الرئيسية / مقالات
فجر الضفة في بيرزيت
تاريخ النشر: الأربعاء 11/09/2019 09:57
فجر الضفة في بيرزيت
فجر الضفة في بيرزيت

د. خالد معالي

تصدرت جامعة بيرزيت اخبار الاعتقالات الاسبوع الماضي، ففي كل ساعة تمر من ساعات الفجر بالضفة الغربية تكون على موعد طرق ابواب البيوت بشدة وعنف، وجرح وقد تصل لحالات استشهاد، يصاحبها اعتقال الشبان والفتيات، وحتى دكتورة في جامعة كما حصل مع وداد البرغوثي.

فجر الحرية للضفة الغربية وبقية فلسطين المحتلة، لن يخرج الا من خلال مؤمنين بقضيتهم، ويضحون لاجلها، وهذا لن يكون بالجهل، بل بالعلم ومعرفة طرق واساليب كنس الاحتلال، واستلهام تجارب الامم السابقة واخيار الانسب منها للحالة الفلسطينية.

كيف نفسر اعتقال الاحتلال، دكتورة الإعلام في جامعة بيرزيت وداد البرغوثي، وطالبتي الإعلام ميس أبو غوش، وسماح جرادات، سوى ان الاحتلال ضاق ذرعا حتى بطالبات فلسطينيات مثقفات واعيات كل جريمتهن انهن احببن وطنهن.

فجر الضفة الغربية هو كفجر جامعة بيرزيت، صعب جدا، لكنه يحمل معه الامل بقرب التحرير رغم صعوبة المرحلة، فتصور انك كطالب في منزلك وبين احضان عائلتك نائما، ويدق بابك منزلك بعنف، ضيفا غير مرغوب فيه ومجبر ان تفتح له الابواب وإلا فجروها، ليصحى اطفالك على "وجوه عليها غبرة، ترهقها قترة"، مرعبة ومخيفة، ومن ثم يقتادوك تحت تهديدي السلاح للتحقيق العنيف.

جامعة بيرزيت كبقية جامعات الوطن قدمت خيرة ابنائها شهداء واسرى، ومن بينهم الشهيد القائد يحيى عياش، وغيره الكثير.

ليس عيبا ان تشارك المرأة الى جانب الرجل في العمل للوطن، ولكن العيب هو ان تسود ثقافة ما باليد حيلة، وان الاحتلال قوي ولا يقارع، فثقافة الاستسلام لها روادها – باتوا كثر - خاصة في ظل المرحلة الحالية من التراجع المخيف على كافة المستويات.

تكمن مصلحة الوطن في ان يقوم الجميع بالتضحية لاجله، سواء كان عامل ام طالب ام موظف، فلا حياة مع العبودية، ومن يعشق صعود الجبال لا يخشى الكسور، والصخور العالية، ولا المعيقات، بل يستعد للتغلب عليها ومواجهة التحديات بنفس هادئة وقلب مؤمن، وعقل متزن يتخذ قرارات حكيمة وليست ارتجالية.

بير زيت خرجت امس تضامنا مع الاسرى في مسيرة وتظاهرة شمال رام الله، استنكارا للاهمال الطبي للاسرى الذي اودى بحياة الاسير الشهيد بسام السايح من نابلس، فهي كانت دوما تقدم ولا تبخل للوطن، وبشكل عام فان الحركة الطلابية في الضفة الغربية لها تاريخ عريق في قيادة العمل المقاوم بمختلف اشكاله.

منطقيا يعزى تراجع المقاومة في الضفة الذي نلمسه في السنوات الأخيرة مقترنا بتراجع دور طلبة الجامعات في المقاومة، فكلما زاد وعي وعمل وحراك الطلبة زادت اعمال المقاومة في طرق ومدن وقرى الضفة، والعكس صحيح.

هل يعقل؟! وهل حصل ولو حالة واحدة في التاريخ أن صمت وقبل شعب بمحتل غاصب ولم يقاومه بكل الطرق والوسائل المتاحة؟!

اصعب ساعات في الضفة هي ساعات الفجر الاولى على مدن وقرى وبلدات الضفة؛ فحملات الاعتقال المسعورة تطال الصغير والكبير، ولا تدع حتى الأطفال الصغار ولا الفتيات ولا النساء، فكل محرم وممنوع ولا يجوز، هو حلال في عرف الاحتلال الظالم.

تصاعد حملات الاعتقال اليومية في مختلف مدن الضفة الغربية؛ والتي يصل معدلها اليومي لأكثر من 20 مواطنا، مؤشر على أن الضفة تقلق الاحتلال؛ ولذلك يسارع لقتل والتخلص من قلقه هذا؛ عبر حملات اعتقال مسعورة يومية خاصة مع اقتراب موعد انتخابات الاحتلال بعد ايام.

لو كانت الضفة الغربية لا تشكل الضفة خطرا حاليا ومستقبليا على دولة الاحتلال؛ لما قام بهكذا حملات اعتقال كبيرة العدد بشكل لافت، لتكون التهم الموجهة لهم تعبر عن خوف وعجز دولة الاحتلال بشكل دفع "نتنياهو" للخوف على مستقبل كيانه المتهالك، اكثر من خوفه على خسارة الانتخابات القادمة.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017