الرئيسية / مقالات
ضد حماس!! صلاح حميدة
تاريخ النشر: الأربعاء 23/07/2014 14:53
ضد حماس!! صلاح حميدة
ضد حماس!! صلاح حميدة


موجة  كبيرة و سيل جارف من الدعاية المخابراتية الموجّهة ضد حركة "حماس" تجتاح فلسطين مُنذ أسر المستوطنين الثلاثة في الخليل، و تتزايد طردياً كلما توسع العدوان على قطاع غزة، و كلما زادت خسائر الاحتلال و زاد تصميم المقاومة الفلسطينية على إلحاق الهزيمة به و رفض الاستسلام، و تتنوّع تلك الدعاية بين كبريت (حماس تشعل الضفة) أو ( حلويات رخيصة) للأطفال تتضمن جمل تحريضية، أو نشرات دعائية تلقيها الطائرات، أو عبر ناطقين إعلاميين، و انتهاءً بما يجري عبر وسائل التواصل الاجتماعي من رسوم و صور تتضمن كلاماً يهدف للنيل من صورة قيادات و عناصر حركة"حماس".
لماذا "حماس"؟.. لأنّها العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية، و لأنها تقود عمليّة رفض الرضوخ لمشروع الاحتلال، صمدت في وجه الحصار و الحرب الاعلامية الشعواء من الاحتلال و من حلفائه العرب، أدارت معارك أمنية شرسة معهم، و تنزل بهم خسائر فادحة في معركة العصف المأكول و المعارك التي سبقتها.
هذا الأسلوب ليس جديداً، و يقع ضمن إطار الحرب النفسية التي يشنها الأعداء على الشعوب المعادية، و بالنسبة للفلسطينيين فهي قديمة جديدة و تشتد في أوقات احتدام الصراع، و تهدف لتشويه الوعي و الثقافة الوطنية و عزل المقاومة و قيادتها عن حاضنتها الشعبية، و إظهار الاحتلال و كأنه الحريص على الشعب و أنّ المقاومة هي سبب مآسيه.
شهدت انتفاضة الحجارة (1987م) حرباً إعلامية على حركة "حماس" من قبل الاحتلال و عملائه، و كانت توزع منشورات و رسومات تحمل تلك المضامين،  و كان عملاؤها يكتبون شعارات على الجدران ( حماس بلا لباس) و ( حماس بساس) و كان ذلك في ذروة العمليات العسكرية للقسام أواسط تسعينيات القرن الماضي، و هي دعاية تسعى لترسيخ صورة مُناقضة لواقع الحماسة و الشجاعة و الحِشمة التي تتجسد في فعل و تسمية "حماس" كحركة إسلامية التوجه، لذلك تعتبر الحملة الحالية امتداداً لتلك.
من خلال متابعتي لتلك الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي المدفوعة الأجر و المُدارة من قبل جهات مخابراتية معادية للمقاومة و للشعب الفلسطيني، و ظهرت في ذروة معركة غزة حامية الوطيس، و التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لمجازر و جرائم و مؤامرات غير مسبوقة، و يحاول الاحتلال من خلالها إظهار المقاومة كمن يتركهم يقتلون و تهدم بيوتهم و هو يعيش في أجواء مغايرة من الراحة و الثراء و الدَّعَة.
 
جزء كبير من تلك الدعاية فيه نوع من الإسقاط النفسي، فالذي تعرى أمام العالم كله و أصبح بدون (لباس) هو الاحتلال، و من يطلق جنوده النار على أنفسهم و يهرب إلى الملاجىء و يفر جنوده من المعركة مثل ( البساس) هم  جنود العدو الإسرائيلي، و نسي من أعدوا تلك الدعاية البدائية أنّهم دمّروا بيوت كل قيادات و عناصر القسام في قطاع غزة و شردوا عائلاتهم و قتلوا الكثير من أبنائهم و اغتالوا الكثير من قياداتهم قبل و مع بداية الحرب على غزة، و نسي هؤلاء أنّ قيادة المقاومة في غزة صنعت ( القُدوة)  للشعب الفلسطيني، فهي قيادة تقاتل و أبناؤها قبل شعبها، تستشهد قبله، و يهدم بيتها قبله،و تقف في الصف المتقدم كالدرع  دفاعاً عن حقوقه، و ترفض أن تساوم عليها مقابل امتيازات لها، و تتمسك بتلك الحقوق و المطالب و تقاتل و تُقتل من أجل تحقيقها حتى لو وقف العالم كله ضدها.
 
كما أنّ الشعب الفلسطيني يرى مَن الذي يدافع عنه و يقاتل من أجل حريته بأم عينه، و يرى من يحاصره و من يقتله و من يتآمر عليه، و يرى الطائرات التي تقصف بيوته و الجنود الذين يقتلون أبناءها، و يرى قيادة المقاومة و جنودها يحقنونه بالكرامة و العزة، تلك السلعة التي لا تقدّر بثمن، فلأول مرة يرى جيشه الذي يدافع عنه يصنع صواريخه و طائراته و يصمد أمام أقوى جيش في المنطقة لسنوات، بينما  انهارت أمامه جيوش في ساعات.
 
أهم ما تفعله المقاومة الفلسطينية أنّها تعزز و تقوّي مناعة الشعب الفلسطيني ضد اختراقات الاحتلال المادية و المعنوية و الثقافية، ومحاولات الاحتلال  خرق ذلك الوعي و تلك الثقافة في ذروة المعركة و قمة النشوة و الشعور بالعزة و الكرامة لا أمل له بإحداث الأثر المطلوب، لأنّ ثقافة المقاومة اكتسبت رصيداً إضافياً في الشارع و في الوعي الثقافة  الشعبية الفلسطينية، و اكتسبت مصداقيتها من الإنجازات و التضحيات و الصمود،  و هذه كفيلة بتحطيم الدعاية الفارغة من عدو مجرم و مهزوم، يهرب جنوده من أمام مقاتلي المقاومة ليطلقوا قذائفهم لقتل الأطفال و النساء.
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017