mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> اوباما و الفشل الاخلاقي - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
الرئيسية / مقالات
اوباما و الفشل الاخلاقي
تاريخ النشر: الجمعة 29/01/2016 10:22
اوباما و الفشل الاخلاقي
اوباما و الفشل الاخلاقي

 (كلنا يهود ) صرخ بها الرئيس الامريكي في السفارة الاسرائيلية في واشنطن كلمتين قيلتا في العهد النازي حماية و دفاعا عن اليهود في مواجهة ( الهولوكوست ) و مذابح النازيين ضد اليهود ...اورد اوباما هاتين الكلمتين في معرض الحديث عن اللاسامية و ترجمها بالمسؤولية الاممية اتجاه اليهود و ما حاق بهم من ظلم و تهجير ..و لم يقف عند هذا الحد بل قال ان الفشل الاخلاقي في توفير الامن و الحماية لاسرائيل هي مسؤوليتنا و ان الحماية و الدعم لها من مسلمات بل من واجب الولايات المتحدة الامريكية ...و بذلك انهى عهدا من الجفاء المصطنع مع نتنياهو راهن عليه البعض بل بنى عليه و عادت الامور الى مجاريها ..سمن على عسل .

 

قد تكون هذه احدى خطب الوداع للرئيس اوباما الذي تنتهي ولايته اواخر العام الحالي و قد يكون الهدف منها استقطاب الاصوات اليهودية و مناصريها في امريكا لصالح حزبه الديمقراطي ..و عهدنا بالانتخابات الامريكية التي تنحصر بين الحزب الجمهوري و الديمقراطي ان يسبق الانتخابات بسنة محاولات الحزبين ارضاء الجالية اليهودية بكافة الاشكال ..ثم بعد الانتخابات حالة من رد الجميل و (اعادة دراسة ملف الشرق الاوسط ) ...ثم اطلاق الوعود بايجاد الحلول للقضية الفلسطينية ..و سرعان ما نجد هذا الملف في آخر سجل الاهتمامات حتى موعد الانتخابات القادم سواء لولاية ثانية او لرئيس جديد ..و بشكل لافت يهرع القادة العرب الى متابعة هذه الانتخابات املا في احداث تغيير في الموقف الامريكي و كل حسب رغباته و تمنياته ...و تبقى السياسة الامريكية في نفس الاتجاه و القواعد و المحركات و اهم عناوينها تشكيل الغطاء السياسي و العسكري و الاقتصادي لدولة الاحتلال حماية و دعما و تسويق الخروج عن القوانين و الضغط على الكثير من الدول لدعم هذه السياسة و في نفس الوقت ادارة الظهر للحكومات العربية و تطويع المطوع منها خدمة للسياسات و الاجندات الامريكية ...فلماذا يستمر الرهان على امريكا و دورها ؟
 
