memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia
mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
"> المقاومة في غزة استخدمت ببراعة الحرب النفسية خلال معركتها مع الاحتلال - أصداء memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia
mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
">
الرئيسية / مقالات
المقاومة في غزة استخدمت ببراعة الحرب النفسية خلال معركتها مع الاحتلال
تاريخ النشر: الخميس 11/09/2014 23:16
المقاومة في غزة استخدمت ببراعة الحرب النفسية خلال معركتها مع الاحتلال
المقاومة في غزة استخدمت ببراعة الحرب النفسية خلال معركتها مع الاحتلال

 بقلم احمد البيتاوي...

خاضت المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي استمر أكثر من خمسين يوما حربا نفسية موازية لمعركتها العسكرية على الأرض، مستهدفة خلالها معنويات الجبهتين الداخلية والخارجية الصهيونية. فبالرغم من قلة الإمكانيات التقنية والفنية، إلا أن المقاومة كانت لها بصمات واضحة في هذا المجال الذي كان حتى وقت قريب حكرا على الصهاينة وحدهم.
وتعرّف الحرب النفسية في العلوم العسكرية بأنها الكلمات والرسائل التي توهن من تصميم العدو على القتال من خلال إضعاف روحه المعنوية، وقد تسبق أو تواكب أي مواجهة عسكرية. ولكي تنجح الحرب النفسية ضد الطرف الآخر لا بد من دراسته دراسة موضوعية بهدف التعرف على مقومات شخصيته وأسلوب حياته، من دين ولغة وتاريخ وأهداف، ونظامه الاجتماعي والسياسي، ومعرفة المبادئ النفسية والمقدرة على تطبيقها، وبدون ذلك لا يمكن التأثير على الأفراد والمجتمع.
ومن الواضح أن الحرب النفسية التي خاضتها المقاومة في غزة أشرف عليها خبراء محليون تابعوا المجتمع الصهيوني عن قرب، إما من خلال الدراسات العلمية المختلفة أو عبر مخالطتهم، فالاحتلال كان حتى وقرب يعيش بين ظهراني الفلسطينيين في غزة، كما استفادت المقاومة أيضا من الأسرى المحررين الذين خبروا الصهاينة عن قرب، فأتقنوا لغتهم، وعرفوا طباعهم وعاداتهم ونقاط قوتهم وضعفهم.
وللحد من تأثير قوة الحرب النفسية التي شنتها المقاومة في غزة، فعّل الصهاينة وكحال كل الحروب التي خاضتها الدولة العبرية من قوة ودور الرقابة العسكرية التي تتبع شعبة الاستخبارات (أمان)، حيث عملت على مراقبة كل المواد الإعلامية قبل نشرها عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية، ومنعت نشر أو بث أي مواد إعلامية تساهم في إضعاف الروح المعنوية للمجتمع والجيش الصهيوني، كأعداد وصور الجنود القتلى والأضرار التي تنتج عن سقوط الصواريخ الفلسطينية على المواقع الإسرائيلية.
أشكال ونماذج
وقد تنوعت أساليب الحرب النفسية التي استخدمتها المقاومة في غزة بين الصورة والكلمة، فقد انتحت كتائب القسام خلال الحرب عدة فواصل و(سبتات) دعائية باللغة العبرية كانت موجهة بدرجة الأولى للجندي الصهيوني، حيث أشارت إلى المصير الذي سوف يلاقيه حال توغل في القطاع، كما وجهت عدة رسائل أخرى للمواطن الإسرائيلي، فصمم القسام أغنية خاصة باللغة العبرية (زلزل أمن إسرائيل) التي لاقت رواجا كبيرا في المجتمع الصهيوني، لدرجة أن الحاخام "موشي افنير" أفتى بحرمة استماع اليهود لها.
وخلال الحرب الأخيرة قامت فصائل المقاومة المختلفة بتصوير عملياتها العسكرية التي استهدفت الجنود الصهاينة، فصوّرت عمليات إطلاق الصواريخ والاشتباكات المسلحة وقنص الجنود، وتدمير الدبابات بالصواريخ الموجهة والعبوات، كما صورت عملية إنتاج الصواريخ وتصنيعها خلال فترة الحرب، وتُعد عملية اقتحام موقع "نحال عوز" المصورة، التي أطهرت جرأة عناصر القسام وجبن الجنود الصهاينة من أقوى الرسائل النفسية التي بعثتها حركة حماس للمجتمع والجيش الصهيوني، وقد عبّر عدد من الخبراء العسكريين الصهاينة عن اندهاشهم من هذه العملية ومن تأثيراتها النفسية على الداخل العبري. 
كما عرضت فصائل المقاومة عدة مرات مقاطع فيديو أظهرت الأسلحة الصهيونية التي استولت عليها خلال اشتباكاتها مع جنود الاحتلال، وبثت أيضا صور المركبات المدمرة وبقايا الجنود الصهاينة وحاجياتهم.
