الرئيسية / مقالات
نتنياهو يتحدّى “المشتركة” وينافسها في مجتمعها… فهل ينجح؟
تاريخ النشر: الخميس 14/01/2021 06:41
نتنياهو يتحدّى “المشتركة” وينافسها في مجتمعها… فهل ينجح؟
نتنياهو يتحدّى “المشتركة” وينافسها في مجتمعها… فهل ينجح؟

الإعلامي أحمد حازم
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يمارس منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ أكثر من 11 سنة، ولم يستطع أحد لغاية الآن إبعاده عن هذا المنصب، يحاول الآن دغدغة شعور الناخب العربي علّه يحظى بأصوات عربية في الانتخابات المقبلة المقرر إجراءها في شهر مارس/ آذار المقبل. بدون شك فإن نتنياهو سيستخدم كل ما لديه من إمكانيات في محاولة منه لجمع الآلاف من الأصوات العربية، وسيركز على “الوعود بالعمل؟!” من أجل الناخب العربي. ولكن هل توجد مصداقية بكلام نتنياهو وخصوصًا للمواطن العربي؟
نتنياهو معروف عنه أنه كاذب وبشهادة سياسيين كبار. الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وفي كتابه الذي أصدره تحت عنوان “أرض الميعاد” والذي يرصد فيه تجربته خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، يلقي الضوء على طابع العلاقة التي كانت سائدة بينه وبين بنيامين نتنياهو. موقع قناة 12 الإسرائيلية عرض أهم ما جاء في الكتاب، الذي وصف فيه نتانياهو بـ ِ”الخبيث والصعب وصاحب قدرات اتصال استثنائية”.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، فقد وصف نتنياهو بالكاذب والمحتال. ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة في الخامس من الشهر الماضي، عن أولمرت قوله إن نتنياهو، لم يقصد في أي وقت من الأوقات تنفيذ ما وعد به، إنه مخادع ومدّع. فإذا كان أوباما الذي كان يعتبر أهم رئيس في العالم، ينظر إلى نتنياهو بهذه النظرة، فمن الطبيعي أن تكون نظرته عن تجارب سابقة. وإذا كان ابن دينه وشريكه في السياسة الليكودية أولمرت ينعته بأنه مخادع، فهو يتحدث عن تجارب مرّ بها. فكيف سيكون نتنياهو صادقًا مع الناخب العربي في وعوده؟
نتنياهو وعلى ما يبدو على استعداد مقابل الحصول على الصوت العربي، أن يقول أي شيء وأن يعد العرب بكل شيء، لكن كل ذلك يبقى قولًا ووعدًا “يعني حبر على ورق”. ألم يقل للعرب وبالأحرى لمنصور عباس أنه سيوقع على قرار ميزانية مكافحة العنف والجريمة في الوسط العربي؟ ولغاية الآن لم يفعل.
ذهب نتنياهو إلى أم الفحم، ليكون شاهدًا على تطعيم الشخص رقم مليون ضد كورونا، وقد شاءت الظروف أن يكون هذا الشخص من ام الفحم. ولو كان الرقم مليون من مستوطنة يهودية فهل يتطرق نتنياهو إلى ذكر العرب؟ بالتأكيد لا. على كل حال استغل رئيس حزب الليكود هذه المناسبة وأراد ملامسة الشعور العربي . فقد قال: “إن العرب يجب أن يكونوا جزءًا كاملًا من قصة النجاح الإسرائيلية”.
لست أدري ما الذي دفع نتنياهو هكذا فجأة لاستخدام كلمة (يجب) بصيغة إيجابية تجاه العرب، وهو الذي يحرّض ضدهم بأسلوب عنصري. فهل التقارب بينه وبين منصور عباس دفعه لاستخدام هذه الصياغة في هذا الموسم الانتخابي؟ أم أنه يريد استغلال الخلاف الحاصل داخل المشتركة عسى أن يحظى بأصوات كثيرة من الناخبين العرب؟ أم الاثنان معًا؟ ومهما كان السبب فهذه وقاحة ما بعدها وقاحة. كيف يريد أصواتًا عربية وجرافات وزارة الداخلية تقتحم منازل لسكان عرب وتهدمها بموافقة نتنياهو، وكان آخرها اقتحام جرافات الهدم الإسرائيلية ترافقها قوات كبيرة من الشرطة، مدينة باقة الغربية، وهدمت جدارات بحجة البناء غير المرخص.
قال نتنياهو للقناة 13 منافقًا “إن الصوت العربي له إمكانات هائلة وإن الجمهور العربي كان لسنوات عديدة خارج التيار الرئيسي للقيادة. لماذا”؟ نتنياهو يسأل وبكل وقاحة لماذا ويدّعي بعدم وجود سبب؟ لكن الحقيقة عكس ذلك فهو يعرف في داخل نفسه أن العنصرية ضد العرب التي يحمل هو لواءها هي السبب. نتنياهو يراهن على كسب الآلاف من الأصوات العربية، بمعنى أنه يريد منافسة “المشتركة” في عقر دارها في المجتمع العربي يعني تحدي المشتركة. فقد ذكرت القناة 13 أن نتنياهو يخطط، للسعي لجذب الأصوات العربية بشدة، ويأمل في تحقيق هدفين: الحصول على نحو مقعدين في الكنيست بفضل الدعم العربي، وتقليص التأييد للقائمة المشتركة التي تراجعت في استطلاعات الرأي الأخيرة.
نتنياهو يريد الاصطياد في المياه العكرة، وأعتقد بأن الناخب العربي عنده من الوعي واليقظة ما يجعله في موقع صد نتنياهو. وهل ينسى الناخب العربي الحملة المعادية التي قام بها نتنياهو ضد العرب في شهر سبتمبر/ أيلول عام 2019 حيث نشر رسالة يخاطب فيها الناخبين اليهود بالقول: “إن السياسيين العرب الإسرائيليين يريدون إبادتنا جميعًا”؟
المواطن العربي بشكل عام والفحماوي بشكل خاص، كيف له أن ينسى أن قرارات سجن فضيلة الشيخ رائد صلاح ابن مدينة ام الفحم، والذي يقبع الآن في سجون نتنياهو، كلها تمت بموافقته. وإذا كان النائب منصور عباس قد نسي ذلك لأن “في نفس يعقوب حاجة، ونتنياهو يتجاوز ذلك بكل وقاحة،” فإن الناخب العربي لا ينسى أبدًا عنصرية نتنياهو وتحريضه ضد العرب، حتى وإن ظهر الآن بلباس الحمل الوديع لكسب ودّ الناخب العربي.

 موطني 48

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017