الرئيسية / مقالات
الطريق الى غزة أولاً
تاريخ النشر: الأحد 20/05/2018 13:52
الطريق الى غزة أولاً
الطريق الى غزة أولاً

المحامي سمير دويكات
ما كان يسمع في بداية اوسلو في التسعيينات وان السلطة الوطنية وضعت وصارت بشعار غزة واريحا اولا، لا يكاد يفهم ما الذي جري اليوم واصبحت غزة اخيرا في كل الحسابات؟ فليس فقط لغزة يحسب انها المدينة الاكثر تاثيرا في النضال الفلسطيني ضد الاحتلال ولكن غزة، جزء اصيل من شعب امامه الكثير حتى يتخلص من احتلال متوطن ليس ككل الاحتلالات التي شهدها العالم في القرن الماضي بالخصوص، فهو مجموعة من اللصوص جاؤوا هنا بدعم دولي استعماري واقاموا فوق الارض بطرق غير شرعية وغير قانونية، واعطاهم سيدهم الابيض دولة باسمه وقانونه واخيرا منحهم عاصمة هم لا يستحقونها ويعتبرون هذا كثير عليهم.
لذا والكل يدرك ان غزة تعرضت الى اطول حصار في العصر الحديث وهو عصر يكاد فيه الناس يرون كل شىء ويسمعون في ظل التطور التكنولوجي الهائل ولكن ما الذي حصر في قلوب الناس واين الحكام من مسالة الانسانية؟ الا ان تكون انسانيتهم قد كبرت او قتلت في ظل خوفهم وغياب الشرعية عن حكمهم، فالاحتلال قائم على القوة والهمجية في التعامل وسلب الحقوق، ولكن لماذا الاخرين يحاصرون غزة ولا يقدمون لها المساعدة وخاصة نحن ابناء الجزء المحتل في الضفة او عرب الثماني واربعين، اوليس هؤلاء جزء اصيل منها، ام ان الانقسام صار على نحو مناهج الحكم التاريخي او سنة العبودية لله، لهم دينهم ولي ديني. وخاصة في ظل الانقسام بين فتح وحماس.
لكن، لنكن متعقلون الان وليس كما قبل بل اكثر بكثير، ان القضية الفلسطينية في اخطر اوقاتها، وان لم نتنبه الى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ومحاصرة هذه الاحتلال واعوانه من تبعات نقل السفارة وغيرها، سنجد انفسنا في الضفة كما هم اخواننا في عرب اسرائيل وغزة ستكون خارج الحسابات بتاتا، وبالتالي سيكون علينا ان نخسر كل شىء وبايدينا، ووقتها وكما تم دخول نفق اوسلو بلا وعي او تفكير او خطط، لن يكون مجديا التراجع، وهذا التوجه يحتاج الى تضحيات كبيرة من قيادة الفصائل في الالتقاء على وجود قيادات جديدة اكثر وعي واكثر عملا وطنيا قائم على المصالح الوطنية وليس الشخصية، وهنا لا نشكك في وطنية احد، ولكن هناك تجارب شخصية فاشلة، لا يمكن ان يكون لها اثار على الوطن بل يجب ان تنحصر في تجارب الشخص نفسه دون غيره، او ان لا تجر الى واقع الناس.
فغزة التي دوما كانت وما تزال تقدم الشهداء وهي الشوكة في حلق الاعداء لا يجب ان يقطع عنها رواتبها ومواردها المالية ويمكن البحث عن حلول اكثر مجدية من معاقبة الناس وتجويعهم بهذه الطريقة، وغزة ستكون معقلنا في هزم او دحر او وقف تقدم الصهاينة الى امتدادنا العربي والاسلامي، وستكون عون الجميع دوما وفي المقدمة، وعليه يلزم ان يتم رفض الاجراءات والصرف للناس حتى يحلحلوا اوضاعهم التي ليست بالسليمة قبل قطع الرواتب لتكون سليمة بعدها.
فلم يتبقى سوى للعقلاء ان يبادروا بقوة، وان لم يحصل ذلك سيكون الجميع في ميزان ليس العقل فيه، بل الجنون في نهاية الحلم الفلسطيني، وهي اثار لن تقف على حدود غزة اولا بل ستمتد الى كل فلسطيني والمنطقة برمتها، وغزة لن يسقط ابناءها الا شهداء او ان يظلوا منتصرين لقضية فلسطين، والمجد للشهداء والشفاء للجرحى.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017