اختراق الايميلات والفضائيات
ونجحت كتائب القسام خلال الحرب الأخيرة في الوصول مباشرة إلى الرأي العام الصهيوني من خلال اختراق بث القناة الفضائية الصهيونية العاشرة والثانية ونشرت صورا للمقاومة، ووحدة الكوماندوز التي اقتحمت موقع "زاكيم" الصهيوني، كما بثت صوراً لأطفال فلسطينيين قصفتهم طائرات الاحتلال في غزة.
وتمكنت كتائب القسام أيضا من اختراق عشرات الحسابات الإلكترونية الإسرائيلية من بينها قادة للاحتلال وأعضاء كنيست وشخصيات مختلفة، وسيطرت على مواقع الكترونية إسرائيلية هامة، وأوضحت إنها أرسلت عبر هذه الحسابات رسائل لمئات الإسرائيليين، ووضعت صورا للشهيد محمد أبو خضير الذي خطف وقتل حرقا في القدس، وشعار الهاكرز القسامي الذي نفذ الاختراق. 
كما كشفت كتائب القسام أنها تمكنت خلال الحرب من السيطرة على نظام الرسائل الخاص بمجلس مستوطنات "بنيامين" المحيطة برام الله، وأرسلت عدة رسائل تهديدية للإسرائيليين عبر هذا النظام. وجاء في نص إحدى الرسائل التي تلقاها مشتركو هذه الخدمة:"سارعنا للضرب في كل مكان في إسرائيل من ديمونا وحتى حيفا وقد اختبأتم في الملاجئ كالجرذان، نحذر حكومتكم مجدداً من مغبة عدم الموافقة على شروطنا، لان إسرائيل بأكملها ستبقى هدفاً مشروعاً لنيراننا، كتائب عز الدين القسام". ويأتي هذا الاختراق في الوقت الذي أرسلت فيه القسام أيضا رسائل إلى هواتف عشرات الآلاف من الجنود الصهاينة.
كما وجهت القسام عدة رسائل إلى شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلاتها لإسرائيل، وطالبتهم بوقف رحلاتهم إلى مطار اللد (بن غوريون) بسبب المخاطر المحدقة بها نتيجة للحرب الدائرة، وقد امتثلت عدد من شركات الطيران لهذه الدعوة، الأمر الذي شل حركة الطائرات في الدولة العبرية التي تحولت إلى دولة معزولة عن العالم الخارجي.
ابو عبيدة
وشكل الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة معضلة نفسية للصهاينة الذين أخذوا يتابعون مؤتمراته الصحفية وقناة الأقصى عبر"اليوتيوب" أكثر من متابعة بعض القادة الإسرائيليين، كما أكد الجمهور الصهيوني أنهم باتوا يثقون بتصريحاته وتصريحات الناطقين في حركة حماس أكثر من ثقتهم بتصريحات قيادتهم السياسية.
وبلغ الهوس الصهيوني من (ظاهرة) أبي عبيدة القسامي إلى حد أن قامت بلدية القدس الصهيونية بتغيير أسم أحد شوارع المدينة من شارع أبي عبيدة إلى شارع بهاء الدين. 
بعيدا عن المبالغة
واتسمت وسائل الحرب النفسية التي استخدمتها قوى المقاومة في غزة بالمصداقية والبعد عن المبالغة والتهويل، وكانت أساليب تتسم بالبساطة والقدرة على النفاذ إلى الوعي الصهيوني، كما هدفت هذه الرسائل إلى إحداث هوة وفجوة بين المواطن الإسرائيلي وقيادته السياسية. 
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الحرب النفسية لوحدها دون قوة حقيقية على الأرض هي مجرد كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، كحال رسائل وزير الخارجية والإعلام العراقي الصحاف الذي أصبح أضحوكة بعد أن سقطت العاصمة العراقية بغداد بيد الأمريكان عام 2003، أو كأحمد سعيد صاحب الرسائل القوية الذي واكبت حرب عام 1967 عبر إذاعة صوت العرب.
وفي المقابل، فشل الصهاينة في حربهم النفسية التي حاولوا شنها ضد سكان قطاع غزة، فلم يترك المواطنين منازلهم استجابة للمنشورات التي كانت تلقيها الطائرات الصهيونية على المناطق الحدودية، ولم يلتفتوا كثيرا إلى الناطقين الصهاينة باللغة العربية، ولم ينجح الاحتلال بتشويه صورة المقاومين وقادتهم، وبقيت الجبهة الداخلية الفلسطينية متماسكة حاضنة للمقاومة حتى إعلان وقف إطلاق النار، وعلى الناحية الأخرى التزم الصهاينة الذين يقطنون في منطقة غلاف غزة بقرار القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف، ولم يعودوا لمنازلهم إلا بتصريحات منه، بالرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقها القادة الصهاينة لمواطنيهم.
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017