الرئيسية / مقالات
الشجارات...توجع الضفة وتفرح الاحتلال
تاريخ النشر: الخميس 30/06/2016 10:49
الشجارات...توجع الضفة وتفرح الاحتلال
الشجارات...توجع الضفة وتفرح الاحتلال

 د. خالد معالي

في الوقت الذي فيه الضفة الغربية، وبقية المناطق الفلسطينية؛ بحاجة للوحدة ورص الصفوف؛ لمواجهة ممارسات واعتداءات الاحتلال المتصاعدة والمتعاظمة؛ من قتل وجرح واعتقالات ومصادرات وتدنيس للمسجد الأقصى؛ تحصل شجارات داخلية فلسطينية مؤسفة؛ تحصد أرواح  مواطني الضفة؛ في وضع محزن يدمي القلب ويوجعه، ويهز صورتنا النضالية الجميلة ويوشهها لدى العالم.

 

مقتل مواطنين فجر اليوم الخميس 30\6، شرق نابلس، بعد ساعات من مقتل 3 مواطنين وإصابة 13في شجارٍ ضارٍ استخدمت فيه الأسلحة النارية في بلدة يعبد بجنين، هو مؤشر على حالة التيه والتخبط والفلتان؛ الذي يعتبر خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني؛ لا يمكن أن يقبل أي حر وشريف ومن لديه عقل سليم.

 

"أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ"؛ فالرشيد يسارع للجم عواطفه ولغة الثأر؛ ليطلق لغة القانون؛ والعقل والحكمة، وإلا صار مجتمعنا ممزقا مشتتا، وكل ضعف في الحالة الفلسطينية بالضرورة يستفيد منها الاحتلال.

 

الأصل أن أي خلاف أو مشكلة عائلية يتم تطويقها، وعلاجها بالحسنى؛ وليس باستخدام لغة التهديد والوعيد؛ ومن ثم تتطور باستخدام السلاح الذي يقتل مواطنين أبرياء، ومن ثم تتصاعد لغة الثار، والثأر المضاد المدمر لنسيج الشعب الفلسطيني وترابطه.

 

المصادر أوضحت أن الشجارات وقعت على خلفية تجدد مشاكل قديمة، سرعان ما تطورت إلى استخدام الأسلحة الرشاشة والسكاكين، وهو ما أوقع هذا العدد الكبير من الضحايا والإصابات المؤسفة والذي يندى لها جبين الإنسانية.

 

درهم وقاية خير من قنطار علاج؛ ومكبرات الصوت التابعة للمساجد؛ صدحت في مدينة جنين تطالب لجان الإصلاح وأهل الخير بالتوجه لبلدة يعبد؛ لحقن الدماء حيث توجهت أعداد كبيرة للبلدة وساهمت في السيطرة على الأوضاع وعدم تفاقمها، وهو عمل محمود، ويجب أن تسود لغة المنطق والعقل والتسامح وليس لفة الفتنة؛ فالشعب الفلسطيني فيه ما يكفيه من ممارسات واعتداءات قوات الاحتلال.

 

ما ذنب شباب بعمر الورد أن يفارقوا الحياة هكذا دون سبب وثمن، وما ذنب الفتاة، التي أصيبت في وقت متأخر مساء الأربعاء، بعيار ناري بالظهر إثر خلال شجار في منطقة الضاحية بنابلس.

 

 يجب أن تسود لغة العقل، والوعي الحقيقي لدى كل فلسطيني، ووجهاء الناس والعائلات؛ لما يحصل من ثار وشجارات غير مقبولة؛ تشوه نضالات وتضحيات شعبنا؛ فالمستفيد من الشجارات هو الاحتلال  الذي يتشفى فينا.

 

الإصلاح وسرعة تطويق الأحداث أمر ملح ومطلوب على عجل دون تلكؤ؛ ومن يصلح بين الناس ويوقف لغة القتل والثأر المجنونة له أجر عظيم عند الله، وما أحوج شعبنا إلى التصالح والتقارب والتعاضد ضد الاحتلال؛ وليس ضد بعضنا البعض.

لغة القانون هي التي تجب أن تسود في حل الخلافات؛ ولا أحد فوق القانون؛ وإلا صار مجتمعنا تحكمه لغة الغاب؛ ولغة الغاب؛ هي لغة يستفيد منها الاحتلال فقط؛ ومن هنا يجب لجم ووقف كل موتور يصعد من حالة التوتر الداخلية الفلسطينية.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017