mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> هي مصالح - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
الرئيسية / مقالات
هي مصالح
تاريخ النشر: السبت 02/05/2015 13:03
هي مصالح
هي مصالح

بقلم: بثينة السفاريني

الشاه رجل أمريكا في إيران، الذي لم يعمل منذ توليه الحكم على ربط سياسة بلاده مع أمريكا فقط بل ساعد على إحلال الثقافة الأميركية على مجتمع إسلامي، فأصبحت تشاهد النساء الغربيات  شبه عاريات على لوحات الإعلانات في السينما والمسرح في إيران، ولكن مع قدوم الثورة الإيرانية بمصطلحات وأفكار دينية التي أفتقدها الشعب الإيراني في فترة حكم الشاه، ساعدت في إنهاء حكمه وإعلان جمهورية إسلامية بقيادة أية الله الخميني.

ارتبط الوضع في ذلك الوقت بشعارات تنادي "الموت لأمريكا" على اعتبار بأنها محور الشر

الذي سبب الظلم للشعب الإيراني عن طريق حليفها في البلاد، ففي عام 79 قام مجموعة من الطلاب بالهجوم على السفارة الأميركية واختطاف عدة دبلوماسيين أمريكيين كرهائن، كانت هذه ضربة لأمريكا التي أزداد تأثيرها في عام 1983، وقت حرب الخليج الأولى عندما قامت إيران بضرب ثكنات لمقاتلين بحرين في الجيش الأميركي في لبنان "على اعتبار أنهم قوة أجنبية في البلاد"، مما ساعد ذلك وضع إيران ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب وهذا قلل من إمكانية شراءها للأسلحة في الوقت الذي كانت فيه العراق تستخدم شتى أنواع الأسلحة ضد الإيرانيين.

مع استمرار الحرب لمدة ثماني سنوات ورفض الأمم المتحدة طلب إيران في تقديم المساعدة حيث أن أعضاء من مجلس الأمن رفضوا إغضاب صدام حسين، ففي ذلك الحين كان المطلوب إضعاف قوة الطرفين و زيادة العداء بين العراق وإيران على أسس سياسة وبأدوات طائفية.

أعلن انتهاء الحرب في نهاية الثمانيات، بإعلان إيران انسحابها من الحرب وكأن كان قرارها كمن يتجرع كأس السم وهذا ما قاله الخميني في حينه.

وجود عداء بين إيران وأمريكا لا يعني عدم وجود مصالح مشتركة بين الدولتين، التي بدأت في نهاية التسعينات وتبلورت بعد عدة سنوات من ذلك التاريخ.

وجود حركة طالبان والقاعدة اللذان يمثلان وجود سني على الحدود الشرقية لإيران، الذي من شأنه أن يهدد المصالح الإستراتيجية الفارسية، حيث قامت إيران بنشر أعداد كبيرة من قواتها على الحدود مع أفغانستان، إيران كانت بحاجة لمساعدة دولية، وبتاريخ 11/9/2001 تم  تلبية حاجتها باتقاء مصلحتها مع أمريكا في القضاء على القاعدة وطالبان ، فبعد شعارات الموت لأمريكا التي صاح بها الشعب الإيراني، كانت إيران ضمن الدول التي أعلنت الحداد على أروح الموتى في أحداث برجي التجارة العالمي.

 بعد التقاء المصالح بين إيران وأمريكا، طرح مسؤول إيراني في محادثات(6+2)، آلية إستراتيجية لقصف القاعدة وطالبان، وذلك عن طريق تعاون القوات الأميركية مع التحالف الشمالي في وادي بنجشير وتركيز قصفهم على المناطق الشمالية، ولم تمضِ فترة حتى أعلن استيلاء التحالف الشمالي على كابول.

قيام حرب الخليج الثالثة في عام 2003، ساعدت في تحقيق مصالح إيران وأمريكا، فأمريكا راعية الهجوم على العراق تخلصت من العراق كمنظومة عسكرية ودولة متقدمة صناعياً وتعليمياً، والحال بالنسبة لإيران من ناحية تخلصها من قوة عربية ذات بعد قومي، كانت عائق عليها في تحقيق نفوذها في الدول العربية وهكذا أصبحت العراق الدولة الثانية التي سقطت تحت نفوذ إيران في ذلك الوقت.

لنرجع بالزمن إلى الوقت الحالي، تمدد أيراني وسكوت أمريكي من تحت الطاولة، ولكن وجود ما يسمى داعش في العراق، شكل حاجز كبير أمام النفوذ الإيراني في العراق بشكل خاص، حيث أن الناس وجدت من داعش قوة  سنية تحميهم من المليشيات الشيعية المتطرفة داخل بلادهم.

ولكن السؤال أين مصلحة أمريكا في الموضوع ولماذا لا تقوم بضرب داعش بشكل قوي؟.. قد يكون السبب وراء ذلك هو أن أمريكا لا تجد بديل عن داعش، فهي لتتخلص من القوة المعادية لها يكون إما بإخمادها، أو توفير قوة بديلة تكون مدمرة لعودتها، ففي الحرب على أفغانستان أضعفت قوة القاعدة وطالبان، وفي الحرب على العراق وضعت المليشيات الشيعية بديل لها وهذا كله في مصلحة إيران في المنطقة.

أو ربما وجدت أمريكا أن وجود سني في العراق مع توغل لإيران وجماعتها، يساعد في عمل "فوضى خلاقة" في الدول العربية تقوم على النزعة و الكراهية، أما الحال بالنسبة لإيران، فهي تعمل على تحويل داعش من عائق حول تغلغلها في العراق، إلى سبب يبرر وجودها في البلاد وقتالها لما وصفتهم بالتكفيريين....فهي في النهاية مصالح ولكن لكل منها أهدافه. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017