الرئيسية / مقالات
هل فرّط الفلسطينيون بدولتهم؟
تاريخ النشر: الأربعاء 15/07/2020 19:37
هل فرّط الفلسطينيون بدولتهم؟
هل فرّط الفلسطينيون بدولتهم؟

كتبت: تسنيم صعابنة


يعود تاريخ الحكاية لأكثر من مئة عام مضى، فأكبر فصولها بدأ عام 1917 عندما احتلت بريطانيا فلسطين، بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، عندما أصدر جيمس بلفور وعده الشهير برسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في ذلك الوقت، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917.
وجاء في نص الرسالة: "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".

وبعد مرور عام على هذا الوعد، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، لتتبعها موافقة أمريكية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالموافقة في ذات العام، وعلى المستوى العربي، اختلفت ردود الفعل تجاه هذا الوعد بين "الدهشة، والاستنكار، والغضب"، وفق ما جاء في وكالة الأنباء الفلسطينية، وأطلق الفلسطينيون على وعد بلفور وصف "وعد من لا يملك (في إشارة لبريطانيا) لمن لا يستحق (اليهود).
واجتمعت القوى المنتصرة عام 1920 في مؤتمر سان ريمو، فمنحت بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، مما ساعد على إنشاء ما يسمى "بدولة إسرائيل لدى الاحتلال"، وقبل ذلك بسنوات كان الصندوق القومي اليهودي قد اشترى ملايين الدّونمات في فلسطين، ومع إصدار وعد بلفور ارتفعت معدلات الهجرة إلى فلسطين، وعادت بريطانيا عام 1930 لتوصي بهجرة اليهود.
وخلال هذه السنوات خرجت منظمة الكف الأسود، التي كان يقودها عز الدين القسام، وهي جماعة مسلحة فلسطينية تأسست عام 1937م انبثقت عن مجموعات الشيخ القسام، شكلها وقادها (سرور برهم)، ونشطت في مدينة حيفا تحديدا ومن ثم انتقل نشاطها وهجماتها ليشمل شمال فلسطين وكانت مهمتها تتلخص باغتيال رجال العصابات الصهيونية وتصفية سماسرة الأراضي ومهاجمة الحاميات البريطانية، وكانت طرف كبير في مقاومة الانتداب البريطاني والتغلغل الصهيوني شاركت في الحرب الانتدابية 1947-1948 ضد الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية وكانت لها دور كبير في حرب 1948 وكانت مسئولة عن سلسلة هجمات ضد المخافر والمعسكرات البريطانية والمستوطنات الصهيونية عام 1946.
أشهر وأقوى عملياتها :

