الرئيسية / مقالات
تحدى نفسك! كتبته: مرح معالي
تاريخ النشر: الخميس 19/05/2016 19:52
تحدى نفسك! كتبته: مرح معالي
تحدى نفسك! كتبته: مرح معالي

 من منا لم يواجه صعوبات في حياته؟ من منا لم تلاحقه العراقيل؟ من السهل أن يصل الإنسان إلى مبتغاه بعد انقطاع الأمل... من السهل أن يصل الإنسان إلى أعلى الدرجات بعد أن كان في أدنى درجة على وشك السقوط إلى القاع.. هنا يبقى السؤال ما الدافع وراء هذا الإصرار كله؟ ما الدافع وراء عدم الفشل والانطواء في قوقعة ألا والدافع الأكبر هو التحدي.

 

لا شيء يبقى على حاله هذا هو مصيرنا لكن في أي عقبة يجب أن ننهض من جديد، فدائما العقبات هي تلك الأشياء المختلفة التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف، ففي التحديات تتجلى القدرات ويبرز المتميزون الذين يجيدون التعامل مع كل أزمة تواجههم فإذا أردت أن تتميز فتحدى الواقع وانتصر، عش بالأمل عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة.

 

هنالك العديد ممن يعاندون الحياة، فالأفضل هو تحدي اليأس الذي بداخلنا وخير مثال على ذلك ذاك الانتصار الذي أضاف انتصار آخر إلى انتصارات الشعب الفلسطيني، ألا وهو انتصار الإرادة وخضوع الكيان الصهيونيّ لهذه الإرادة ألا وهو انتصار الأسير محمد القيق الذي دام إضرابه 94 يوماً، في "معركة الأمعاء" الخاوية" انتصر بقدرته على التحدي وإصراره وعدم يأسه، وايضا انتصار الأسير خضر عدنان يقولون هو عرس وطني بل هو أكثر من ذلك هو انتصار أكبر لما جسده من معان نضالية وسياسية عظيمة أضافت الانتصار للشعب الفلسطيني والكرمة والعزة والصمود.

 

وعلى سبيل المثال أيضا ما حققه بيتهوفن، الملحن والعازف الذي ألف أعظم سيمفونية على الرغم من أنه كان أصم وسمعه بات يتدهور إلا أن إصراره وتحديه لم يمنعاه من إكمال مسيرته على الرغم من كل المحبطين من حوله، حيث أستاذه كان يقول عنه لا أمل منه في الفن، لكن هنا التحدي بات يلعب دوراً مهما في حياة بيتهوفن والكثير من الطموحين.

 

كما وايضا ما حققته من انجاز المعلمة حنان الحروب من مخيم الدهيشة التي عاشت حياة صعبة في أزقة المخيم وكانت تنتقل من مخيم الى آخر وتعيش بداخل ازقات المخيمات بفلسطين قد فازت بجائزة أفضل معلمة في العالم، حققت انجاز باهر في أسلوبها في التعليم وتميزت عن معلمي جيلها بمبادرة خرجت بها تحت شعار" لا للعنف في التعليم" لمنع ممارسة الضرب ضد الطلاب، كما وبإصرارها على التحدي الفت كتابا اسمه" نلعب ونتعلم " ونجحت به نجاحا باهر.

 

فالعقول تتحارب أيا كان مستواها ولا تجد راحتها واستقرارها إلا بالتحدي واجتياز العقبات. فالكثير يصادف أن يسألني ما هو مفهومك للتحدي في الحياة فإجابتي واضحة لا تجعل أحلامك تتوقف ولا تعيش دون أهداف ولا تنكسر من أول عقبة تواجهك وواجه الحياة باستمرار كاستمرار دقائق الساعة التي لا تتوقف إلا بانقطاع الحياة اعتمد على نفسك وحاول ان تكون منك شخصية مؤثرة بالآخرين ولا تكن رقما عاديا بل اجعل كل من يذكر اسمك يتذكر إبداعاتك كمقولة الشهيد الراحل بهاء عليان لا تجعلوا مني رقما من الأرقام تعدوه اليوم وتنسوه غدا .

 

هناك أشياء يمنحنا الله تعالى القليل منها فتكفي كالثقة حينما نكون بأكثر أوقاتنا انكسارًا وضعفا والإيمان كذلك، وفي النهاية أود أن أقول أن هناك من يجيدون التعامل مع التحديات بكل سهولة وبساطة والبعض من يتعثرون من أول تحدي ويفقدون بوصلة التركيز وتجدهم يتخبطون في تصرفاتهم وحركاتهم وقراراتهم وأفكارهم ايضا تجد عقولهم قد تجمدت كما يتجمد الجليد عند أول اختبار "ولكن نحن أمة كتب عليها التحدي لذلك يجب ألا تنام" ويجب ان نقوى على هذه الحياة ونواجهها.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017