الرئيسية / مقالات
"صفقة ترامب" وحقوقنا الثابتة
تاريخ النشر: الأربعاء 05/02/2020 05:47
"صفقة ترامب" وحقوقنا الثابتة
"صفقة ترامب" وحقوقنا الثابتة

ياسر أبوبكر
يطالب الفلسطينيون بأن يكون لهم مقعد بين الأمم، وهم بمطالبتهم هذه لا يأتون بجديد تاريخيا فميثاق الأمم المتحدة قد نصّ على حق تقرير المصير للشعوب.
وفلسطين الواقعة تحت الاحتلال من أواخر الدول المحتلة في العالم، والتي بحقوقها الثابتة غير القابلة للتصرف اتجهت الى الأمام لنختار السلام بعد رحلة طويلة من حرب الشعب طويلة الأمد والكفاح المسلح، ولم يكن خيارها بالسلام والعمل السلمي الا نتيجة لفهم ووعي بمتغيرات الحال وعوامل القوة والضعف، وموازين الدول ومصالحها لذلك استقر الفلسطينيون جميعهم تقريبا على 22% من مساحة فلسطين ليقيموا عليها الدولة الفلسطينية وفق القرار الاممي 242، فنالوا الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب بالامم المتحدة عام 2012.
المشاريع تلو المشاريع التصفوية لهذا الحق الفلسطيني لم تكن الا لتُداس من قبل أرجل الأطفال في فلسطين قبل الشباب والكبار، وذلك لأن خيار السلام لدى الفلسطينيين الذين يؤمنون بأرضهم وعدالة قضيتهم قد جعلهم يعيدون بناء مركبّات خطابهم وفق قرارات الشرعية الدولية رغم اجحافها، وبالتالي يحققون التفاف العالم الذي فاق 180دولة تعترف بدولة فلسطين على اراضي 1967 المحتلة.
لم يكن الرئيس الامريكي (ترامب) الأول فيمن يطرح مشاريع تنتقص من حقنا أو قرارنا الفلسطيني الذي أصبح ممثلا للأهداف الفلسطينية بالجزء من بلادنا، فلقد سبقه العشرات وخابوا وهو يلحق بهم ويتقدم عليهم الى الدرجة التي حق فيها مقارنة اعلان بلفور المشؤوم، باعلان او صفقة ترامب المشؤومة التي تجعل من الضفة الفلسطينية عبارة عن جزر صغيرة معزولة في البحر الاسرائيلي، أو كالجبنة السويسرية كما قال الاخ ابو مازن في خطابه.
ان صفقة ترامب أو رؤيته العوراء هي امتداد حقيقي للفكر العنصري الديني الاقصائي الذي لا يرى بالشعوب الثانوية الا تبعا لا يستحقون الحياة إلا بأدنى شروطها وهكذا كان الأمر من المسيحية الانجيلية التي احتقرت اليهود الديانة ثم المسلمين وكلاهما الى الجحيم وهي بالحقيقة المسيحية الصهيونية التي يؤمن بها الرئيس الامريكي واتباعه.
ان الفكر العنصري الاقصائي حين يتراكب مع الفكر الاستعماري الاستعلائي، ومع مركب القوة المتغطرسة ينتج خريطة مشوهة كالمعلاق كتلك التي عرضها (ترامب) والتي في مضامينها ترفض بكل وضوح الاعتراف بالفلسطيني كشعب، وترفض اقامة دولة لهم، وتروج الرواية التوراتية الخرافية بحق الآخرين في بلادنا، وتستبيح المسجد الأقصى وتبني في الضفة جزرا معزولة وتبقى السيادة على الارض والبحر والسماء للإسرائيليين مضافا اليها اسقاط حق اللاجئين واغتصاب القدس.
إن الحقوق لا تتقادم والحقوق لا تزول، ومهما علت أصوات القوة الباغية ومهما تخاذل المتخاذلون فأشعلوا نار الفتنة أو الشكوك، أواستنكفوا عن تقديم الدعم، أو مهما رأوا في امتلاء كروشهم أول المنى وآخره، فإن النصر لا محالة قادم والله ناصرنا.
ان العربي والمسلم والمسيحي العاقل في منطقتنا الحضارية، بل والانسان الحر في كل العالم لا يقبل مثل هذا التآمر على شعب صغير كالشعب الفلسطيني، ومهما بدت الموازين مختلّة في ظل مصائب العالم العربي ومحيطه الصاخب، والعالم الاسلامي فإن النصر قريب والنصر آت، فهذا الشعب العربي الفلسطيني هو شعب الجبارين، وشعب النضال والجهاد والرباط الذي يرى فلسطين قريبة، وان رآها المتخاذلون والسماسرة والمنهزمون بعيدة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017