الرئيسية / مقالات
أميريكا بين الامس .. واليوم بقلم :الكاتب الاعلامي ( محمد عميرة )
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/05/2014 10:35

 التصريحات الأمريكية الأخيرة إن كانت من رأس الهرم الرئيس "أوباما" أو وزارة خارجية أو الوسيط أينك والتي تكشف عن إفشال نتنياهو وحكومته لعملية السلام ونسفها من خلال الاستيطان وتكثيفه في كل جولة من جولات طاولة المفاوضات .

هذه التصريحات والبكاء .. واللوم .. بأصوات خافته خجولة وكأن الوسيط الامريكي من العالم الثالث ليس له نفوذ ولا قوة ضغط على الجانب المعتر من عملية المفاوضات ، وكأن الدولة الأعظم في العالم أصيبت بعدوى بعض دولها العربية بالشجب والاستنكار في أي حدث مفجع للفلسطينيين .

 

إننا كشعب لم .. ولن ننسى تاريخ أمريكا ونفوذها وقوتها في العالم ومنها إحتلال العراق واسقاط نظام الرئيس الراحل " صدام حسين " .. فعربدتها وتطفلها على الدول العربية ودول العالم الثالث .. كان بالأمس .. الامس القريب ..

 

ولو عدنا الى التاريخ القريب الى اواسط الخمسينيات وقرأنا كتاب أقوى رؤساء وزراء اسرائيل دافيد بن غورين ومن اوائل رؤساء وزرائها أثناء العدوان الثلاثي على مصر –بريطانيا- فرنسا – اسرائيل عام 1956

 

يقول بن غورين في هذا الكتاب أنه بعد إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء – وقطاع غزة ومضائق تيران ، قررت الحكومة إقامة أكبر مستوطنة في أراضي قطاع غزة (يميت) الاولى ووضعت كل امكانيات حجر الاساس تمهيداً للإحتفال بإقامه هذه المستوطنه ، حيث ذهبت لإستجم في الكيبوتس تمهيداً لهذا الاحتفال الكبير وبنشوة النصر ، حيث فوجئت بإتصال هاتفي من السفير الامريكي في تل أبيب يطلب مقابلتي على عجل .. وعندما حضر للكيبوتس قال لي عن اسباب هذه المقابلة العاجله .. بأن الرئيس ادويث ايزنهاور رئيس الولايات المتحده الامريكية يطلب مني كرئيس لحكومة إسرائيل ومن حكومة اسرائيل الانسحاب فوراً من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ومضائق تيران ..

 

قال بن غورين : رددت عليه بأن " أجهشت بالبكاء " فقال لي : السفير الامريكي لماذا البكاء ..!؟ قال : لأمرين ..الأول : الرئيس ايزنهاور يأمر ولا يطلب ...

 

والثاني :  لأنك أي السفير بخشمت عناء السفر لآلآف الكيلومترات لمثل هذا الطلب .. فالرئيس ايزنهاور والادارة الامريكية "تأمران ولا تطلبا "..

 

يتابع بن غورين في مذكراته قائلاً وفي اقل من الثمانيه والاربعين ساعه عقدت اجتماعاً لحكومتي في الهيكيد في تل ابيب مقر الحكومة واعلنا الانسحاب واعدنا معدات حجر الاساس لمستوطنة غزة ونفذنا المطلب الامريكي بكل هدوء وعادت الادارة المصرية الى قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وكأن شيئاً لم يكن ..

 

هذا الموقف الامريكي نورده على لسان أقوى الاقوياء من مؤسسي ما يسمى دولة اسرائيل نفذ أوامر .. لا جدال فيها .

 

واليوم سيد البيت الابيض الرئيس أوباما ووزارة خارجية يضعون اللوم .. ويندبون حظهم بخجل لإن اسرائيل أفشلت وساطتهم وعرقلة عملية السلام واجهضتها ونتنياهو وليبرمان يعربدان على هذه الادارة وعلى امريكا كلها

 

فهل هذه هي حركات بهلوانيه لذر الرماد في العيون .. أما أن امريكا ضعفت الى هذا الحد .. وأصبحت ولاية من اسرائيل يحكمها ويأمرها نتنياهو وزمرته .

 

 

 

إننا كفلسطينيين نريد موقفاً شجاعاً موقفاً حازماً من امريكا برئيسها وادارتها الحالية حتى بحزبها الحاكم الديمقراطي .. مطالبنا برفع ايديهم وإعلان فشلهم عن المفاوضات وعدم الضغط علينا لأننا نحن الطرف الضعيف بالتهديد بفتات المساعدات المالية والاقتصادية والانجرار وراء المغبون ..  ليبرمان بوضع خطط بديله بقيادة فلسطينية  جديده .. لأن قيادة الرئيس " محمود عباس" كشفت عنهم القناع وأسقطت ورقة التوت عنه وعن رئيسه نتنياهو والمتشددين .. وقالت للعالم اللهم اشهد .. اللهم اننا بلغنا .. بحقنا متمسكون .

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017