الرئيسية / مقالات
ترامب بين الجرس والنداء رامي مهداوي
تاريخ النشر: السبت 16/12/2017 09:56
ترامب بين الجرس والنداء رامي مهداوي
ترامب بين الجرس والنداء رامي مهداوي

تصريحات الإدارة الأميركية، المتمثلة بما قاله الرئيس دونالد ترامب حول القدس، أشبه بجرس المنبه للنائمين للاستيقاظ من سباتهم، أو/ و أشبه بالنداء الأخير كما هو في المطارات قبل فوات الأوان ورحيل الطائرة!!
سواء أكان جرساً أو نداء أو الإثنين معاً، فقد تم تعرية العديد من الملفات فيما أعلنه ترامب، وعلينا نحن أولاً وأخيراً كفلسطينيين دراسة العبر بالمشهد كاملاً دون حصر القضية بأنها القدس، على الرغم من أهميتها الوطنية والدينية والتاريخية، فحلم الدولة الفلسطينية تم دفنه مباشرة بعد تصريحاته التي من الممكن أن تكون نهاية حياته السياسية؛ إذا ما تم العمل بدبلوماسية وتحالفات دولية، لأن هناك أغلبية دولية وداخل العديد من مؤسسات الإدارة الأميركية وأهمها وزارة الخارجية ضد عنجهية هذا الرئيس.
في 25 أيلول من العام 1969، عقدت أول قمة إسلامية بالتاريخ الحديث، في العاصمة المغربية الرباط، رداً على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين توالت القمم الإسلامية للقدس وفلسطين وغيرها من القضايا، لكن للأسف لم يشعر الفلسطيني بأي خطوات عملية تذكر تجاه قضيتنا، فهل تصريح ترامب سيجعلهم يستيقظون بعد هذا السُبات العميق!!


ما نفذه وينفذه الاستعمار الإسرائيلي على أرض الواقع من تغييرات يستند على المصادرة، والهدم والبناء منذ النكبة والنكسة، مروراً باتفاق أوسلو، ووصولاً لتصريحات ترامب، جعلت من القدس وكافة الأراضي التي يصادرها الاحتلال مجرد حدث يُشجب ويُستنكر من طرفنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين، والمحزن أننا قدمنا عرضاً من أجل السلام بعد اتفاق أوسلو مع المحتل يتمثل في مبادرة السلام العربية إلاّ أنها ليست فقط لم ترفض وإنما تم التعامل معها كأنها هباء منثور.. فهل سنستيقظ!!
تصريحات ترامب كشفت عن هشاشة الأنظمة العربية وحيوية شعوبها، رغم كل ما يحدث في الأقطار العربية إلا أن شعوبها ما زالت تنبض بالقومية رغم الجروح هنا وهناك، فهي القدس التي توحد الجميع، هي القبلة التي أخرجت أغلب العواصم العربية والأجنبية لتندد بالتصريحات، فهل ستستمع الأنظمة لنبض الشارع وتقوم بخطوات سياسية أقلها طرد السفراء الأميركيين من دولهم؟! أعتقد أنهم لم يسمعوا النداء الأخير!!
كلمة الرئيس محمود عباس في مؤتمر القمة الإسلامية بتركيا، لم تكن فقط النداء الأخير أو جرس المنبه، بل كانت خارطة الطريق لكل من أراد أن يستيقظ من سُباته أو يُسرع في التوجه إلى بوابة القدس، فالنقاط التي ذكرها بكلمته كانت أقوى من البيان الختامي للقمة، هذا له مؤشر واحد فقط وهو أنه علينا نحن الفلسطينيين_ وكما ذكرت في مقالي الماضي "فلسطنة القضية"_ أينما تواجدنا في الداخل والخارج والشتات والمهجر وأن نستيقظ من سباتنا فهذا هو النداء الأخير لنا كشعب نكون أو لا نكون.... ويجب أن نكون.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017