الرئيسية / مقالات
سيدي الرئيس كيف لك وأنى يكون "ليل الضفة مظلم وطويل" ونهار غزة كليلها ....كتب / جمال ريان
تاريخ النشر: الجمعة 18/07/2014 07:07
سيدي الرئيس كيف لك وأنى يكون "ليل الضفة مظلم وطويل" ونهار غزة كليلها ....كتب / جمال ريان
سيدي الرئيس كيف لك وأنى يكون "ليل الضفة مظلم وطويل" ونهار غزة كليلها ....كتب / جمال ريان

 


إن عصف الانتفاضة وما تخلله من تحركات سياسية غامضة من معادلة الحلم الوطني الفلسطيني وانقلابها من إستراتيجية للتحرير الشامل لكامل ارض فلسطين المُحتلة إلى التكتيكات السياسية المتواطئة من القادة العرب مع العدو والتي قادت وتقود الوجود الفلسطيني برمته إلى ضياع وطني عارم. فربما كانت العديد من  المواقف الفلسطينية المعاكسة لطموحات الشعب على حساب منطق الانتفاضة الشعبية الصادقة في حربها ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما كان انقلاب الحلم الفلسطيني- من تحرير الوطن السليب إلى المساومة عليه- صفعة كبرى للوعي الوطني الفلسطيني الذي نشأ وترعرع في أحضان أدبيات ثورية تُحرّم المساومة على تراب الوطن, وتُجرّم خيانة عهده المقدس. هكذا تحوّل الوطني بالأمس إلى صورة تجسد عدوه اليوم, وبات أداة فاعلة لكسر الإرادة الشعبية وتفريغ الوجدان الجمعي من حلمه الوطني. وهكذا ارتعش صواب الشعب إزاء الانقلاب المفاجئ لمعادلة الحرب والسلام.

فكان من شبه المستحيل تقبل احتمال أن تكون ذاكرتنا الوطنية الفلسطينية وهمية, أو أن أدبيات نضالنا الفلسطيني هراء مرحلي, أو أن شعاراتنا الوطنية كذبة كاذبة. لهذا انشق الوجدان الجمعي الفلسطيني بشكل عميق وصامت بسبب انهيار طواويس الخطاب السياسي الفلسطيني الذين كانوا يزعمون أنهم عازمون على تحرير كل شبر من أرض فلسطين. وأدى الانبطاح السياسي إلى أزمة فكرية.

 

فمنذ انفجار الوضع في الضفة الغربية المحتلة وعلى وجه التحديد في محافظة الخليل بعد مسرحية فقدان ثلاثة من المستوطنين المتطرفين في  , 12 يونيو/حزيران  والذين لاتزال دائرة الشك تدور حول مقتلهم في حادث سيرعلى طريق ايلات  في تاريخ 05 يونيو/حزيران 2014. حيث تكتمت وسائل الاعلام العبرية انذاك على نشر أي تفاصيل حول اسماء القتلى او ذكر مراسم الدفن او حتى نشر تفاصيل ولو بسيطه حول اختفائهم والعثور عليهم وكأنه المخطط كان جاهز بانتظار الدخول لحيز التنفيذ للجم اصوات المصالحة وقطع الطريق على زيارة الرئيس عباس الى قطاع غزة لتنفيذ اهم الخطوات فيها , حيث اعتبرتها حكومة الاحتلال ضربة كان لا بد من ردها .

وكانت البداية في توسيع البحث لمدة تزيد عن عشرون يوماً واعتقال معظم القيادات في حركة حماس وبدء توجيه الضربة العسكرية لقطاع .

لأكثر من سبب واهمها اعادة ماء الوجه للحكومة الاسرائيلية بعودة اعتقال كافة الاسرى المحررين في صفقة وفاء الاحرار للمقايضه عليهم من جديد في حال كان هناك أي عمليات خطف او اسر لاي من الجنود في المرحلة المقبلة , كما أن سيطرة حماس على مجريات الوضع الأمني والمعيشي في غزة , جعل من حكومة الاحتلال ذريعة اخرى للتخلص من القوة السائده هناك وبتر الساق الساعي لقبول المصالحة , في حين ابقت اسرائيل على الثلاثة المفقودين في جوف الارض وأخرجتهم بعد عدة اسابيع , والملفت بالامر بأن لا جنازات رسميه ولا صور بثت لجثامينهم , علماً ان اسرائيل تتعامل بذكاء اعلامي خارق وهذه كانت الفرصة الاكبر لها باظهار صور الجثامين خاصة بعد ان ادعت انه تم قتل المفقودين في نفس الساعة التي زعمت انهم اختطفوا فيها , ومع ذلك بقى التساؤل يبحث عن اجابات بلا مجيب.

