كتبت غادة عادل اشتيه

 السامريون طائفة من  بني اسرائيليعتقدون أنهم الأصليون، وهم اصفر طائفة في العالم يقدر عدد أفرادها ب700 شخص موزعين بين مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ومنطقة حولون بالقرب من تل أبيب.

تنتمي الطائفة السامرية الى ما يعرف بإسم (كوتيم) ، وهي مجموعة عرقية دينية تنتمي إلى بني اسرائيل، وتختلف عن اليهود حيث أنهم يتبعون الديانة السامرية المناقضة لليهود، وهم يتبعون توراة  خاصة بإعتبارها أنها الأصح وغير المحرفة في نظرهم.

وحسب التوراة يرجع تاريخ السامريين إلى أسباط بني اسرائيل ، وموطنها وهبوطها كان في شخيم ( نابلس )، وتتكون التوراة من خمسة أسفار هي التكوين والخروج والاويين( ويسمى الأحبار) والعدد وتثنية الاشتراع ، وتختلف التوراة السامرية عن التوراة العبرانية في بعض الألفاظ والمعاني.

ويقول مؤسس جمعية الأسطورة السامرية إيهاب السامري أن موسى عليه السلام نبيهم وهو من نسل بني اسرائيل القديم، وكتابهم المقدس هو التوراة المكتوب بالأحرف العبرية القديمة ، ويعدون أن مدينة نابلس مدينتهم المقدسة وجبلها جرزيم مقدس فهم طوال فترة حياتهم عاشوا في فلسطين في مدينة نابلس ولهم محال تجارية فيها، كما أنهم يحملون  الهوية الزرقاء وليس الجنسية الاسرائيلية، لتسهيل تواصلهم مع الأقلية السامرية الموجودة في منطقة حولون.

ويؤكد السامري أنهم هم اليهود الأصليون، وحول بعض العادات يقول أنهم لا يأكلون أي طعام مطبوخ خارج بيوتهم، وكما يحرمون على أنفسهم الطعام غير المذبوح على الطريقة السامرية الشرعية، ولا يجمعون بين اللبن واللحم على أنهم لا يجمعون بين روحين.

ويضيف إيهاب أنه لا يحق للفرد أن يتزوج إلا امرأة واحدة، ولا يحل له أن يجمع بين اثنتين، ويحق للرجل والمرأة بديانتهم أن يطلبا الطلاق من القاضي بعذر واضح ومثبت، وخاصة في حالات عدم القدرة على الإنجاب عند أحد الطرفين وعدم التوافق بين الزوجين، وفي حال أن يصيب المرأة مرضٌ  معديٌ، وأن يقصر الرجل في زوجته من ناحية الكسوة واللوازم الحياتية.

وتابع إيهاب مشيرا أن من المحرمات قطعيا عند السامريين أن يتزوج الرجل من أربع، وهن :  زوجة الأخ وأخت زوجته بعد وفاتها وبنت أخيه وكذلك ابنة أخته.

وكما يقول الكاهن الأكبر في الطائفة السامرية أن الطهارة عند السامريين ركن أساسي في دينهم، فالمرأة في فترة الحيض يجب أن تبتعد كليا عن أعمال بيتها مدة سبعة أيام، والحامل تبتعد 41 يوما عندما تلد ذكرا، وفي حال ولدت أنثى تبتعد 80 يوما، وحسب أوامر التوراة أيضا يجب عليهم الإغتسال مباشرة بعد الجماع، وكذلك تبديل الملابس والوضوء عند الصلاة والدخول إلى المقدسات.

قبل 40 عام بدأ السامريون يستوردون زوجاتهم من الخارج فوجهوا أنظارهم للدول الأوروبية نظرا لمعاناتهم  في إيجاد الشريكة المناسبة، ففي الآونة الأخيرة قل عددهم بشكل ملحوظ ، فلم تكن هناك الكثير من الخيارات فعملوا على استيراد زوجاتهم من الخارج، ويجب على تلك الزوجات الالتزام بجميع العادات والتقاليد الموجودة والتي جاءت بالتوراة، فبعد الزواج من تلك الفتيات الأجنبيات يخضع الرجل وزوجته لفترة تجربة تقارب ستة أشهر لمعرفة مدى توافق علاقتهما، والتزام الزوجة بكل ما جاءت به العادات، فإذا لم يتوافقا يحق لهما الانفصال.

وقال الكاهن الأكبر أن الإسلام هو أقرب الديانات الى السامرية ، فكلاهما يهتمان بالوحدانية والطهارة والتشابه بالصلاة ، فعند الوضوء للصلاة عند السامريين يغسلون اليدين والفم والأنف والوجه والأرجل، وكما يتشابهون بالركوع والسجود.

وبالرجوع إلى ما قاله السامري يشير إلى أن لديهم وصايا عشرة أنزلها رب العالمين على موسى ويجب الالتزام بها وهي : لا يكن لك الهة اخرى امامي، لا تحلف باسم الله كذبا، احفظ يوم السبت، أكرم أباك وأمك، لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد زورا، لا تشته زوجة قريبك ولا بيت صاحبك، وقدسية جبل جرزيم الذي يقام عليه جميع الشعائر الدينية.

كما أن السامريين يحتفلون بأعياد التوراة وهي سبعة منها عيد الفسح، وعيد الفطير، وعيد الحصاد، وعيد السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش والعيد الثامن أو فرحة التوراة. وخلال أعيادهم يحجون إالى جبل جرزيم ثلاث مرات سنويا أثناء عيد الفسح والحصاد وعيد العرش، وفي عيد الفسح يتم ذبح الأضاحي وتوزيعها على أبناء الطائفة، وفي عيد العرش يجمعون الفواكه ويعلقونها بأسقف منازلهم بأشكال ومناظر جميلة، حيث تبقى سبعة أيام ثم يعصرونها ويوزعون منها وبعضها يقدم للضيوف.

ويؤكد ايهاب على قدسية يوم السبت فتتم فيه الصلوات في الكنيسة، فصلاتهم تكون على شكل سبع ركعات سجود وركوع، مشيرا الى عدم قيامهم بأي أعمال يوم السبت.

وقال الكاهن الأكبر أن السامريين يملكون حسابا فلكيا قمريا ، يعرفون بداية الشهر مع استهلال القمر ، وهو متوارث من عائلة الكهنة ، وهم يختلفون عن اليهود العبرانيين الذين يعتمدون على الرؤيا.

فهذه الطائفة رغم قلة عددها تحاول ترسيخ عقائدها ودينها، ساعيةً إلى إثبات وجودها في ظل كل ما مرّ عليها من انفصال وتشتت.