عملية القطار: هو هجوم على قطار بريطاني أدى لمقتل 25 جندي بريطاني والاستيلاء على القطار المحمل بالأسلحة والذخيرة.
عملية اقتحام معسكر وادي النسناس :اقتحمت جماعة الكف الأسود معسكر وادي النساس في حيفا وقامت بقتل 9 رجال من العصابات الصهيونية و قتل 30 جندي بريطاني ردا على جريمة عصابة الهاجاناة بتفجير حديقة لأطفال في حيفا مما أدى لمقتل 10 أطفال ونساء.
عملية تحرير شارع فيرجن: هو هجوم قامت به جماعة الكف الأسود ضد شارع فيرجن الموجود في مدينة حيفا الذي كان قد احتل من قبل قوات كبيرة من عصابة "الهاجاناة" الصهيونية التي قامت بقتل 15 فلسطيني كانوا في الشارع فقامت جماعة الكف الأسود بهجوم على الشارع فوقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدى إلى مقتل 20 و جرح 50 من رجال العصابات الصهيونية وتم تحرير الشارع.
معركة وادي النسناس: معركة وقعت في 14 مارس 1948 بين (جماعة الكف الأسود والمسلحين من أهالي حيفا ضد قوات الأرغون الصهيونية) التي كانت قد احتلت وادي النسناس في حيفا وبدأت باستخدام المدفعية الثقيلة في قصف حي وادي النسناس فوقعت اشتباكات عنيف جدا بين الطرفين أدت إلى مقتل 110 جنود صهاينة ومقتل "بنحاس رام" قائد قوات الأرغون واستشهاد 60 فلسطيني وتم تحرير وادي النسناس من الصهاينة.
تفجير شركة سوليل بونيه: هو تفجير نفذته الكف الأسود، استهدف شركة سوليل بونيه الصهيونية الموجودة في مدينة حيفا ردا على جريمة عصابة الهاجاناة بتفجير دار السلام العربية في حيفا.
معركة مستوطنة متوسكين: هي معركة اندلعت بين (جماعة الكف الأسود وبعض من المقاتلين الأردنيين ضد العصابات الصهيونية) حيث كان سرور برهم قائد جماعة الكف الأسود و محمد الحنيطي الضابط في الجيش الأردني قد ذهبا لإحضار قافلة من السلاح والمتفجرات ومن بين المتفجرات "لغم يستطيع تفجير بناية مكونة من 14 طابق" وتم إحضار هذه الأسلحة و المتفجرات من بيروت وفي طريق العودة وبالقرب من مستوطنة متوسكين القريبة من مدينة حيفا تعرضت القافلة لكمين من قبل العصابات الصهيونية أدى إلى مقتل 14 مقاتل بمن فيهم محمد الحنيطي ولكن سرور برهم قام بقيادة الشاحنة التي تحمل الأسلحة و المتفجرات وقام باقتحام المستوطنة وتفجير السيارة فيها مما أدى إلى مقتل 355 جندي صهيوني و تدمير معسكر المستوطنة بالكامل وتدمير معمل المتفجرات الموجود فيها.
وعقب اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936 انطلقت بإضراب عام من مدينة يافا، واحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، ففرضت سلطة الانتداب الأحكام العرفية، ومن هنا انطلقت مطالبات الفلسطينيين بدولة مستقلة، بشرط خروج الاحتلال الإسرائيلي، وإعلان دولة فلسطين دون نقصان.
خرجت الأمم المتحدة عام 1947 وأوصت بتقسيم فلسطين إلى دولتين، الأولى فلسطينية والثانية يهودية، بحيث يكون للفلسطينيين 45% من الأراضي الفلسطينية، بينما تخضع مدينة القدس لسيطرة دولية، فرفض الشعب الفلسطيني هذا المشروع مطالبين بكامل الأراضي الفلسطينية.
أعلنت إسرائيل عن استقلالها بعد انتهاء الانتداب البريطاني عام 1948، فتدفقت الجيوش العربية لتحرير فلسطين.
وسيطرت الأردن على الضفة الغربية والقدس الشرقية، وحكمت مصر سيطرتها على قطاع غزة، فيما فرض الاحتلال سيطرته على بقية فلسطين، وفقاً لاتفاقية وادي عربة الموقعة بين المملكة الأردنية والكيان الصهيوني عام 1994، بالإضافة إلى اعتراف المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة واليونسكو والدول العربية والإسلامية، بالوصاية الأردنية على المقدسات الموجودة في مدينة القدس، من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

فبدأ الفلسطينيون بهجمات على إسرائيل، وتصاعدت هذه الهجمات بقوة في الخمسينات من القرن الماضي، وتأسست حركة فتح المسلحة، بقيادة ياسر عرفات عام 1959، ومن ثم منظمة التحرير الفلسطيني، وجيش التحرير الفلسطيني، مما زاد الهجمات ذد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

النكسة هي حرب شنها الاحتلال الإسرائيلي يوم 5 يونيو/حزيران 1967، على ثلاث من دول جوارها العربي، (مصر، سوريا، الأردن،)، دامت ستة أيام، وهزمت فيها الأطراف العربية هزيمة ساحقة، وكان من نتائجها خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي، وتوقفت الحرب مساء يوم 10 يونيو/حزيران، وصدر قرار من مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يونيو/حزيران والذي ينص على إدانة أي تحرك للقوات بعد 10 يونيو/حزيران، وبانتهاء الحرب حقق الاحتلال الإسرائيلي نصراً كبيراً كانت له نتائج مهمة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وخسر العرب في هذه الحرب المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل، أما الخسائر البشرية والعسكرية للحرب فغالب بياناتها قد تضاربت لكونها معلومات سرية.

