الرئيسية / مقالات
هل سيصنع المستوطنون الهدوء لأنفسهم بأيديهم؟! بقلم:عبد القادر عقل
تاريخ النشر: الثلاثاء 18/11/2014 20:28
هل سيصنع المستوطنون الهدوء لأنفسهم بأيديهم؟! بقلم:عبد القادر عقل
هل سيصنع المستوطنون الهدوء لأنفسهم بأيديهم؟! بقلم:عبد القادر عقل

 مما لاشك فيه أن المرحلة الراهنة تمتاز بعدم الهدوء، والجميع يلمس كل يوم أشبه بما هو "إنتفاضة مصغرة مؤقتة" في القدس بالتحديد، والمستوطنون يتوعدون بعد كل هجومٍ فردي فلسطيني، والفلسطينيون وخاصة المقدسيون يردون بترجمة الوعيد فعلاً فردياً دون أقوال.


مع إرتفاع وتيرة العمليات الفردية الأخيرة "الدهس،الطعن، وما إلى ذلك" المصادر الاعلامية الاسرائيلية تعرف جيداً أن الإحتياطات المسبقة للتصدي لهذه العمليات إمكانية نجاحها ضئية جدا، بل وتعترف بذلك!، إذن كيف تستطيع دولة الاحتلال وقف المرحلة الراهنة بشكل نسبي، وكيف تستطيع العودة بالأوضاع إلى فترة الهدوء النسبي (ما قبل إحراق أبو خضير)؟!.

محمد أبو خضير أسقوه البنزين عنوةً وأحرقوه حياً، ثم بدأت مواجهات شعفاط التي إمتازت بضخامتها لأول مرة إستثنائياً، ولم تلبث الأمور الميدانية أن تهدأ لأيام، حتى إرتقت الطفلة إيناس دهساً في سنجل قضاء رام الله، ثم رد الشلودي بالدهس، وتبعه العكاري، فتواصلت الإستفزازات من قبل المستوطنين عبر الزيادة المتعمدة للإقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، فجاء معتز حجازي، وأغلقت دولة الاحتلال الأقصى وشددت من إجراءاتها وحصارها على الأحياء العربية بالقدس، فعادت المواجهات تتصدر المشهد من جديد، المتمعن في كل تلك الأحداث الماضية يلحظ أنها أحداث متلاحقة متبادلة "فعل ورد فعل".

وقبل أيام تم الإتفاق على إعادة الهدوء في المسجد الأقصى والمدينة القدس عبر محادثات رسمية في العاصمة الأردنية، لم تكد تمضي بضع ساعاتٌ على الإتفاق الذي خرج للجمهور، حتى فوجئ الجميع بحادثة شنق يوسف الرموني، فعادت المواجهات بقوة، وتبعها هجوم أبناء العمومة أبو جمل.

يعود السؤال يطرح نفسه بقوة، هل يستطيع المستوطنون إستعادة الهدوء لأنفسهم بأيديهم؟! الجواب بكل منطقية:

في هذه المرحلة الراهنة بالتحديد، شيء واحد يُمكنه أن يُعيد الوضع إلى الهدوء النسبي (ما قبل حرق أبو خضير)، لأن الهجمات المتبادلة أفرزتها جريمة إحراق الطفل أبو خضير.

هذا الشيء هو: أن يجلم الجيش الإسرائيلي مستوطنيه، وتنجح الحكومة الاسرائيلية في إيقاف إعتداءاتهم، وأن لا يخرجوا على الفلسطينيين بجريمة جديدة!!!

هنا فقط يمكن أن تهدأ الأوضاع، وتخرج المنطقة من معادلة "الفعل ورد الفعل"، لأن كل جريمة يقترفها المستوطنون يلاحظ الجميع أن الرد من جانب الفلسطينيين وبالتحديد سكان القدس يكون حاضرا ويتبع جريمة المستوطنين! ثم يعود المستوطنين للهجوم وهكذا، فهل يستطيع الجيش كبح جماح المستوطنين؟!، وهل يمكن أن يقتنع المستوطنين بالتخلي عن شعار "الموت للعرب" ؟!.
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017