الرئيسية / مقالات
"اتعلموا" من منتخبنا بقلم: رامي مهداوي
تاريخ النشر: السبت 07/06/2014 09:29
"اتعلموا" من منتخبنا بقلم: رامي مهداوي
"اتعلموا" من منتخبنا بقلم: رامي مهداوي

 خلال الأسبوع الماضي حدث العديد من التطورات والأحداث الحساسة ـ والخطيرة حسب رأيي ـ التي ستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على كينونة المجتمع الفلسطيني خلال الأشهر والسنوات القادمة، وأهم حدث إيجابي مفرح لنا كشعب فلسطيني هو تأهل منتخبنا الفلسطيني لكرة القدم لنهائيات أمم آسيا ـ استراليا 2015 ـ للمرة الأولى في تاريخه بعد تتويجه بلقب بطولة كأس التحدي بفوزه في المباراة النهائية على منتخب الفلبين بهدف نظيف سجله اللاعب أشرف نعمان في الدقيقة 58 من ضربة حرة مباشرة، وبهذا حقق المنتخب الفلسطيني ـ الفدائي ـ قفزة هائلة في تصنيف "الفيفا" بالارتقاء 71 مركزاً.
قررت أن أنظر الى المنتخب بعين والأحداث التي مررنا بها خلال الفترة الزمنية ذاتها بعين، لهذا استعنت بالصديق المعلق الرياضي الشاب الواعد خليل جاد الله كونه يمتلك عينا ولسانا وعقلا رياضيا في معرفة تفاصيل كرة القدم الفلسطينية. هذه محاولة قد تكون اللوحة غير مكتملة لكن من المهم النظر لها وعلى المهتمين والمختصين النظر بعين المجهر لاستثمارها نحو التقدم والبناء ليس فقط على صعيد كرة القدم وإنما الملعب السياسي الفلسطيني.
من الناحية السياسية الوطنية، اللاعبون جعلوا الوطن أولوية وفقط "روحهم القتالية" و"فدائيتهم" هي التي جلبت الكأس، وبدل ما يطلّعوا ع الظروف وتكون الهم حجّة للفشل (سوء التحضير وقلة المباريات الودية)، بالعكس أخذوها حافز الهم وقالوا "احنا قد التحدي"، عكس ما بصير مثلا بجولات المصالحة التي استمرت لسنوات ومع أول مطب بتتفركش.
وعلى الرغم ان اللاعبين جايين من أماكن كثيرة، وبالتالي عادات وثقافات مختلفة، مثلا في من الضفة الغربية وفي من القدس وفي من الداخل 48 وفي من غزة وفي من الشتات (السويد وبولندا)، إلا أنهم توحدوا بالهدف الكبير مش بقيمة النزعة للبلد او المنطقة او الحيّ، وما في ابن غزة وضفة... ما تنسوا ابن قريتي شويكة كان يلعب برضه اللي تعرفت عليه بالصدفة عمر جعرون.... أولها بسبب شقاره فكرته مش فلسطيني وبلعب معنا بالغلط... بعديها سألت عنه طلع صنع في شويكة.
اللاعبون كمان انتصروا للقضية الفلسطينية بشكل عام ولقضية الأسرى بشكل خاص، الاحتلال اعتقل لاعبنا سامح مراعبة، واللاعبون بواجبهم الوطني والإنساني قبل كل مباراة وبعدها كانوا يقولون الفوز الماضي او الجاي هو إهداء لسامح. وهنا يجب أن أشيد بكل قوة باللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ليس فقط لتطوير كرة القدم الفلسطينية، وإنما أيضاً لدمجه كرة القدم بالسياسة مع لياقة عالية، ففي كل المحافل الدولية يقوم بتعرية الاحتلال بشكل عام وما يقوم به هذا المحتل من اعتقالات ومنع سفر اللاعبين بشكل خاص.
المنتخب الوطني انتزع حب الجمهور هناك، انتزع لأنه كان مثالا "قويا" للإرادة الفلسطينية، ولقينا كل مرة آلاف بشجعوا فلسطين بالملعب من المالديف تحديداً، اللاعبون كلهم كانوا فاهمين تماماً شو بعملوا. حتى عند التحضيرات كانوا يقولون بدنا ناخد الكأس. النفس الواحد والرجولة والتحدي كانت سبب في النجاح.
من الناحية الرياضية، الخطوط كلها كانت مكتملة، الدفاع والوسط والهجوم وقبلهم حارس المرمى. الجهد كان يتوزع بين اللاعبين بالرغم انه أشرف نعمان سجل معظم الأهداف... لكن لولا قوة الدفاع وما دخل فينا أهداف ما كنا بنفوز... يعني "التكامل" هو الصح.... وهذا هو الدرس الغائب أو المغيب بعمد عند أغلب صانعي الأحداث الماضية على الصعيد السياسي، فكل "أنا" كانت تبحث عن الحفاظ على ذاتها وليس ذاتنا الفلسطينية على الرغم بأن الظاهر هو المصلحة العامة عند البعض؟!
توزيع الجهد. كل مباراة كان المدرب يدخل بتشكيلة.. لكن على صعيد الأحداث الماضية فنحن ارتبطنا بالحفاظ على الشخوص وليس الهدف، على الرغم بأن الهدف لن ولم يتحقق اذا ما تمت معرفة إمكانيات كل فرد. وهنا أيضاً أقف احتراما لمدرب منتخبنا جمال محمود الذي قام بالاستغلال الأمثل للموارد "اللاعبين" فقد قام المدرب بإشراك 18 لاعبا في البطولة، يعني ما حدا راح ع المالديف بدون لازمة. المنتخب نجح كمان لأنه بالمرة ما اطلع ع الحزبية والفئوية... ما عمرنا سمعنا عن مشكلة مثلا بين لاعبين على هالأساس.... أو انت عائد وأنا لاجئ... الهدف الواضح والتضحية هي إلي ربحتهم.
يعني بشكل مختصر شوي بنقدر انه قضية الأسرى وحدت اللاعبين... لقيوا لحالهم قضية توحدهم. العلم. نشيد فدائي. تاريخ الرياضة بفلسطين وشو كانت تعاني. قارنوا بين رياضيتنا ورياضة العدو وكيف لسا قبل شهر فريق "إسرائيلي" فاز بلقب كرة السلة بأوروبا (مكابي تل أبيب) فحبوا يعملوا اشي يرفع اسم بلدهم. بالطريقة الصحيحة والنظيفة وبدون "أنانية". وبالنهاية احنا وصلنا أمم آسيا واحنا الشعب المحتل ولسا إسرائيل ما وصلت أمم أوروبا. النجاح كان نجاح الاتفاق على دافع واحد ونجاح المجموعة كلها....
وكما هو كل عمل يخرج لك المزايدون بكلمات تدميرية مثل" يعني هيك حررتوها"، "بدنا انشوفهم شو بدهم يعملوووو مقابل الصين واليابان والعراق....الخ" الى كل المزايدين والى بعض رجال السياسة وأصحاب المصالح أقول: اتعلموا من منتخبنا... 
للتواصل:
بريد الكترونيmehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017