تقرير الصحفي عزمي شقير

تشارك فلسطين ضمن فعاليات ملتقى ومهرجان الحكائين العرب في الاردن منذ 27/8/2016 والذي ينظمه الملتقى التربوي العربي بالتعاون مع مسرح البلد وفرقة الورشة المسرحية في برنامج "حكايا" وبدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ للعام الثاني على التوالي بمجاورة فنية حول الحكي وذلك بهدف إعادة الاعتبار لفن "الحكي (الرواية) والحكايات الشعبية".

جرى ذلك بمشاركة الدكتور شريف كناعنة/فلسطين، الدكتور منير فاشة/فلسطين، الدكتورة فيحاء عبد الهادي/فلسطين، الدكتور اياس حسن/سوريا، الكاتب حسن جريتلي/مصر، الكاتب شادي عاطف/مصر، سيرين حليلة مديرة الملتقى التربوي العربي، رائد عصفور مدير مسرح البلد، يامن عمر منسق الملتقى، روان بركات مديرة مؤسسة رنين/الاردن، بالإضافة لحكواتية محترفين في مراحل مختلفة من حياتهم المهنية وأمناء المكتبات وناشطين/ناشطات على الخط الرابط ما بين الحكي والعمل الثقافي المجتمعي من فلسطين، الاردن، مصر، تونس، الجزائر، لبنان.

وقد اشارت سيرين حليلة بأن ملتقى حكايا التاسع 2016 قد ضم مجموعة مميزة من الحكواتية العرب بمدينة مميزة على مستوى الاردن وهي جرش، موضحة بأن فكرة المجاورة جاءت منذ العام 2005 وهو مفهوم بديل للتعلم من اجل استعادة مركزية الحكاية في الفن والتعلم، كما للجمع ما بين المتمرسين والمبتدئين من الحكواتية وفي كتابة الحكاية، التاريخ الشفوي، كتابة السيرة، خاصة فئة الشباب، كما ضم الملتقى عروض حكي وعروض أدائية في مناطق مختلفة في الأردن ورشات عمل ولقاءات من أجل استعادة مركزية القصة في الفن والتعلم والحياة من خلال الاثر الذي تتركه القصص الشخصية بالمجتمع وتحويلها الى حكاية.

من جانبه أكد الكاتب حسن جريتلي على مدى الاستفادة من طريقة المجاورة خلال ملتقى 2016، لتطوير مهارات المشاركين فيها بعرض التجارب ثم مناقشتها والاستفادة منها بطرق وثقافات مختلفة جاءت من عدة دول عربية فالحكاية الشعبية وطريقة عرضها مختلفة ما بين المغرب العربي وفلسطين او الدول الأخرى، بالاضافة الى التواصل مع الباحثين في مجال الحكاية وربط المشاركين بهم كالدكتور شريف مؤلف كتاب قول يا طير، والدكتور اياس في عرض تجربة كتابة سيرة الظاهر بيبرس، والدكتورة فيحاء في عرض طريقة كتابة التاريخ الشفوي الفلسطيني، الدكتور منير مؤلف كتاب حكايتي مع الرياضيات، مضيفا بان مسؤوليتنا مكملة في الادوار المجتمعية، لأن الحكّاء يتفرد باسلوبه وطريقته وصوته وحركاته فهو مسؤول عن حكايته بلباقته اللغوية والقدرة على الارتجال.

 وقد وضح الدكتور شريف كناعنة دوره خلال الملتقى بعرض تجربته الاكاديمية في كتابة الحكاية الشعبية الخرافية وأنواعها وبنائها، ثم تحويلها الى حكاية معاصرة، ثم البحث في طريقة عرضها للجمهور، داعيا فئة الشباب الى الاهتمام في الموروث الشعبي في بلدانهم وخاصة الفلسطينيين من جهة والحفاظ على استمرارية الحكائين في المجتمع سواء للأطفال أو الكبار من اجل إحياء التراث الشعبي من جهة أخرى، كما كانت النساء سابقا تجمع الاطفال قبل النوم للحكاية والحفاظ على هذا التراث من خلال الجيل الجديد لان الحكاية تسلية وترفيه مع وجود رساله يريد الحكاء ايصالها.

وقد عرضت الباحثة د.فيحاء عبد الهادي تجربتها في الحفاظ على الرواية الشفوية الفلسطينية وطريقة عرضها، خاصة خلال النكبة ثم تحويلها الى حكايات وقصص تعبر عن هموم الشعب الفلسطيني، مؤكدة على حاجة الرواية الفلسطينية لنشرها من افواه الناس وأهميتها في مواجهة الرواية الصهيونية التي تم نشرها سابقا لتضليل العالم وما جرى ويجري على ارض الواقع، داعية الشباب الى تفعيل وسيلة التواصل التراثية وهي "الحكائين والحكاءات" لنقل لهجتهم وثقافتهم الفلسطينية الى الدول الأخرى.

