الرئيسية / قسم27
لماذا لا يبقى اطفالنا اطفالا مدى العمر كي نسيجهم في حدقات عيوننا؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 19/04/2016 09:14
لماذا لا يبقى اطفالنا اطفالا مدى العمر كي نسيجهم في حدقات عيوننا؟
لماذا لا يبقى اطفالنا اطفالا مدى العمر كي نسيجهم في حدقات عيوننا؟

كتب النائب حسام خضر في وداع ابنته اماني بعد زواجها

 لماذا لا يبقى اطفالنا اطفالا مدى العمر كي نسيجهم في حدقات عيوننا ونزرعهم وردا في حدائق افئدتنا ونشكهم عقدا نعلقه وساما على نحور صدورنا حتى الابد! يكبرون فجأة وفي غفلة عنا ليرحلوا سريعا دونما مقدمات! تاركين فراغا في وجدان الروح هو جرح نازف على مدى الايام! ليكون فراق يدمي القلب ويسرق البسمات من شفاه احلامنا الورديه. 

لم يغمض لي جفن منتظرا ساعة الرحيل التي كنت ومنذ سنواتي السعيده اتخوف مهنا تحت تبرير" سنة الحياة " دافعا بابنتي الى جوف " النيل " قربانا لاستمرار الخلود فينا!؟ صامتا بلا حراك تحت ظلال اليأس باكيا بصمت قسوة الاحكام والحكام..
اي قدر هذا الذي يسلبنا حقنا في ابقاء لوحتنا الجميلة تزين صدور بيوتنا الحافلة بالمحبة والسرور؟ واية قسوة هذه التي تفرض ارادة البعاد على اسرتنا الجميلة المركبة على حب سرمدي امتدت جذوره الى ما قبل التاريخ في تكامل لا معنى للحياة الا فيه! اذ كيف تغادر الجذور تراب عشقها دون ان تمزق احشاءه بلا رحمة او وجل؟
اليوم ستغادرني " فراشتي القمرية " - كما كان يحلو لي ان اكاتبها من سجني على مدى سنوات عجاف امتدت الى ابعد مما امتد فراق يوسف لابيه - ستغادرني محلقة في صحاري تيهي تاركة وقع اقدام توجع قلبي بما لا طاقة لي به اوعليه.. الى حيث ادري ولا ادري! مؤلم هو الفراق كما هو موجع وقاس بلا قلب او نبض او حياة!
لاامتلك اليوم سوى دعاء ربي بان يمطر صبرا من غيمات شوقي مطرا على صدري برحمته التي وسعت كل شيء طمعا في كتم انفاس حزني الذي اتمنى ان يصاب بداء القلب موتا كي اتحرر من عضة فكيه الحارقتين مثل " تنين " الاساطير القديمه والحكايات الهاربة من مخاوف الاجداد!
متمنيا لابنتي الكبرى فراشة ازاهير حدائق سعادتي " اماني " حياة ملؤها الحب والسعادة والفرح والعطاء بابداع قائم على خدمة الانسان رسالة حملتها منذ نعومة اظافرها وحتى الان! 
بالسعادة وبالهناء لك حبي وروحي وقلبي يا غاليتي الجميله والى لقاء قريب باذن الله .. كم احبك!
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017