رام الله من وفاء بعيرات

 نفذت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحليةREFORM وبالتعاون مع اللجنة الشعبية لمخيم العروب لقاءً ثقافياً بعنوان " الاسطورة والخيال في رواية الخيميائي" في اطار انشاء مساحات امنة تمكن المشاركين من التفاعل مع المحيط المجتمعي في دعوة منهم لإعادة التفكير في النظم الاجتماعية القائمة، واستعادة ضبط ايقاع التناغم المجتمعي من جهة وخلق حالة تواصل بناءة تهدف الى تسليط الضوء على واقع منظومة القيم المجتمعية السائدة والتي تؤطر حجم الفئات الأقل حظاً في المجتمع، وذلك ضمن أنشطة مقهى جسور في مشروع " مساحة عمل"  الذي تنفذه المؤسسة.

نفذ اللقاء في نادي شباب العروب - الخليل، بحضور رئيس اللجنة الشعبية للمخيم السيد أحمد أبو خيران، ومدير عام المؤسسة السيد عدي أبوكرش، وعدد من ناشطي مشروع جسور الذي نفذته المؤسسة في غضون السنتين الماضيتين، وقد ركز اللقاء على القيمة الرمزية التي عبر عنها الراوي في توصيف كنزاً حلم به بطلها وظل يطارد هذا الكنز سنين عمره فوجد ما هو اهم من الكنز، نصف عمره، وكل معرفته، ووجد كنزه بين يديه، وقد أسقط اللقاء رمزية الرواية على حالة الشباب الفلسطيني، في سعيهم لاكتشاف ذواتهم وتحقيق طموحاتهم.

وحيث أن المشروع يسعى الى تحقيق مستوى تناغم  أعلى بين المكونات المجتمعية الفلسطينية المختلفة، فقد ركز الحضور من خلال النقاش على أن التقوقع على الحال في كثير من الأحيان طور صور نمطية عن بعض المناطق، والجهات، وهدر فرصة الاختلاف الايجابي ، وإن الخوف من المجهول يحول أماكننا الى سجون كبيرة، لا نستطيع تخطيها، هذا واشار المشاركون الى ضرورة تحسين واقع المعارف من خلال التجربة المرتبطة، بالتعرف على المجتمعات الفلسطينية في اعماقها، ومعايشة تجاربهم المختلفة.

هذا وقارب الحاضرون بين هذه الرواية ورواية رجال تحت الشمس والتضاد في القيمة بين الروايتين، حيث عبر الراحل كنفاني عن مجموعة من الرجال الذين خافوا من الموت فقتلهم خوفهم، تحت أشعة الشمس، ولم يقرر أحدهم طرق جدران الخزان، كما تمت المقاربة بين الخيميائي، وتجارب المشاركين المختلفة معبرين عن القيم التي اكتسبوها خلال رحلتهم التعليمية في مشروع جسور، وبمعزل عن تحقق أهدافهم من عدمه الا أن رحلتهم التعليمية تلك هي قيمة شخصية لا تقل أهمية عن تحقق أهدافهم الجمعية المعبر عنها في المشروع.

هذا وعبر المشاركين عن ارتياح كبير لنقاش هذا النوع من الروايات لما فيه أهمية لتحفيز طاقاتهم نحو اكتشاف الذات وتحسين قدراتهم الثقافية، والتعمق في الاطلاع على تجارب مختلفة من خلال مقاربة الروايات المختلفة بالواقع الفلسطيني، وقد خلص النشاط بمجموعة من التوصيات أجمعت على ضرورة  نقل التجارب الشخصية للمجتمع و عدم احتكار القيم والمكتسبات بصورة فردية، كما اكدوا على أهمية تنفيذ مثل هذه اللقاءات التي تزيد من وعيهم حول تحقيق حلمهم، و ضرورة قراءة مثل هذه الادبيات التي تسهم في زيادة ادراك الشخص بالقيم المجتمعية والحياتية.

يذكر أن مشروع مساحة عمل يأتي في إطار تعزيز مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية والاجتماعية، بمأسسة التغير الذي تم تحقيقه في قدرات المجموعات المستهدفة من خلال إيجاد بنى نظامية قادرة على الاستجابة لاحتياجات تلك الفئات.