الرئيسية / مقالات
هل ستستخدم السلطة امكاناتها القانونية والسياسية لمنع الطرد الممنهج للسكان الفلسطينيين ؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 21/11/2017 11:47
هل ستستخدم السلطة امكاناتها القانونية والسياسية لمنع الطرد الممنهج للسكان الفلسطينيين ؟
هل ستستخدم السلطة امكاناتها القانونية والسياسية لمنع الطرد الممنهج للسكان الفلسطينيين ؟

كتب عبد الناصر عيسى

لقد تكرر في الاونة الاخيرة وللمرة الثانية على التوالي استخدام الامر العسكري الاسرئيلي والموقع من قائد المنطقة الوسطى الجنرال روني نوما والقاضي باخلاء المواطنين الفلسطينين في الجهالين قريبة من العيزرية , وذلك بعد الامر العسكري الاول لاخلاء الفلسطينين من قريتي عين الحلوة وام جمال في منطقة الاغوار.
يذكر ان هذا الامر العسكري قد تم استهداثه في العام 2003 بعد التقرير القانوني الاسرائيلي والمسمى بتقرير تاليا فاسون وذلك من اجل مواجهة مشكلة كانت تؤرق المستوى السياسي الاسرائيلي وهي ظاهرة انتشار النقاط الاستيطانية العشوائية والغير قانونية والتي تتم في احيان كثيرة للمناكفات الداخلية , وفي سنة 2015 تم تعديل هذا الامر العسكري ليشمل الفلسطينين ايضا , وهكذا تحول القانون الهادف لمنع انتشار فوضى المستوطنين الى قانون يحرم الفلسطينين من ابسط حقوقهم في الاستقرار في اراضيهم والتي يسكنونها منذ عشرات السنين على الاقل وذلك بعد ان تسلم المستوطنون لانفسهم زمام الحكم في اسرائيل .
ان طريقة تسليم الاوامر العسكرية من خلال رميها في مكان قريب وليس من خلال الاستلام الشخصي هي ايضا تدل على مدى الاستخفاف بحقوق الفلسطينين الاساسية , ومن الجدير ذكرة ان الجنرال روني نوما قد تم استبعاده من قبل ليبرمان في التعيينات الاخيرة في الجيش ويبدو ان السبب في ذلك هو اتهامه لمعاداة المستوطنين ولما يقال عن توجهات يسارية له , الامر الذي يخالف ممارساته واوامره في الواقع , ولكنه الابتزاز المستمر والمتجدد من قبل لوبي المستوطنين ذو النفوذ الكبير في اسرائيل والذي بطالب دوما بالمزيد من الاجراءات القمعية ضد الفلسطينين.
والسؤال الاهم في هذا الاطار هو لماذا لا تستخدم السلطة الوطنية الفلسطينية ما يتوفر لها من امكانات سياسية وقانونية لمواجهة هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الفلسطينين ؟ علما انه يمكن ومن الناحية القانونية ووفق خبراء قانونين اعتبار هذه الممارسات الاسرائيلية خرق واضح لبند 49(1 ) حول الطرد الاجباري للسكان المحميين قانونيا , مما يعرض اسرائيل الى المحاسبة في المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب ( جرائم حرب ).
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017