، بينما حاول بشار حماية الكاميرا، وانشغل أحمد بتوظيب المعدات، فراحوا يتدافعون بقوة، يقول أحمد مبتسما "حينها أمسكني أحد الجنود، فدفعتهقليلا فوقع.. طيب انا شو اعمل اذا هو مش ماكن؟؟" مما أدى الى تفاقم الوضع وتم ضرب الصحفيين واقتيادهم الى احدى المستعمرات.

ليبقوا مدة ساعتين مقيدين و معصومي الأعين، الى أن تم أخذهم الى مستعمرة أرئيل لتصويرهم وكتابة إفاداتهم، ثم نقلوهم عند المغرب الى حوارة، وبقوا هنالك لمدة يومين ينتظرون محاكمتهم، وعندما جاء موعد المحاكمة، حيث كان مقرراً يوم الاحد، تم نقلهم غير مرة من مكان لآخر الى أن تم الإفراج عنهم في الليل، دون أي محاكمة، لربما لان هذا الاعتداء قد تم تصويره من قبل الصحفيين الذيين تواجدوا هناك. وأشار شاور بأن معاملة الجنود لهم خلال فترة الاعتقال كانت سيئة جدا، تتخللها المسبات والالفاظ النابية.

يُؤكد أحمد بأن كل ذلك وأكثر يحصل بينما يكون الصحفي مرتدي لملابس تشير الى كونه صحفي؛ مما يعني بأن هناك استهداف واضح للصحفيين، وخصوصا من يستمر منهم بالتغطية في كل يوم جمعة، والدليل على ذلك أنهم احيانا ينصبوا حاجزاً طيارأ على مدخل القرية، ليحتجزوابعض الصحفيين ويتركوا غيرهم.

هنالك الكثير غير أحمد وزميله من الصحفيين اللذين يعتقلون كل يوم، ولفترات تطول الى أشهر، في العادة يتم تلفيق تهم لهم كرمي الحجارة مثلا أو الوقوف في مناطق عسكرية مغلقة، والكثير منهم قد تم تحطيم معداته أكثر من مرة، أو صودرت ودفنت بالتراب، أو اعطيت لاحد المستعمرين، كما حدث مع الصحفي نضال اشتية، الا أن أشد الخسائر فداحة تبقى من فقدوا أرواحهم أثناء تغطيتهم للمسيرات السلمية، فالجنود لا يترددون باستخدام الرصاص الحي أحيانا، ليتخلصوا من محاربي الكلمة والصورة.

من جهته يقول نقيب الصحفيين الفلسطينيين، عبد الناصر النجار "قوات الاحتلال تحاول منع وصول المعلومات للمواطن العربي والأجنبي، ولانها تعرف دور الصحفي بأيصال المعلومة؛ تقوم بإنتهاكات ممنهجة لحجب المعلومات عن المتلقين".

إن حق الصحفي في الوصول الى المعلومات حق متفق عليه بين جميع المؤسسات الصحافية، وتنص عليه جميع مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان وحقوق الصحافيين الدولية والاقليمية والمحلية. ومن حق الناس الحصول على المعرفة والحقيقة دون تزويرها .

عبد الكريم السعدي، ممثل المركز الاسرائيلي لمعلومات حقوق الانسان في الاراضي المحتلة(بيت سيلم) في الشمال، وهي المؤسسة المعنية بمتابعة الدعاوي القانونية التي يرفعها الصحفيين على جنود الدولة الصهيونية، شرح لنا خطوات رفع تلك الدعاوي، موضحا "عند الاعتداء على أحد الصحفيين يتم توثيق الحدث في بيتسيلم، من الضحية مباشرة ويتم تدوين افادة مشفوعة بالقََسَم، ومن ثم بعدها يقوم طاقم من الخبراء القانونيين بمعاينة المعلومات التي تم الحصول عليها، كالقرائن والصور والفيديوهات والتقارير الطبية،إن وجدت".