قبل الاجابة على هذا السؤال لا بد من تفنيد و بشكل سريع ما قاله الرئيس اوباما في السفارة ...ماذا عنى بكلنا يهود ؟ هل المقصود ان على العالم كله ان يعمل كل ما بوسعه لاستمرار الظلم التاريخي الذي اباح منذ وعد بلفور و حتى اليوم تقديم الشعب الفلسطيني باكمله قربانا تكفيرا للمسؤولية الدولية عن المحرقة و ظلم اليهود ؟! هل المقصود ان على المجتمع الدولي العمل المثابر لتحقيق الدولة اليهودية و احلالها و (شرعنتها) مكان شعب كامل يقتلع من ارضه ؟! اعتقد ان كلا الامرين كانا في ذهن و اعماق الرئيس اوباما ..بل هو وعد بلفوري جديد للتنفيذ .. اما فيما يتعلق بالمسؤولية الاخلاقية فهنا يكمن النفاق بابشع صوره ..مسؤولية اخلاقية ؟! و بالفم الملئان سيد اوباما و بضمير مشوه!! ...اين هي المسؤولية الاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي شرد من ارضه و عانى الموت و التهجير و التعذيب و السجون منذ قرن من الزمان ؟! اين مسؤوليتك الاخلاقية شخصيا ايها الرئيس الاخلاقي عندما تعهدت في بداية ولايتك الاولى اي قبل سبع سنوات بالحل العادل للقضية الفلسطينية و اقامة الدولة الفلسطينية كما تعهدت في خطابك الشهير في القاهرة ؟! و قد راهن البعض بل بنى استراتيجيته على هذه الوعود ...بربك الى اي حدود واي مدى تصل المسؤولية الاخلاقية الدولية ؟ و اذا كان هناك قضية لا لبس فيها للحق الاخلاقي و الانساني و القانوني و التاريخي فهي و بدون اي منازع قضية الشعب الفلسطيني.
و عودة للاجابة على السؤال : لماذا الرهان على امريكا و دورها ؟ منذ بداية السبعينات و عندما قال السادات ان 99% من اوراق الحل بيد امريكا و عقد اتفاق كامب ديفيد بناء على هذه العقيدة ..منذ ذلك الوقت و الانزلاق العربي و الهرولة باتجاه اعطاء كل الخيوط و تسليم الرقاب الى الامريكان استسلاما او تواطؤا او سذاجة  او تآمرا ..و وجدنا ان الطرف الرئيسي في تحمل المسؤولية بل الشريك المباشر او الراعي للاحتلال – امريكا – تصبح الراعي ( النزيه) للتسوية و حل النزاع الذي اختزل ليصبح الفلسطيني الاسرائيلي و فقد عمقه العربي ...و كفى الله المؤمنين شر القتال ...و القيت المسؤولية الكاملة على الفلسطينيين و تركوا فريسة للاسرائيليين في مفاوضات عقيمة انتجت اتفاقات ظالمة و برعاية بل مساندة امريكية كاملة .
و يستمر الرهان بل الارتماء في الحضن الامريكي ..خدمة لبقاء العروش و اسحتماء ضد الشعوب و القوى الاقليمية ..و تجير الثروات و تعطى القواعد العسكرية و الامتيازات ..و يوضع البيض كله في السلة الامريكية ...و السؤال الكبير هنا ...ماذا حققت العلاقة التبعية مع الامريكان ؟! لقد حققت استمرار التفوق العسكري النوعي لدولة الاحتلال  و الدعم اللوجستي و الغطاء السياسيي والحمايةلها...لقد حققت استنفاذ الثروات النفطية و هدر مقدرات الشعوب ...لقد حققت تدمير العراق و ليبيا و سوريا و العبث داخل الدول العربية المختلفة ...و هذا غيث من فيض ...
 
و الآن ايها السيدات و السادة العالم يتغير ...عهد سياسة القطب الاوحد الذي تربعت على عرشه امريكا يتهاوى ..لم تعد امريكا شرطي العالم و سيده ..الدول تبني قوتها و هناك تحالفات دولية كبيرة و دول تنهض و تقوى ..كمجموعة البريكس و الاتحاد الاوروبي ..روسيا اليوم ليست روسيا الامس و الصين كذلك ...كل العالم ينمو و يتطور و لازلنا نقدس امريكا كآلهة لا تقهر ...
لا يقبل منطق و لا عقل ان تبقى مقدرات و ثروات و اموال العرب بيد الامريكان الذين لم يسعوا للحظة واحدة لخدمة شعوب المنطقة بل لخدمة تثبيت الدكتاتوريات ضد الشعوب و ابقاء الشوكة في الخاصرة –دولة الاحتلال- و نبقى نراهن على انتخابات و تغيير في المواقف و الاحتلال ينهش في الارض و يعدم على الحواجز و يستوطن و يسرق الارض و الثروات و برعاية امريكية كاملة .
نعم سيد اوباما ..نحن ان شئت يهودا .. مسلمين.. مسيحيين ...انسانيين .. نحن ما شئت و لكنا لسنا الارهاب المنظم و لسنا عشاقا للدم و لسنامعتدين ...نحن نؤمن بالديانات و الانسانية و حق الشعوب بالحرية ..و مسؤوليتنا الانسانية و الاخلاقية تكمن في الوفاء لدماء شهدائنا الفلسطينيين وعلى ايدي الاحتلال ..و شهدائنا العرب على ايديكم ..و هدفنا الخلاص من الاحتلال و الحرية ...والسلام لعالمنا العربي بعيدا عن دمويتكم و هيمنتكم ...هذه هي مسؤوليتنا الاخلاقية و بلغها لمن يخلفك في الرئاسة.
سامر عنبتاوي 29-1-2016
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017