الرئيسية / مقالات
شريعة الله، لا "شريعة الغاب"
تاريخ النشر: الثلاثاء 07/12/2021 19:26
شريعة الله، لا "شريعة الغاب"
شريعة الله، لا "شريعة الغاب"

شريعة الله، لا "شريعة الغاب"
ماذا يحدث في مجتمعاتنا؟
تسنيم صعابنة
إن القانون هو الركيزة الأساسية للدول والمجتمعات، وتكمن العبرة في تطبيق هذه القوانين، فتجاوز القوانين واعتبارها غير موجودة يولد شعور العيش في غابة لا تحكمها الضوابط، بل تسير على مبدأ الغابات "البقاء للأقوى"، وكل مخلوق ضعيف ليس إلاّ وجبة غداء للقوي.

حالة من الفوضى والفلتّان الأمني، بات القتل العمد يعّم مجتمعنا الفلسطيني، ولا يسلم منه كبير أو صغير، رجل أو امرأة، إذ يقوم كل شخص بالتصرف كما يحلو له، نعم!!! إنها شريعة الغاب.
في عالم الغاب لا يوجد سوى قانون القوة والجبروت، يبقى القوي محور هذه الحياة، وتحت هذا القانون تموت كائنات وتُظلم كائنات، وتبقى الحياة بلا عدل ولا جمال ولا حق، حتى في الغابة تتعرض أعشاش الطيور الصغيرة لغزوات من الطيور الجارحة، ولا تسلم الحيوانات الأليفة من غدر الحيوانات المفترسة.

وإثر هذه الحوادث التي خيمت على البلاد، نلاحظ تغيب تنفيذ القوانين وتجريم المتهمين كما يتوجب. ولو نُفِذت عقوبات رادعة على المجرمين لما تجرأ أحد على رفع يده على الآخر.
إننا نرى الآن أب يقتل أطفاله وزوجته، وآخر يقتل صديقه دون رحمة، هذا بالإضافة إلى عمليات سطو متكررة على البنوك من قبل لصوص، إن حياة المواطن متزعزعة مهددة بالاندثار والدمار في أي لحظة، لذا إننا نطالب بقوة وإصرار على تنفيذ العقوبات كما وردت في نصوص القرآن الكريم تطبيقًا تامًا، فيجب حبس السارق، وجلد الزاني، وتطبيق القصاص على القاتل...
فعلى سبيل المثال: في العام الماضي ومع انتشار فيروس كورونا، اتخذت الحكومات قوانين صارمة، وفرضت الإغلاق الشامل وعطلت المدارس والجامعات، وألزمت الشعوب بارتداء الكمامات، وكانت النتائج مُبهرة، ولامسنا انتظام مُبهر إثر ذلك، وأصبحنا نرى الشوارع فارغة إلا للطوارئ فقط.

نؤكد على أن نسبة الجريمة التي ارتفعت في الأواني الأخيرة، كانت نتيجة التسيب التام في كل مناحي الحياة التربوية، المجتمعية والقانونية، وبأنها لن تنخفض سوى بفرض العقوبات التي تُخيف نفس المرء قبل أن يقدم على مثل هذه الأفعال الشنيعة، والتي تشجع المواطن على اللجوء إلى القانون لتقديم بلاغ قانوني بدلاً من أخذ حقه بيده.

حذّرنا الإسلام في عدد كبير من نصوصه من ظاهرة القتل وبيّن لنا بأنها جريمة محرّمة في الإسلام، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه).

بل وأخبرنا عليه الصلاة والسلام عن ظاهرة كثرة القتل وحذّرنا منها؛ فقال: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج». قالوا: يا رسول الله أيما هو؟ قال: )القتل القتل.(
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017