الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الفنانات التشكيليات ودورهن في ابراز الهوية الفلسطينة
تاريخ النشر: السبت 24/01/2015 05:34
الفنانات التشكيليات ودورهن في ابراز الهوية الفلسطينة
الفنانات التشكيليات ودورهن في ابراز الهوية الفلسطينة

 رانيا جولاني

 

عرفت فلسطين بوادر الفن الفلسطيني أواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين, حيث كانت أسس الأعمال الفنية النقوش وفن التخطيط بالمساجد والايقونات المسيحية, تضمن رسومات قديسين وقديسات بالطابع البيزنطي المتميز, رسمت هذه اللوحات من قبل فنيين محليين, كانوا قد تعلموها على أيدي فنانيين روس وصلوا الى فلسطين وتحديدا في القدس كما برزت التحف والمجسمات التي كانت تباع للحاج والمسيحين, فكانوا يدمجون مشاهدة احداث تاريخية وشخصيات مهمة في رسوماتهم لدخول الخليفة عمر بن الخطاب القدس او شخصية صلاح الدين الايوبي وغيرها.

ومعروف ان الفن الفلسطيني الشعبي المستمر منذ عشر الاف عام برز على المطرزات والثياب النسائية حيث برز بكل مدينة ومحافظة وتبرز هوية ثوبهم الخاص كما برز من الصناعات اليدوية صناعة المعادن مثل رق النحاس الفخار الزجاج السيراميك المنحوتات الخشبية وغيرها مع انضمام فنانون فلسطينيون لكليات الفنون المختلفة, أصبح هناك تطور مثير للاهتمام في هذا المجال حيث أحرزوا قفزة حقيقية في الفن الفلسطيني.

 ومن الفنانات الفلسطينيات اللواتي برزن على هذا الصعيد الفنانة الاولى "زلفى السعدي من مدينة القدس وكان معرضها الفني عام 1933, وضم المعرض لوحات لشخصيات تاريخية مثل عمر بن الخطاب اثناء استلامه مفاتيح المدينة من اسقف مدينة القدس اضافة الى شخصيات معاصرة ولوحات للشاعر احمد شوقي والمناضل الشهيد عمر المختار وقد امتازت الفنانات الفلسطينيات بالتعبير عن مشاعرهم الوطني والحزن الاجتماعي بحساسية متفردة.

ومن بين الفنانات الفلسطينيات اللواتي تشردن ابرزهم الفنانة "تمام الاكحل" ابنة مدينة يافا المولودة فيها عام1935م شردتها النكبة مع أهلها إلى بيروت عام 1948م, شاركت في عشرات المعارض المشتركة العربية والدولية والأجنبية، لها أعمال مقتناه في عدد من متاحف الدول العربية والأجنبية ومن قبل مقتني ومحبي أعمالها، حاصلة على جوائز متنوعة عديدة وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً استطاعت تمام ان تصور بابداع ريشتها تراث الشعب الفلسطيني وواقع معاناته.

وكذلك الفنانة "جوليانا سيرافيم" ثم هناك جيل جديد منذ التسعينات حتى اليوم ابرزهن "حنان ابو حسين, رنا بشارة, منى حاطوم, احلام شلبي, انيسة اشقر, جومانا ايميل عبود, نسرين ابو بكر , فاطمة ابو رومي, نوال جبور, منال محاميد, مريم عسير, سناء راشد".

والفن هو احساس وصدق مثل ان تكون لديك الموهبة والتقنيات والدراسة الاكاديمية الفنية, على هذا الاساس لا يمكن الفصل ما بين الوضع السياسي والاحتلال والمعاناة التي يعاني منها عموم الشعب الفلسطيني, سواء في الداخل او في الشتات, فالقضية الفلسطينية لا تزال الهاجس الاكبر لدى الفنان الفلسطيني, والفن هو تعبير رئيسي في بكورة الهوية والشخصية الفلسطينية الوطنية المستقلة, تحمل الارث الفلسطيني الذي كاد ان يندثر.

وفي بداية التسعينات دخل الفن التشكيلي الفلسطيني مرحلة جديدة شهد فيها تطورا على مستوى المضمون أولا، من حيث تنوع المضامين والمواضيع التي يطرحها ومن حيث اختفاء المباشَرة في طرح ما هو سياسي في العمل الفني، وثانيا وعلى مستوى الأدوات طور الفن الفلسطيني مختلف الوسائل التعبيرية المرئية، فاستخدم إلى جانب النحت والرسم والتصوير أدوات معاصرة مثل فن الفيديو. وفن الأداء بالإضافة إلى فن الإنشاء.


ابرزهن "مليحة مسلماني" الباحثة والفنانة الفلسطينية والمرشحة لنيل شهادة الدكتوراة في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، وموضوع رسالتها: "تمثيلات الهوية في الفن الفلسطيني في المناطق المحتلة في العام 1948". لمسلماني العديد من المعارض فنية، والأعمال الكتابية والدراسات. فازت مليحة مسلماني بالمرتبة الاولى في جائزة الورقة البحثية في جائزة العودة للعام 2007 عن الورقة المنشورة اعلاه، كما فازت بالمرتبة الاولى في جائزة ادب الاطفال في جائزة العودة للعام 2007 أيضا عن قصة بعنوان "كرم التين".

 التعبير التشكيلي ساعد الفنان الفلسطيني على الذهاب أكثر عمقا في معالجته قضية وجوده الفلسطيني، هذا التحول في الذهاب إلى العمق وتحويل القضايا الكبرى إلى حميمة ذاتية نستطيع أن نستقرأه من فنون أخرى، وجعل ما هو عام ذاتي، يجد الخطاب الثقافي الفلسطيني حل قضيته التي هي إنسانية بالأساس.

 


                    

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017