مُضيفاً "بعدها يتم ارسال الشكوى للدائرة القانونية في تل ابيب، هذه الدائرة التي تنظر بالشكاوى المقدمة على قوات الجيش او المستوطنين، ليتم تداولها لاحقاً ما بين الدائرة القانونية والمؤسسة كتابياً، وفيما اذا تم الاتفاق على فتح القضية، بعد ذلك تقوم الدائرة بدراسة الشكوى، ويتم الاجراء اللاحق، وهو استدعاء المشتكي لكي يتم الادلاء بشهادته مرة اخرى امام ضابط مخول من الدائرة القانونية".

أما عن مصير هذه القضايا أخبرنا بأن بعض القضايا الواضحة جداًوغير القابلة للنقض من قبل الاسرائيليين تنجح، إلا أنه شدد على أنه  " لا يوجد عدالة لدى أي محتل، ولا يمكن للاحتلال ان يدين نفسه،  فنحن نعلم مسبقاًبأن معظم  هذه القضايا لن تنجح، الا أن الاجراءات التي سلف ذكرها ضرورية؛ لكي نوثق الاعتداءات، ولنقوم بتقديم شكاوى لدى المحاكم الدولية، كالمحكمة الجنائية الدولية او المؤسسات التابعة للامم المتحدة، إن الضغط الاعلامي بخصوص الاعتداء على الصحفيين يبقى الأهم؛ لأن له اصداء تحاول كل سلطة تجنبها".

رغم أنهم يرددون بأن مهمتهم مهمة المخاطر دوما، فإن الصحفيين لم يترددوا لمرة عن اداء مهمتهم، ولم يستجيبوا يوما للتعهدات بعدم الرجوع للميدان التي يفرضها عليهم الاحتلال، فيما أنهم يحاولون تفادي الأخطار وحماية أنفسهم ذاتيا قدر المستطاع، كارتداء السترة الواقية للرصاص وخوذة الرأس والفلتر الواقي من الغازات، وأن يبقوا مبتعدين عن وسط المواجهة، كما أوضح بكر عبد الحق، أما أحمد شاور فأضاف على كلام زميله بأنهم يحاولون البقاء قريبين من بعضهم باستمرار، لتحذير بعضهم، وتغطية اي اعتداء يتم بحق أي منهم، فالجنود عندما يشاهدون مجموعة يأخذون الحيطة والحذر خوفاً من أن يتم تصويرهم وفضح أعمالهم المهينة بحق الإنسانية .

"إن أهم سبل الحماية للصحفيين هي ايجاد وسائل ضغط تؤدي الى حمايتنا وتسهيل مهمتنا، باعتبار ان الصحفي ليس جزء من اي حدث، وانما هو يقوم بمهمه معروفة بكل العالم وهو ليس طرفا بالمواجهات، بالتالي على الاحتلال ان يتحمل المسؤولية في عدم التعرض للصحفيين"، كما يشير علاء بدارنة.

ويضيف "يقتصر دور المؤسسات الحقوقية على توثيق جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، والمراقبة، الا أنها غير مؤثرة؛ اثر عدم اكتراث الاحتلال بدور هذه الأخيرة، فيما يقتصر دور الجهات التي يعملون معها على توفير كافة وسائل الحماية، وتحمل كل تبعات اي خسائر تحصل، وتزوديدهم بكافة المعدات والتقنيات الحديثة لتسهيل عملهم".

بدورها نقابة الصحفيين الفلسطينين تحاول جاهدة حماية الصحفيين كالتعاون مع المؤسسات الحقوقية لرفع دعاو، أوعبر إجراء إتصالات مع اتحاد الصحفيين الدولي ودول أوروبية؛  لممارسة ضغوط على سلطات الاحتلال، كما أخبرنا نقيب الصحفيين، النجار، وشدد أيضا على أن النقابة تقوم بالكثير من الاتصالات للافراج عن الصحفيين في حال تم توقيفهم.



* الصور التي في التقرير بعدسة المصور الصحفي نضال اشتية، وهي توثيق للاعتداء الذي تعرض له المراسل الصحفي أحمد شاور قبل اعتقاله.

* وهذا الرابط يوثق الاعتداء الذي تعرض له الصحفي بكر عبد الحق :
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017