الرئيسية / مقالات
أسئلة برسم المصالحة
تاريخ النشر: السبت 30/09/2017 10:41
أسئلة برسم المصالحة
أسئلة برسم المصالحة

 رامي مهداوي

منذ 14 حزيران 2007 ونحن في متاهات المصالحة، مقابلات إعلامية.. مقالات ... مؤتمرات... ورش عمل.. صولات وجولات من المفاوضات الفلسطينية الفلسطينية.. مكة.. القاهرة.. اسطنبول.. الدوحة.. مشاريع ممولة... مراكز أبحاث ودراسات... دورات وتدريبات..
 كل ذلك المخاض من أجل تسهيل وزيادة سرعة ولادة المصالحة، لكن دون نتيجة؛ وعلى العكس كلياً  فشل ما سبق زاد من حالات الإحباط في المجتمع الفلسطيني والكُفر بالقيادات وبالأخص من يقف منهم أمام مشهد المصالحة. 
وبين ليلة وضحاها إقتنعت "حماس" بأهمية المصالحة، بين ليلة وضحاها تغير الخطاب الإعلامي للمتخاصمين، بين ليلة وضحاها أصبح المتشائم متفائلا، بين ليلة وضحاها يطلب من الشعب أن يمحو من ذاكرته وصمة العار التي أصابت تاريخه النضالي وكأن شيئا لم يكن!! 
سنوات من الضياع والتيه، سنوات من هدر الدم الفلسطيني بأيدي الفلسطيني، سنوات من حصار قطاع غزة راح ضحيته مئات من الأطفال والشيوخ والنساء، سنوات من تعذيب وسجن شبابُنا، سنوات من الفقر.. الجوع.. الأمراض الصحية والمجتمعية_وما خُفي كان أعظم_ وبكبسة زر حان وقت المصالحة!!
والمحزن عدم ظهور أي شخص_ حتى لحظة كتابة هذا المقال_ يقول لنا على ماذا تم الصلح بشكل مفصل؟ وما هو السبب /الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت الى تسارع الجميع الآن للتمسك بالمصالحة؟ وكيف سيتم تطبيق المصالحة؟ ومن يتحمل ماذا؟ وما هي أولويات العمل؟ ماذا عن أمن غزة وسلاح المقاومة وغير المقاومة؟  كيف ستستطيع "سلطة رام الله" _ كما كان يتم وصفها من قبل قيادات "حماس"_ دفع رواتب لأكثر من 60 ألف موظف على قيود غزة وهي أصلا تعاني من أزمة مالية خانقة؟ 
أسئلة كثيرة برسم الإجابة لم يتم المساس بها خوفاً من فشل المصالحة، وهنا مربط الفرس، عدم القدرة على معالجة التفاصيل سيؤدى الى تفاقم الأزمة من جهة، ومن جهة أخرى سيأخذ الإنقسام الى شكل مختلف حتى ولو تمت المصالحة شكلياً؛ أي أننا سندخل تجربة مختلفة في النظام السياسي الفلسطيني بعد حالة الشلل والعجز النسبية في مختلف مؤسساته، بمعنى هل ستتقمص "حماس" تجربة "حزب الله" على سبيل المثال؟!
وأهم سؤال على الكُل الفلسطيني الإجابة عليه وبالأخص "رجال المصالحة"، ما هي سيناريوهات فشل المصالحة في المرحلة القادمة؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تمأسس طريق اللاعودة في شكل العلاقة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما نحن ذاهبون اليه للأسف كحالة من الهروب في مواجهة استحقاقات المصالحة والمصالح الشخصية. أتمنى أن أكون مخطئا، لكن نحن في مرحلة  الأنفاس الأخيرة من إجهاض جنين الدولة الفلسطينية مترابطة الأطراف، وإنشاء كيان دولة غزة، وإدارة بقايا الضفة الغربية من قبل الإحتلال الإستعماري.  

للتواصل:
mehdawi78@yahoo.com 
فيسبوك RamiMehdawiPage

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017