وبعد النكسة عاد الحديث عن حل الدولتين، دولة عربية ودولة يهودية، ونصت على قيام دولة فلسطين على مناطق الضفة والقدس الشرقية وغزة، وتشكل 22% من أراضي فلسطين، مقابل بالاعتراف بدولة إسرائيل وسيطرتها على 78% من الأراضي، فيما تخضع الأراضي المقدسة تحت حماية دولية، ليرفض الفلسطينيون المقترح الثاني.
تسلم ياسر عرفات قيادة منظمة التحرير الفلسطيني، والذي استقرت في الأردن وزاد نفوذها هناك، والتي أجبرت لاحقاً للخروج إلى جنوب لبنان، عقب أحداث أيلول الأسود، وهي فترة الأحداث المؤسفة والتي شهدت قتالاً دامياً بين القوات الأردنية والمسلحين الفلسطينيين، وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى في حرب استمرت حتى عام 1971.

ووفقاً لموقع ريمكس فلسطين: "في 14 تشرين الأول عام 1974، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني" .وفي 28 تشرين الأول عام 1974، اعترفت قمة الجامعة العربية المنعقدة في الرباط بمنظمة التحرير "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني". وأعلنت منظمة التحرير الفلسطينية في 15 تشرين الثاني عام 1988 "استقلال فلسطين" خلال المؤتمر الـ19 للمجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر .وفي كانون الأول عام 1988، اعترفت المنظمة بإسرائيل وأعلنت تنديدها بالإرهاب. أوصل ذلك إلى تبادل للرسائل عام 1993 بين ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين وأعلنت وقتها منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها بدولة إسرائيل. وفي المقابل اعترف الاحتلال بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .وتسلم محمود عباس رئاسة المنظمة بعد وفاة ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني عام 2004، وما زال رئيسها حتى الوقت الحاضر. (البي بي سي)

 

جدار الفصل
شن الجيش الإسرائيلي عملية الدرع الواقي في الضفة عام 2002، وشرع في تشييد حاجز لمنع الفلسطينيين من الدخول لأراضي 48، ومن ثم جاءت المبادرة العربية التي تعترف بموجبها الدول العربية بالاحتلال (ما يسمى بإسرائيل)، مقابل انسحاب الاحتلال من كل الأراضي التي احتلها عام 1976، والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. (البي بي سي)

وحسب موقع الجزيرة، "صدر قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وحمل اسم "تشريع سفارة القدس 1995″، وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن الرئيس ترامب أن القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، وفي 14 مايو/أيار افتتح مبنى مؤقت صغير للسفارة الأميركية داخل المبنى الذي يضم القنصلية الأميركية الموجودة بالفعل في القدس، على أن يتم في وقت لاحق تأسيس موقع كبير آخر مع نقل باقي السفارة من تل أبيب".

ومن بين الخلافات الدولية، والاتفاقيات الفاشلة، ضاع حلم الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة تمثلهم، فيما ينجح الاحتلال بالتوسع يوماً بعد يوم، وذلك من خلال المستوطنات التي يبنيها في كل مكان، وفي أراضي تاريخها فلسطيني منذ القدم، لبقى الحٌلم الفلسطيني قائم حتى قيام الساعة.

• المراجع:
• البي بي سي
• الجزيرة
• المعرفة
• ريمكس فلسطين
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017