الرئيسية / مقالات
الكورونا وباء متفشي ...إلى اين؟
تاريخ النشر: الخميس 20/08/2020 13:35
الكورونا وباء متفشي ...إلى اين؟
الكورونا وباء متفشي ...إلى اين؟

كتبت سالي مليطات
في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019، كشفت منظمة الصحة العالمية عن عدد من حالات الالتهاب الرئوي مجهول السبب في مدينة ووهان شرق الصين، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة، وبعدها بأيام وتحديداً في 7 يناير (كانون الثاني)، توصل علماء صينيون، إلى أن فيروساً تاجياً جديداً من عائلة كورونا هو المسبب لتلك الحالات وانتشارها في العالم.
حيث يعتبر فيروس كورونا مرض معد للحيوان والإنسان، وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية والمخالطة وليس سببه انتقال العدوى بالهواء، وإنما تنتقل عندما يخالط شخص شخصاً لديه أعراض تنفسية (السعال أو العطس)، وتكون المخالطة في حدود مسافة متر واحد أو أقل، ومما يجعل هذا الشخص عرضة لخطر تعرض الأغشية المخاطية (الأنف والفم) أو ملتحمته (العين) لقطيرات تنفسية من الممكن أن تكون معدية، ويسبب هذا الفيروس الذي تم اكتشافه مؤخراً مرض كوفيد-19.
في البداية، بدأ الأمر وكأنه وباء يقتصر بشكل أساسي على الصين، لكنّه تحول سريعاً إلى وباء عالمي، ورغم مرور 5 أشهر حتى الآن منذ البداية المعلنة لظهور الفيروس؛ لا تزال الكثير من الأسئلة تثار حوله، أهمها وأخطرها يشكك في تاريخ البداية وفي مكان ظهور الفيروس، وبدأ هذا الجدل يتصاعد مع صدور العديد من التقارير التي تشير إلى ظهور حالات إصابة بفيروس «كورونا المستجد» أبكر مما كان معتقداً.
ما إن تفشى الوباء الجديد في الصين حتى بدأ الفزع والهلع يطال الجميع، لكن الذي رسخ هذه الحالة هو عدم فهم الكثير من الصحفيين لماهية المرض الجديد، أو ما هو الخطر الكامن وراءه، لذلك؛ نشرت الكثير من التقارير الصحفية المتضاربة، ومنذ اللحظة الأولى كان لزاماً على جميع الصحفيين البدء بوضع خطة تحريرية لمواجهة الطلب المتزايد على المحتوى المتعلق بفيروس كورونا وشح المعلومات في المقابل، وعلى الرغم من سعيها للسرعة في نقل المعلومة، وهو ما يجعلها متميزة أمام جمهورها الباحث عن المعلومة السعية؛ لكن شح المعلومات المتوفرة حول المرض حتى من أكبر المراكز البحثية حول العالم تجعل التسرع في نشر الأخبار فخخاً حقيقياً للكثير من الصحفيين، ومن هنا بات إحداث التوازن بين سرعة نقل المعلومة والتأكد من صحتها أمراً ضرورياً للغاية، بالإضافة إلى التهويل الذي أصاب الجمهور بالهلع الشديد أثناء متابعة الأخبار.
فعند الاطلاع على أي شاشة إخبارية عربية أو أجنبية، أو الاشتراك في مجلة عبر الإنترنت؛ سيصلك في اليوم الواحد كم كبير من الأخبار عن حالات الإصابات المتكررة في مختلف بلدان العالم، ونفس الكم من الرسائل عن حالات الموت؛ مما يؤدي إلى ضغط على نفسية المتلقي، في حين أن هناك بعض وسائل الإعلام حاولت أن تتفادى السقوط في هيستيريا الأخبار العاجلة، حيث استعانت بالمختصين والأطباء للتوعية بسبل الوقاية من تفشي الفيروس تمثلا لدوره التثقيفي حول الاهتمام بكيفية معالجة الرسائل الإعلامية للفيروس ، وتباين انتقاله ومخاطره بشكل كبير عبر أنواع التغطية والأمة التي تنتجها.
"كانت التغطية الأمريكية تحريضية ، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المصادر التي لا أساس لها، والتي غالباً ما تؤخذ على أنها حقيقة"، في أجزاء أخرى من العالم، استغلت وسائل الإعلام الأصل غير المعتاد للفيروس الذي قفز من الحيوانات إلى البشر، عندما كشف العلماء أن المصدر المحتمل لفيروس كورونا هو الخفافيش ، نشرت صحيفة التابلويد البريطانية "ديلي ميل"، قصة امرأة صينية تأكل واحدة من هذه الثدييات.
نحن لا نستطيع إنكار وجود فيروس لعين كهذا الفيروس( فيروس كورونا)، ولا نريد القول بأنه ليس خطيراً، وأنه وكما يقول البعض مؤامرة فقط وليس له أساس في الواقع، أو أنه مجرد فيروس كغيره من الفيروسات الطبيعية التي يصاب بها الإنسان وتنتهي بفترة قصيرة وحسب، لا أنه أكبر من ذلك بكثير، يجب أن نصدق بأنه ذات خطورة بالغة، ويجب أن نتخذ كافة إجراءات الوقاية اللازمة لتجنب الإصابة بهذا الفيروس اللعين، ولكن ما أود التنويه به بأن هناك تهويل كبير حول تناول موضوع فيروس كورونا بين وسائل الإعلام أولاً، ومن ثم أفراد المجتمع، فكما نسمع بالعديد من الأخبار الكاذبة حول تلك المرض، والتي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ما يتم تداوله حول أي حالة وفيات في هذه الفترة وتشخيصها كإحدى ضحايا فيروس كورونا مثلا؛ على الرغم من أن ذلك لم يكن صحيحا، وإن تعمقنا في البحث والتحقيق في ما بعد؛ يتبين بأن حالات الوفاة تلك لا علاقة لها بالإصابة بالفيروس وإنما تهويل ومبالغة لا غير، وهذا أيضا ما يزيد الذعر والخوف لدى الكثير من الأفراد في المجتمع؛ وفي الوقت نفسه هذا التهويل يأخذ منحنى اللامبالاة لدى الكثير أيضا كالقول" الكثير مصاب بالفيروس ويشفى بسرعة، وأكيد نحنا مصابين بهذا الفيروس وما رح يصير معنا شيء".
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017