قد تكون هذه المجريات اتت بعد ردة الفعل من قبل الرئيس الفلسطيني بإقالة حكومة الوحدة وتشكيل حكومة الوحدة التي أعلنها وما تبع ذلك من تهديدات من قبل حكومة الاحتلال.ومع عدم تجاوب الرئيس مع دعوات ايقاف اتفاق المصالحة كان لابد من التدخل الاسرائيلي للحول دون اتمام الاتفاق , ولكن عدم تحدد موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التصعيد العسكري والعدوان على الضفة وغزة كان له تداعيات صماء في الوسط الفلسطيني الذي ابدى عدم ارتياحه لعدم الخروج باي ردة فعل او حتى موقف جاد للحول من تصاعد العدوان وتزايد الشهداء وبقي السؤال

يا سيدي الرئيس كيف لك أن تصبر على سماع انات الاطفال ودموع الامهات واوجاع الحسرات وعذابات اباء على فقدان اكباد ؟ وأنى يكون لك ان تنام وأبناء شعبك يتعذبون ويذبحون ؟؟ وكيف يكون لنا موقف ثابت واعلام هادف يفضح جرائم لا يغفرها التاريخ ؟.

صمدت غزة وهللت بالنصر المؤزر

استمر العدوان وتزايد وكانت رهبة الطائرات التي تدك كل اطياف البشر دون تمييز , وسحابات الدخان التي تصاعدت  في سماء ارض تحولت لبحر دماء . وما لبثت حتى أن خرجت الايادي المتوضئة لتقول كلمتها وتجعل من سراويل اليهود مسابح للبول , حتى أن وصل الحال لتصاعد الدعوات بوقف القتال , فهل من قتال في غزة ؟؟ وما يدور سوى قتل وتدمير وليس قتال .لان عمليات القصف البري والبحري والجوي والحرب النفسية التي تستخدمها دولة الاحتلال اكبر الدلالات على ان اسرائيل تملك بنك معلومات يرصد تحركات الاطفال والنساء والشيوخ في حين تقصف المقاومة اهدافها دون ان تعي اسرائيل بكل امكانياتها التكنولوجية حصر مواقع اطلاق الصواريخ وكأنها تخرج من جيوب المقاومين , وهذا دلالة النصر في المقاومة , ومع كل ذلك تتزايد التراشقات هنا وهناك حول صنيعة الصواريخ التي تدك المغتصبات ومدى تأثيرها , فحسبها انها زرعت الرعب ودمرت الاقتصاد وشلت الحركة في كافة الاراضي الفلسطينية التي تقام عليها دولة الكيان المحتل.

 

من هنا لا بد يا سيدي الرئيس ادعوك بحرقة على شلالات الدم النازف في غزة هاشم أن تقف وأن تشحن الناقة الف الف طن وان تفتح عينيك على مسيرة الدرب فلم يكن الموقف ابداً سيئاً بل عليك ان تشد الخطى وتحكم القرار  فانت للقرار صانع ولا شك بانك تحتكم سياسياً وتملك النفوذ الشعبية فسر بما شاء الله لك وقدر ولا تلتفت خلفك ولا تلتفت للقمم التي لا تصنع سوى الكلام المؤجل .

عد الى غزة واحمل بين راحتيك وردتين وخنجر .. وازرع الورود على قبور شهداء المقاومة والاطفال .. واجعل من خنجرك الف طعنة لمن اراد ان يوقف زحف النضال والمقاومة ليس الا لانها الخيار الاصح يا سيدي.

 

وكن الآن واضحا على ما تراهن لتحقيق النجاح. فهل تراهن على تنازلات إسرائيلية جوهرية بمستوى خطة السلام العربية تحقق انسحابا كاملا من الضفة. وماذا عن حق العودة يا سيدي وحرية الاسرى.


تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017