وقد اشارت جوانا رفيدي منسقة شبكة المكتبات في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي الى دور الوفد الفلسطيني وتجربته ونقل خبراته ومدى الاستفادة التي تلقاها خلال الملتقى من المكتبيين والحكائين وذلك من اجل نقل الخبرات الى مكتباتهم في مدنهم وبلدانهم المختلفة، والذي ضم لما رباح/مؤسسة القطان، الصحفي عزمي شقير/سلفيت، حمزة العقرباوي/نابلس، منال غنيم/القدس، فداء عطايا/رام الله، دلال عودة/ القدس، نسيم قبها/جنين، سعيد حجة/جنين، سهير شعراوي/الخليل، جميلة مناصرة/الخليل، ميرا ابو سرور/بيت لحم، مؤكدة على نشاط مؤسسة تامر في مسار حكايا والاهتمام بالتاريخ الشفوي الذي تعمل به وفرصة التعرف على تراث الحكي للدول المشاركة، بالإضافة الى بناء نواة انطلاق لحكائين في فلسطين، معربة عن أملها بخلق جيل كاتب للحكاية كمشاركة الصحفي عزمي شقير بكتابه "بلدة الزاوية بين الماضي والحاضر" من حيث طريقة جمع الرواية الشفوية وحفظها.

أما الراوي ماحي صديق من الجزائر فقد أكد على نقل تجربته التي تعدت 30 عاما في القاء الحكاية وتأليفها للمشاركين خلال الملتقى بتبادل ثقافي عربي، مشيرا الى الجديد لديه في المجاورة لفتح افاق التعلم والحوار وتعلم طرق جديدة في فن الحكاية، بالاضافة الى المشاركة بعروض لحكايات جزائرية مشهورة من التراث الشعبي الجزائري.

بدوره اشاد الحكاء صهيب ابو سليم احد مؤسسي فرقة "ابو سليم" الحكواتية الاردنية بطريقة تعلم اساليب حكواتية جديدة خلال المجاورة، مرحبا بكل الوفود المشاركة في الملتقى التربوي العربي لعام 2016 في الاردن، عارضا التجارب التي اكتسبها خاصة التفريق بين المسرح والحكي، الفرق بين التهريج وخلق الحماس لدى المستمعين، الفرق بين الممثل والحكواتي، موجها رسالته للشباب في الاردن والدول العربية لتوثيق التجارب الشخصية والحكاية والحفاظ عليها، اضافة الى مشاركته بحكايا مختلفة خلال المهرجان والمجاورة.

 وعرض المكتبي سعيد حجة امين مكتبة عرابة مشاركته الاولى خلال الملتقى ومدى الاستفادة من التجارب الجديدة التي سيتم نقلها الى مكتبة بلدية عرابة، من خلال الاهتمام بجمع القصة من كبار السن والحفاظ عليها كونه مرشدا سياحيا أيضا، مؤكدا على مدى الاستفادة في طريقة كتابة الحكاية وعرضها من خلال المجموعات اليومية التي كان يتم تشكيلها يوميا بعد المرحلة الصباحية من التدريب ثم الاستفادة من عرض تجربة روان بركات حول تنمية مهارات الاستماع بالتواصل عند الاطفال عن طريق القصص الصوتية، مشاركا بقصصه وعرضها للمشاركين.

أما المشاركة رشا سلطان من مصر وضحت الدور الاساسي لطريقة التعلم في المجاورة، عارضة تجربتها المصرية ونقل خبراتها للمشاركين وخاصة تجربة مشروعي "ماري" و "بصّي" داعية لإيجاد فرص جديدة لمشاركة وتمكين الشباب من خلال الحكايا وتبادلها مع الشباب العربي مؤكدة على ضرورة سفر الحكاية من بلد الى آخر.

من جانبها وضحت الحكاءة نسيم علوان من لبنان تجاربها السابقة والحالية في كسب خبرات جديدة مع الحكواتيين من خلال تجارب المشاركين خاصة الفلسطينيين ومعاناتهم اليومية، مؤكدة على ضرورة استمرار الاهتمام بتبادل الخبرات والثقافات واللهجات في حفظ التراث وحمايته من الاندثار، مضيفة لمعرفة الأدوات التي يستخدمها الحكواتي في طريقة العرض والاسلوب الذي ينتهجه في ظل ثورة الانترنت والفيس بوك، مشاركة بقصصها خلال المجاورة وفي مهرجان حكايا.