الرئيسية / مقالات
الغزو الروسي وتباكي أمريكا على القانون الدولي
تاريخ النشر: الخميس 03/03/2022 06:13
الغزو الروسي وتباكي أمريكا على القانون الدولي
الغزو الروسي وتباكي أمريكا على القانون الدولي

المهندس محمود الصيفي
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
28. 2. 2022
ان جرائم امريكا وحلفائها وقبلها جرائم بريطانيا وحلفائها بحق شعوب العالم لا حدود لها على مدى اكثر من مئة عام ماضية فخطيئة بريطانيا في فلسطين ما زالت ماثلة للعيان والتي ادت الى تهجير قسري لسكان فلسطين واحلال اليهود مكانهم بعد ان دعمت عصابات الهجانا والارغون وشتيرن اليهودية الصهيونية بالمال والسلاح وما رافق ذلك من جرائم ومذابح بحق ابناء الشعب العربي الفلسطيني نتاج دعمهم المستمر للكيان الصهيوني الى يومنا هذا ..
اما خطيئة امريكا وحلفائها في العراق فهي قمة الجرائم التي لم ترتكب في التاريخ رغم جرائمها في فيتنام وافغانستان الا انها وصفت بأفظع جرائم العصر والتي ارتكبت دون وازع انساني حيث اطلقت كلابها الضالة تنهش اجساد ابناء العراق ضاربة عرض الحائط لكل القيم والاخلاق والشرائع السماوية والاعراف الدولية والتي صانت حقوق الانسان والدول ..
ولست هنا مؤيدا للروس في غزوهم لاوكرانيا فهم لا يقلون عنهم إرتكابا للجرائم بحق الانسانية فجرائمهم في افغانستان وسوريا والشيشان تتحدث عن ذلك . بل لاننا نمقت الاحتلال والقتل والتهجير ايا كان مسببه وكذلك لما شاهد وقرأ وسمع العالم من تباكي الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها عن خرق روسيا للقانون الدولي بغزوها لجمهورية اوكرانيا .
وهنا نتسائل ماذا نسمي غزو واحتلال العراق وما ترتب عنه من اغتيال لقادته وحل لجيشه وقتل وتهجير لشعبه وتدمير لبنيته التحتية وسرقة ونهب لثرواته المستمر الى الآن .
ماذا نسمي قصف ملجأ العامرية وسط العاصمة العراقية بغداد قي 13شباط عام 1991 بالصواريخ الامريكية المسماة بالذكية والتي ادت الى قتل اكثر من 400 شخص جميعهم من الاطفال والنساء والشيوخ . ..
ماذا نسمي ايضا فضيحة التعذيب في سجن ابو غريب التي يندى لها جبين الانسانية حيث كشف النقاب بداية عام 2004 عن اساليب تعذيب جسدية ونفسية وجنسية بشعة تمارس ضد السجناء العراقيين من قبل افراد الشرطة العسكرية الامريكية اضافة الى التصفيات الجسدية التي وصلت حد القتل ورغم رفع قضايا ضد مرتكبي هذه الاعمال الاجرامية في المحاكم الامريكية الا ان هذه المحاكم رفضت تلك القضايا بحجة حصولها خارج حدود الولايات المتحدة الامريكية . ..
وماذا نسمي جرائم القتل الطائفية التي ترتكبها ايران. ومليشياتها القذرة المدعومة من قبلهم والتي تتم برعاية المخابرات الامريكية لتبقي العراق مقسما وضعيفا على المدى البعيد .
واذا ما عدنا الى الوراء حيث احتلال فلسطين من قبل بريطانيا والتي ظلت تقمع الثورات الفلسطينية بقوة السلاح وتنصب المشانق في الساحات للثوار الفلسطينيين المطالبين بحرية بلدهم كباقي شعوب العالم وبدل منحهم الاستقلال فتحت ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين وقامت بتسليح العصابات الصهيونية لمهاجمة المدن والقرى الفلسطينية ووقفت القوات البريطانية متفرجة على المجازر والمذابح الجماعية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق ابناء الشعب الفلسطيني والتي ادت الى التهجير القسري وتحت تهديد السلاح امام سمع وبصر سلطة الانتداب البريطانية ولم تكتفي بشراكتها بهذه الجرائم بل عملت على انشاء دولة سميت ب اسرائيل على ارض فلسطين واستولت هذه الدولة بمساعدتها على المدن والقرى الفلسطينية.
وهنا يتسائل المحايدون ان وجدوا في هذا العالم الا تعد جريمة تهجير الشعب العربي الفلسطيني من ارضه وجلب اناس من شتى انحاء العالم ومن كافة جنسياته ليحلوا محل اصحاب الارض وهم الفلسطينيون خرقا للقانون الدولي .
امام كل هذه الجرائم التي ارتكبت في العراق وفلسطين وافغانستان وفيتنام من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وحلفائهم تتباكى امريكا وحلفها الاطلسي على القانون الدولي وخرقه من قبل الرئيس الروسي فلادمير بوتين بغزو جيشه لجمهورية اوكرانيا .
ان ما يثير الدهشة والاستغراب ان تهب دول الحلف الاطلسي والتي يبلغ تعدادها ( 30
دولة ) بقيادة الولايات المتحدة الامريكية اضافة لعشرات الدول التي تسير في فلك السياسة الامريكية لنجدة اوكرانيا وتوفر لها كل اسباب الدعم العسكري والمالي والغذائي والمعنوي اضافة لشن حملة عالمية لمقاطعة روسيا لكل مناحي الحياة حتى وصلت الى حد المقاطعة الرياضية.
وهنا يطرح السؤال اين كان هذا العدد الكبير من الدول ابان الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية على العراق والتي تمت دون غطاء دولي او قانوني والذي يعتبر مشابها لما تقوم به روسيا في اوكرانيا والتي ادت الى احتلاله وتدمير بنيته التحية واغتيال قادته وعلمائه وتشريد الملايين من شعبه لذا لم نشاهد هذه الدول تدين وتستنكر العدوان بل كانت هذه الدول مشاركة في العدوان.
بالمقابل شهد العالم اوسع معارضة جماهيرية في التاريخ ضد العدوان الامريكي على العراق حيث قدر عدد المشاركين في مظاهرة روما ب 3 ملايين في حين تجاوز عدد المتظاهرين في العالم ال 30 مليون مشارك ضد العدوان على العراق ..
اليوم وفي ظل كيل الغرب بمكيالين تجاه القضايا التي تخص الامة العربية وهذا يندرج ضمن مصالحه يتحتم على العرب ان يدركوا هذه الحقيقة وان يبنوا علاقاتهم مع الدول التي تحترم ارادتهم ومصالحهم خاصة ونحن نشاهد اليوم نهاية سياسة القطب الواحد والذي يتمثل بالولايات المتحدة الامريكية على مدى ثلاثين عاما ارتكبت فيها ابشع الجرائم تجاه شعوب العالم دون رادع يعيدها عن غيها وظلما لشعوب العالم .
واليوم ايضا ارواح شهداء فلسطين وارواح شهداء العراق وارواح ضحاياهم في العالم ستبقى في رقابهم هم واسيادهم والذين يتباكون اليوم عن خرق للقانون الدولي من قبل روسيا.
طوبى لشهداء العراق ولشهداء فلسطين ولشهداء ظلمهم على امتداد كرتنا الارضية والتي لم يسلم ركن من اركانها من جرائمهم حيث اكد باحثون ان الولايات المتحدة قتلت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ما يزيد عن ثلاثين مليون شخص حول العالم .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017