الرئيسية / قسم27
تغريدة " بكاء على الأحبة "
تاريخ النشر: السبت 23/05/2015 13:53
تغريدة " بكاء على الأحبة "
تغريدة " بكاء على الأحبة "

بقلم: عدنان ملحم

 أصداء- كلما دخلت غرفة الصديق عبد الهادي جوابرة، مدير وحدة المونتاج في جامعة النجاح الوطنية  وجدت هذه الصورة معلقة على حائط غرفته الصغيرة، احدق النظر في تفاصيلها، والتقط  بعيناي صورة سريعة لها، وأشعر دوما أن قلبي ينزف الما اسودا. 

 بحثت عن صاحبها الذي يؤرق  مضجعي دوما، فعرفت انه طفل برازيلي يدعى "ديبكو  فرازاو  نوركاتو "، حاصره سيف الفقر والإجرام والألم في شوارع مدينته  ريو دي جانيرو ،المكتظة بالبشر  والحكايا . لم يلتفت اليه أحد من المارة أو الأغنياء، أو يمنحه  الفتات من  مشاعر الحب أو الاحترام أو الاهتمام.

    معلم رائع اسمه "ايفاندرو  دي سيلفا جاوا "، التقط  هذا الطفل من مستنقع الظلام والظلم والنسيان، وعلمه الموسيقى على أصولها ،وصقل موهبته  الغضة،  وضمه إلى فرقته الصغيرة.  وأقام  معه الحفلات الفنية من أجل جمع التبرعات للأطفال المرضى في مجال  السرطان والتوحد والشلل، وكان يستمتع الى عزف مقطوعاته الموسيقية ،وخاصة تلك  التي تحمل  اسم  "الأمل".

مات المعلم الرائع ولم يجد الفتى الوفي سوى أن يعزف على قبر أستاذه المقطوعة التي أحب، ولم يتمالك نفسه، وبدون أن  يشعر تفجر نبع دمعه  فجأة ،وتسلل رويدا إلى وجنتيه.

قصة قصيرة جدا ، اسمها :-الوفاء والرحمة .افتحوا نوافذ قلوبكم. وخطوا على صفحات الأيام قصصا خالدة زرعتوها في  بيادر العطاء.

الحياة والعلوم والأموال والمناصب والتجارب إن لم تزرع في داخلنا بذورا  صغيرة من العطاء فهي سراب وأوهام .الموت ليس خروج الروح من الجسد بل هو انعدام الحب والإنسانية والعطاء وفعل الخير وقول الحق ، عند  الإنسان.

اسمحوا لي أن ابكي اساتذتي الذين علموني الحرف والفكر والعطاء،:" امين عورتاني أفندي، عبد القادر عورتاني، صابر شحادة، صلاح الدين نجيب، لافي خليل،غالب فقهاء، وعبد العزيز الدوري، محمود عطالله،عطية كنعان، عزت عورتاني".

ووردة للأحياء منهم،:"عبد الله ثابت،جمال جودة".

البكاء على الأحبة ،قصائد فرح ، وينابيع حب .ورذاذ عطر ناعم فواح  وجميل.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017