الرئيسية / مقالات
"قصة طالب عصامي و شجاع /الأول على خريجي جامعة النجاح الوطنية/الفوج الثامن والثلاثين بمجموع 4/4 "
تاريخ النشر: الأربعاء 04/07/2018 17:37
"قصة  طالب عصامي و  شجاع /الأول على خريجي جامعة النجاح الوطنية/الفوج الثامن والثلاثين بمجموع 4/4   "
"قصة طالب عصامي و شجاع /الأول على خريجي جامعة النجاح الوطنية/الفوج الثامن والثلاثين بمجموع 4/4 "

* الطالب معتصم غوادره من قرية بير الباشا الوادعة والمتربعة على خصر سهل مرج بن عامر الأخضر . بجانب الطريق الممتد بين مدخل قرية عرابة ومثلث شهداء الجيش العراقي البطل. المكان الذي سطرت الكرامة فيه على أبواب جنين القسام أبجديات للعز والكرامة .
* يعتلي معتصم غوادره هذا العام صهوة المركز الأول في ركب خريجي جامعة النجاح الوطنية / الفوج الثامن والثلاثين بمجموع 4/4.
* قصتة ليست عادية او صغيرة ، هي رواية وتفاصيل متكاملة الأطراف عن شاب مكافح وصابر .انتصر على قساوة وظروف الحياة الصعبة التي عاشها منذ ولادته حتى تخرجه. هي حكاية شاب فلسطيني نحت من الصخر طريقا نحو الإبداع والتميز والموهبة والتألق والانتصار .
* أديب وشاعر وروائي ومسرحي وباحث يتميز بقدرته على تطويع اللغة ووصف المشاعر و الاحاسيس والأمكنة وتصوير الطبيعة وبعث الحياة في التاريخ والتراث .
* يحتاج من وطنه ومؤسساته واثريائه الاحتضان والدعم لإكمال دراساته العليا .وتحقيق آماله وطموحه في أن يصبح علامة مضيئة في عالم الأدب والعلم والتربية والتعليم والبحث والإعلام.


* سألت معتصم غوادره عن السر الكامن في تألقه وإبداعه وعن أسباب تميزه وعن محطات حياته، موسيقاها الحلوة والحزينة والبريئة، سألته عن الطفولة والأسرة والمدرسة والأرض، عن الأحلام والآمال والألام.
*سيدتي الجميلة فلسطين :- مدي يديك الدافئتين الرائعتين الصابرتين إلى أحد فرسانك البسطاء الطيبين ، وامنحيه رعايتك الماسية وحبك السرمدي . قدماه الثابتتان تسيران بثقة نحو العلى . وصوت اسرته الممتدة يسربله بالدعاء والأمل والإيمان.
* كتب الفارس الشجاع معتصم غوادره يقول " نشأتُ في أسرة متواضعة، لأبٍ مزارع، وأُمٍّ تعينه على شقاء الدنيا، فقد أنجَبا ثلاثةَ عشرَ طفلًا، كنتُ أنا تاسعَهم، لم أعش طفولتي في قريتي(بير الباشا) كغيري من الأطفال، بل عشتُ طفولة قاسية، إلى حدٍّ ما، كنت أساعد أبي في الزراعة والفلاحة، وانكببتُ على شيئين منذ الصف الأول الابتدائي؛ العمل والدراسة، وعمل الطفل عندهم لا يضير، ولذلك كنتُ دائمًا أحرص على إتقانه خيرَ إتقان، وأسعى إلى أن أثبت نفسي، وأعوض النقص بتفوقي، كنتُ أنافس على الأول ولا أقبل على نفسي أي تقصير، ثم مضيتُ أكافح، وتعرفتُ إلى أستاذ في اللغة العربية، هو أ.ربيع فشافشة، لمس فيّ نهمي للعلم، وكنتُ أجد في العربية مكانًا لا يشاطرني فيه أحد، أستفسر عن أمور تثير دهشة أستاذي، ولم أشَأْ يومًا أن تفوتني حصة، حتى إن المدير كان يأتي ليأخذني لأمر ما من حصتها، فكنتُ أرفض تركها قطُّ، فصار عندما يأتي ينظر، إن كانت الحصة في العربية، غادر؛ لأنه يعرف حبي لها، وأخذت في المرحلة الثانوية أطور ذاتي، فشاركتُ في ثلاث مسرحيات، بدور بارز، وكان لنا مركزُ فوزٍ بها، وأتيحت لي فرصة لأحارب عمالة الأطفال في قريتي، وأمثل مدرستي بمشروع لتوعية الأهل، ولمكافحة عمالة أطفالهم، ومن ثَمَّ جاءت مرحلة التوجيهي الأدبي، التي كنت أطمح فيها أن أكون من الطلاب العشر الأوائل، ولكن شاء الله أن أنقص عُشرًا عنهم، وحصلت على 99.2 ، وهذه درجة ينافح لها الأهل، وينصح الأقارب لأجل العلامة بتخصص ملائم، فقد أرادوا لي أن أدرس محاماة، وسألوا عن الطب! ولكن رغبتي أصرّت على أمرين؛ الأدب العربي، وفي جامعة النجاح الوطنية، حتى لو كنت قد حصلت على 99.8 .
وسجلتُ ما أردتُ، وعرفتُ أن لي في ما اخترت الخير والتميز، وأدركت أنني لن أنال العلم إلا بالذكاء، والحرص، والافتقار، والغربة، وتلقين الأساتذة، وطول الزمان، وكنت أُعِدُّ كُتبًا خارجيةً كثيرة، أقرؤها، ولا أكتفي بأن أكون طالبًا عاديًّا، بل أقوم بشرح محاضرة دون خوف أو ضجر، أقرأ ساعات كثيرة بصبر جميل، وبرغبة ملحاح، ثم أخذتُ أسعى ألا أكونَ عبدَ علامة، وطورتُ قدرتي البحثية، وموهبتي الشعرية، فقد شاركتُ في المؤتمر الإبداعي البحثي الأول في جامعة الاستقلال بأريحا، وحصلتُ على الجائزة الأولى، وبدأتُ أكتب الشعر الفصيح في السنة الثانية من الجامعة، وشاركتُ بعدة مؤتمرات وندوات شعرية، عن السجون، والقدس، وغيرها .
أما المحاضرة فكانت بالنسبة لي شيئًا مقدسًا، يكاد الزاجل يخلو من الغياب، وكنت مُريدًا يحرص على كل كلمة تخرج من فم شيوخه، أسجل الملحوظات، وأناقش، وأبحث في بطون الكتب عن الصواب، وأتجنب اللحن في الحديث، وأشرح محاضرات بلغة سليمة، ومن مصادر ومراجع موثوقة، ألزم أستاذي، وأطلب العلم والمعرفة دون خجل، ولم تكن العلامة همًّا يؤرقني، بقدر أن أحصل على العلم السديد، فكان لزامًا عليّ أن أتخرج في جامعتي بمعدل 4/4 في جميع الفصول، وأن أكون الطالب الأول على الجامعة، وأما الآن فسائرٌ إلى الدراسات العليا، وهدفي الرئيس أن أبحث وأكتب، وآتي بما هو جديد، ومع هذا كله أنا مدركٌ تمامًا أنّ أي شهادة، وإن كانت الدكتوراه، ستكون بداية لي، وليست نهاية، بداية العمل الأكثر عمقًا، وبداية تطوير مقدرتي العلمية والبحثية".

نص د. عدنان ملحم .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017