الرئيسية / مقالات
تعظيم التدويل وتقزيم المقاومة بقلم ثائر حنني
تاريخ النشر: الأربعاء 14/01/2015 19:44
تعظيم التدويل وتقزيم المقاومة بقلم ثائر حنني
تعظيم التدويل وتقزيم المقاومة بقلم ثائر حنني

 إن أكثر ما يشغل تفكير القيادة الفلسطينية وتحركها في اتجاه إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وخصوصا في هذه الآونة هو التوجه نحو تدويل القضية الفلسطينية وملاحقة الاحتلال وفق القانون الدولي ,وتحديداً بعد فشل الرهان على حصان أوسلو الذي استمر أكثر من عشرون عاماً منحدراً بعربة التسوية السلمية نحو الهاوية ,وأدى في نهاية الأمر إلى افتضاح أمر النوايا الصهيونية الخبيثة ومن خلفها الإدارة الأمريكية المتساوقة تماماً مع المشروع الصهيوني الاستيطاني ألتهويدي ,واللتين تمكنتا من خداع القيادة الفلسطينية طوال الوقت بمساعدة بعض الدوائر العربية المشبوهة ,بهدف شطب القضية من سُلم ألأولويات العالمية ,وبالتالي وأد المقاومة الفلسطينية ,واستخدام أوسلو كوسيلة لقبر الثورة الفلسطينية وعدالة قضيتها من جهة ومن جهةََ أخرى كغطاء شرعي لمواصلة المشاريع الاستيطانية والتهويدية وتحديداً في القدس المحتلة ‘ وتعمية العالم عما يجري ويدور في الجزء المتبقي من أراضي فلسطين العربية التاريخية ‘والتي تعتبرها المنظمات الدولية وهيئاتها ومجالسها أراض محتلة.

 

إنه لمن المؤسف حقاً أن لا تأخذ القيادة بعين ألاعتبار الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة ‘وكافة أشكال المقاومة التي كفلتها الشرعية الدولية وأجازتها في التعامل مع الاحتلال‘وكذلك الحجم الهائل للقرارات الدولية ومنذ تأسيس منظمة ألأمم المتحدة ‘والمركونة في أدراج مكاتبها ورفوفها مع وقف التنفيذ ‘والمتعلقة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المغتصبة والمحتلة وفق نصوص الشرعية الدولية ‘وكذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة حسب القرار الدولي رقم(194)‘تلك القرارات المتراكمة والتي لم ترى النور حتى يومنا هذا‘ بسبب تحكم قوى ألاستعمار والامبريالية العالمية بمصير تلك المنظمات وقراراتها ‘وتجييرها وفق النزوات الرأسمالية الجشعة ‘بل واستخدام تلك المنظمات والمنابر الدولية لمزيد من العدوان والاستعمار والاحتلال والتخريب والإرهاب والحصار والتجويع ضد العرب والمسلمين كما جرى في العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا ...مما يدفعنا للاستنتاج واليقين بعقم التوجه للمنابر الدولية في ظل الهيمنة الأمريكية والتوازنات الراهنة‘وبمعزل عن استخدام المقاومة بكافة أشكالها ضد الاحتلال والاستعمار والامبريالية ‘والكفيلة وحدها بتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه الاحتلالية ‘إضافة لتعريض مصالح الامبريالية العالمية في المنطقة العربية للخطر‘مما يؤدي لخلط الأوراق والإخلال بالتوازنات القائمة ‘ونشوء توازنات جديدة نستطيع من خلالها تحقيق غاياتنا وأهدافنا وتحرير بلادنا وتطهير فلسطين كل فلسطين من نهرها لبحرها من دنس الكيان الصهيوني الغريب أحد أهم إفرازات وأذرع القوى الاستعمارية الحديثة.


من هنا نستطيع القول أيضاً إن الدفع في اتجاه تعظيم التحرك نحو المنابر الدولية وتقزيم شأن المقاومة وفعلها على الأرض لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني وتجلياته الخاصة بكنس الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ‘وعودة اللاجئين المشردين عن ديارهم لأكثر من سبع وستون عاما في ظل أوضاع إنسانية صعبة يكابدوها في دول المهجر والشتات .
إن المرحلة القادمة تتطلب منا التحرك في كل الاتجاهات والصعود وصوب المنابر الدولية بالتزامن مع تصعيد كافة أشكال المقاومة وتعزيز أواصر الوحدة الوطنية وتوطيدها مع القوى الشعبية والثورية والجهادية وكافة القوى الديمقراطية العربية والدفع باتجاه تشكيل الجبهة الوطنية القومية الإسلامية في مواجهة الحلف الصهيوني الامبريالي ألصفوي الرجعي.

بقلم:ثائر حنني
بيت فوريك- فلسطين المحتلة
كانون الثاني 15

 

 

 

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017